قميص عثمان في مملكة السادس

تسوِّق المملكة المغربية لسردية وقحة ومغلوطة، مفادها أن المناكفة مع الجزائر واختلاف الرؤى حول تسوية الملف الصحراوي، الذي تستند فيه الجزائر إلى قرارات الشرعية الدولية ولجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة، كانت وراء دفع البلد الذي يحكمه العلويون إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، في عزّ الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بغزة والضفة. هذه السردية […] The post قميص عثمان في مملكة السادس appeared first on الشروق أونلاين.

يوليو 19, 2025 - 19:33
 0
قميص عثمان في مملكة السادس

تسوِّق المملكة المغربية لسردية وقحة ومغلوطة، مفادها أن المناكفة مع الجزائر واختلاف الرؤى حول تسوية الملف الصحراوي، الذي تستند فيه الجزائر إلى قرارات الشرعية الدولية ولجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة، كانت وراء دفع البلد الذي يحكمه العلويون إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، في عزّ الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بغزة والضفة.
هذه السردية التي انتقلت الأدوات الحاملة لها من الصحف والمواقع إلى الوزراء وسحرة البلاط من حاشية الملك، وتعتمدها أيضا كل التيارات السياسية التي تشارك، بشكل أو بآخر، في القفز على وقائع التاريخ وأحداثه، ولم يتخلف عن رفع هذا المحمول البائس إسلاميٌّ ولا يميني ولا يساري ولا استقلالي.

وأصبحت هذه السردية المبنية على الكذب والنفاق وتزوير الحقائق والبكائيات قميص عثمان الذي يرفعه المخزن عبر زبانيته في كل محفل وموقع ومنصة إعلامية.
لقد بلغ الفجور بالعلويين مبلغه، وأصبح تبرير الخيانة التي يرفضها الشعب المغربي بشكل كامل، وخاصة بعد العدوان الصهيوني على غزة، يمر عبر تحميل الجزائر وزرا لم تزره، وهو تبريرٌ تافه، يردِّده التائهون والغارقون في مستنقع الخيانة والعمالة والنذالة، فالعذر أصبح أقبح من الذنب، ولم يحدث في تاريخ العلاقات الدولية، أن برَّر بلد سياسة يتبنّاها بهذا السفه كما فعل ويفعل المخزن. لقد فضحت وقائع التاريخ وأحداثه القصر العلوي، وبعيدا عن الخيانة التي حدثت في القمة العربية التي عُقدت في الرباط سنة 1973، فإنّ اتصالات المغرب بالكيان الصهيوني، كانت قد بدأت مع ظهور هذا الجسم الخبيث المزروع في جسم الأمة العربية والإسلامية، ويكفي لدحض هذا الهراء الذي تلوكه الألسن في مملكة العلويين ما قاله السياسي ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في آخر حواراته لصحيفة إسبانية، أوضح فيه ما تؤمن به الطبقة السياسية الأمريكية وما تملكه من أدلة وأدوات تسمح لها بإعطاء رأي وازن في علاقة المخزن بالكيان، واقتبس ما قاله بالحرف: “المغاربة كانوا سيقبلون الاعتراف باتفاقية إبراهيم مع إسرائيل لأنهم كانوا مهتمِّين بذلك على أي حال. كانوا قريبين جدًّا من الاعتراف بإسرائيل من قبل. كان بإمكانهم، حتى قبل مصر والأردن، أن يكونوا أول دولة عربية تفعل ذلك”.
نعم، هذه هي عقيدة المخزن وسياسة العلويين، الذين يستعبدون المغاربة منذ مئات السنين، بالتحالف مع المستعمِر تارة، عبر اتفاقيات الحماية، وبمحاولة إقناع المغاربة بسرديات الاستغباء والتي لا تخرج عن فكرة الملك الذي شوهد في القمر والطائرة التي نفخ فيها سيِّدهم بعد أن نفد الوقود منها.
الوزير الإسلاماوي “مصطفى الرميد” الذي تقلّد منصب وزارة العدل في بلد لا عدل فيه، القيادي في حزب العدالة والتنمية، أحد أولئك الذين يروّجون لسردية الإفك والبهتان، وغيره كثير، في محاولة للتنصُّل من المسؤولية الأخلاقية والورطة التي وقع فيها حزبه ودعاة الإسلام السياسي في هذا البلد، حين تم التطبيع عبرهم، وهم في السلطة.
لقد فضح قبل بولتون، ابنُ طبيب الملك محمد الخامس ثم الحسن الثاني بعده، جيرارد فوري، الذي كان يلقب بـ”ملك الكوكايين”، فضح ما كان يدور في القصر العلوي عبر كتاب له سماه “تنشئة منحرف” كما انتقل في حواراته مع معارضين مغاربة إلى مستوى غير مسبوق من الكشف عن حقيقة الملك الحسن الثاني وابنه السادس -وهو ما سنعود إليه في وقت لاحق- وأزاح الستار عن وقائع خطيرة جدا، يمكن عبرها قراءة ما يحدث الآن في مملكة الحشيش ومحاولات زبانية السادس تكريس هذه السردية البائسة.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post قميص عثمان في مملكة السادس appeared first on الشروق أونلاين.