14 مؤسسة تشارك في الملتقى الوطني حول الذكاء الاصطناعي في خدمة التراث الثقافي : منصة لتوظيف وتبادل الخبرات التكنولوجية

ثقافة: احتضن المتحف الوطني “أحمد زبانة” بوهران ملتقى وطني بعنوان: “أطر ونُظم الذكاء الاصطناعي والرقمنة في حفظ وترميم التراث الثقافي”، بمشاركة 14 مؤسسة متحفية من مختلف ولايات الوطن، ضمن فعاليات شهر التراث الممتد من 18 أفريل إلى 18 ماي. وقد شكل الحدث منصة لتبادل التجارب والخبرات حول كيفية توظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في صون التراث الوطني، المادي وغير المادي. افتتحت الملتقى مديرة الثقافة والفنون لولاية وهران، السيدة بشرى صالحي، إلى جانب مدير المتحف هشام سقال، اللذان أشرفا على تدشين معرض مرافق للملتقى ضم تجارب رقمية مبتكرة عرضتها المتاحف المشاركة. من بين المؤسسات الحاضرة، نذكر المتحف الوطني للمدية، متحف الفنون والتقاليد الشعبية، متحف سيرتا بقسنطينة، مركز الفنون والثقافة بـ”حصن 23”، ومتحف الخط الإسلامي بتلمسان، إلى جانب مشاركين آخرين عرضوا مشاريع حديثة في رقمنة المجموعات المتحفية واستخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير تجربة الزائر. أبرز ما لفت انتباه الزوار كان العرض التفاعلي الذي قدّمه مركز التفسير المتحفي بتلمسان، حيث تم عرض أزياء تقليدية كـ”الشدة التلمسانية” والـ”بلوزة” باستخدام الهولوغرافيا وتقنية العرض ثلاثي الأبعاد، إلى جانب عرض مجسمات رقمية للحلي التقليدي مثل “المسكية” و”خيط الروح”، بطريقة جذابة تسمح للزائر بالتفاعل معها افتراضياً. مدير متحف أحمد زبانة، السيد هشام سقال، أكد أن الملتقى جاء انسجاماً مع شعار شهر التراث الذي أطلقته وزارة الثقافة والفنون، والرامي إلى إدماج الرقمنة والذكاء الاصطناعي في حماية الموروث الثقافي. كما نوه بتفاعل الجمهور مع التجارب التفاعلية، خاصة تجربة متحف قصر أحمد باي من قسنطينة الذي وفّر جولات افتراضية بتقنية QR Code، وتلك التي قدّمها متحف الآثار الإسلامية بتلمسان عبر خوذة إلكترونية تسمح بزيارة المواقع الإسلامية الأثرية بطريقة محاكية للواقع. الملتقى لم يقتصر على العروض التطبيقية، بل تخللته جلسات علمية أطرها أساتذة وباحثون، من أبرزهم البروفيسور عبد القادر دحدوح، أستاذ علم الآثار بجامعة تيبازة، الذي عرض تجاربه الميدانية في إدماج تقنيات رقمية داخل المتاحف الجزائرية. وأبرز أهمية استغلال الذكاء الاصطناعي في التوثيق، التنبؤ بالمخاطر، وإدارة المعلومات التراثية، مشيدًا باستخدام تطبيقات ذكية تتيح للزائر التفاعل مع القطع المعروضة مباشرة عبر مسح QR Code للاطلاع على تفاصيل دقيقة حول كل قطعة. هذا الحدث يُعد خطوة متقدمة في تعزيز الرقمنة داخل المؤسسات الثقافية، وترجمة فعلية لتعليمات رئيس الجمهورية بضرورة عصرنة قطاع الثقافة، وربط الموروث الحضاري الجزائري بالابتكار والتكنولوجيا الحديثة لحمايته وترويجه في الداخل والخارج.

مايو 13, 2025 - 22:52
 0
14 مؤسسة تشارك في الملتقى الوطني حول الذكاء الاصطناعي في خدمة التراث الثقافي : منصة لتوظيف وتبادل الخبرات التكنولوجية
ثقافة:
احتضن المتحف الوطني “أحمد زبانة” بوهران ملتقى وطني بعنوان: “أطر ونُظم الذكاء الاصطناعي والرقمنة في حفظ وترميم التراث الثقافي”، بمشاركة 14 مؤسسة متحفية من مختلف ولايات الوطن، ضمن فعاليات شهر التراث الممتد من 18 أفريل إلى 18 ماي. وقد شكل الحدث منصة لتبادل التجارب والخبرات حول كيفية توظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في صون التراث الوطني، المادي وغير المادي. افتتحت الملتقى مديرة الثقافة والفنون لولاية وهران، السيدة بشرى صالحي، إلى جانب مدير المتحف هشام سقال، اللذان أشرفا على تدشين معرض مرافق للملتقى ضم تجارب رقمية مبتكرة عرضتها المتاحف المشاركة. من بين المؤسسات الحاضرة، نذكر المتحف الوطني للمدية، متحف الفنون والتقاليد الشعبية، متحف سيرتا بقسنطينة، مركز الفنون والثقافة بـ”حصن 23”، ومتحف الخط الإسلامي بتلمسان، إلى جانب مشاركين آخرين عرضوا مشاريع حديثة في رقمنة المجموعات المتحفية واستخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير تجربة الزائر. أبرز ما لفت انتباه الزوار كان العرض التفاعلي الذي قدّمه مركز التفسير المتحفي بتلمسان، حيث تم عرض أزياء تقليدية كـ”الشدة التلمسانية” والـ”بلوزة” باستخدام الهولوغرافيا وتقنية العرض ثلاثي الأبعاد، إلى جانب عرض مجسمات رقمية للحلي التقليدي مثل “المسكية” و”خيط الروح”، بطريقة جذابة تسمح للزائر بالتفاعل معها افتراضياً. مدير متحف أحمد زبانة، السيد هشام سقال، أكد أن الملتقى جاء انسجاماً مع شعار شهر التراث الذي أطلقته وزارة الثقافة والفنون، والرامي إلى إدماج الرقمنة والذكاء الاصطناعي في حماية الموروث الثقافي. كما نوه بتفاعل الجمهور مع التجارب التفاعلية، خاصة تجربة متحف قصر أحمد باي من قسنطينة الذي وفّر جولات افتراضية بتقنية QR Code، وتلك التي قدّمها متحف الآثار الإسلامية بتلمسان عبر خوذة إلكترونية تسمح بزيارة المواقع الإسلامية الأثرية بطريقة محاكية للواقع. الملتقى لم يقتصر على العروض التطبيقية، بل تخللته جلسات علمية أطرها أساتذة وباحثون، من أبرزهم البروفيسور عبد القادر دحدوح، أستاذ علم الآثار بجامعة تيبازة، الذي عرض تجاربه الميدانية في إدماج تقنيات رقمية داخل المتاحف الجزائرية. وأبرز أهمية استغلال الذكاء الاصطناعي في التوثيق، التنبؤ بالمخاطر، وإدارة المعلومات التراثية، مشيدًا باستخدام تطبيقات ذكية تتيح للزائر التفاعل مع القطع المعروضة مباشرة عبر مسح QR Code للاطلاع على تفاصيل دقيقة حول كل قطعة. هذا الحدث يُعد خطوة متقدمة في تعزيز الرقمنة داخل المؤسسات الثقافية، وترجمة فعلية لتعليمات رئيس الجمهورية بضرورة عصرنة قطاع الثقافة، وربط الموروث الحضاري الجزائري بالابتكار والتكنولوجيا الحديثة لحمايته وترويجه في الداخل والخارج.
14 مؤسسة تشارك في الملتقى الوطني حول الذكاء الاصطناعي في خدمة التراث الثقافي : منصة لتوظيف وتبادل الخبرات التكنولوجية