خلال لقاءه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام.. الرئيس تبون يقول كل شيء!
تعرّض رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون خلال لقاءه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام إلى عدة ملفات وقضايا شائكة، وطنية وإقليمية ودولية، بما في ذلك، الوضع الاقتصادي بالبلاد، ووتيرة تدفق الاستثمارات والمشاريع التنموية المنجزة والتي هي بصدد الإنجاز، إضافة إلى الأوضاع في بلدان الجوار، في ظل التوترات التي تشهدها منطقة الساحل والصحراء، وكذا مسألة الشراكة والتعاون […] The post خلال لقاءه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام.. الرئيس تبون يقول كل شيء! appeared first on الجزائر الجديدة.

تعرّض رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون خلال لقاءه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام إلى عدة ملفات وقضايا شائكة، وطنية وإقليمية ودولية، بما في ذلك، الوضع الاقتصادي بالبلاد، ووتيرة تدفق الاستثمارات والمشاريع التنموية المنجزة والتي هي بصدد الإنجاز، إضافة إلى الأوضاع في بلدان الجوار، في ظل التوترات التي تشهدها منطقة الساحل والصحراء، وكذا مسألة الشراكة والتعاون المشترك مع عدة قوى عظمى، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا.
وأوضح رئيس الجمهورية، في الشق الاقتصادي، أن الجزائر تسجل اليوم 13 ألف مشروع استثماري، منها 256 مشروعا استثماريا أجنبيًا مباشرًا، منها ما تجسدت في أرض الواقع، وأخرى بصدد الإنجاز، لتسهم في الدفع بوتيرة التنمية الاقتصادية بالبلاد، في ظل الحزم على إزاحة كافة الحواجز والعراقيل المتعلقة بالعقار الصناعي أمام المستثمرين، مشيرًا إلى أن الجزائر تركز حاليًا على تطوير الإنتاج الوطني من أجل التوجه نحو التصدير أو خفض وتيرة الاستيراد للسلع والبضائع، لكن دون المساس بوفرة المنتجات وحرمان المواطن من متطلباته الأساسية”.
وباعتبار أن الجزائر أحد أكبر المشترين العالميين للحبوب، في مقدمتها القمح اللين، فقد تطرق الرئيس تبون إلى هذا النقطة، مبرزًا أن “البلاد انطلقت بالفعل في مشروع وطني لسد حاجياتها من القمح الصلب، مما سيعكف على تحقيق إنتاج وفير من هذه المادة رغم حملات التشكيك من البعض، قائلاً في هذا الصّدد أنّ “الواقع يتطلب منا امتلاك وسائل تخزين بطاقة استيعاب تصل إلى 9 ملايين طن، ونطمح للوصول إلى هذا الهدف مستقبلاً، مع مختلف المشاريع والبرامج المسطرة، ذلك ما سيسمح لنا بضمان أمننا الغذائي رغم تحديات وتداعيات الأسواق العالمية”.
مشاريع جديدة في تحلية مياه جديدة
وفي ظل الارتباط الوثيق بين النشاط الزراعي والتغيرات المناخية المتفاقمة، وتأثيراتها العكسية على وفرة وجودة المحاصيل، فقد أولى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون أهمية بالغة للبرامج الهادفة إلى توفير المياه، بإنشاء عدد من محطات تحلية مياه البحر على طول السواحل الوطنية من أجل كبح أي ندرة محتملة في التزود بهذا المورد الحيوي. في هذا الصّدد قال الرئيس: “في ظل التغيرات المناخية التي تعيشها المنطقة، لجأنا لإنجاز 5 محطات لتحلية مياه البحر، مع الالتزام بإنشاء 5 محطات جديدة أخرى مستقبلا.. ولن نترك أي جزائري يعاني من العطش”. كما أضاف: “سنحدد خلال اجتماعات مجلس الوزراء المقبلة الولايات التي ستحتضن مشاريع محطات تحلية مياه البحر الجديدة”.
وبخصوص السدود، قال الرئيس أن “الجزائر من أكبر البلدان التي تملك السدود إقليميًا وتحوز على 87 سدًا مخصصا للتزود بمياه الشرب والري، فيما تسترجع البلاد 9 في المائة فقط من المياه المستعملة، بينما في الدول الأوروبية تسترجع كامل المياه المستعملة، لإعادة تدويرها واستعمالها في قطاعات ونشاطات أخرى”.
نسبة النمو الأعلى في حوض المتوسط
كما تطرّق رئيس الجمهورية إلى ما أورده التقرير الأخير الصادر عن “صندوق النقد الدولي” (أفامي)، منها تباطؤ النشاط الاقتصادي وتزايد الضغوط المالية وارتفاع الدين العام وسط تحولات في السياسات التجارية والتوترات الجيوسياسية واستمرار حالة عدم اليقين العالمية وتقلب أسعار المحروقات، قائلاً: “نحن نتماشى مع المؤشرات الاقتصادية لصندوق النقد الدولي والجزائر لم تلجأ للمديونية الخارجية”، مضيفًا في هذا الصّدد أن “قيمة التحويلات المالية بلغت 15 مليار دولار، وهذا لا يؤدي للعجز لا سيما وأن احتياطي الصرف بلغ 70 مليار دولار”. وتابع بالقول: “التضخم لم يرتفع في الجزائر حيث بلغ 4 في المائة، ولا يوجد خطر على الاقتصاد الجزائري”.
كما قال رئيس الجمهورية أن نسبة النمو الاقتصادي للجزائر المتوقعة للعام الجاري لن تقل عن 4 في المائة، وهي الأعلى في الحوض المتوسط، مبرزًا أن الفلاحة الجزائرية أخذت منحى إيجابيا وهذا بفضل جهود الفلاحين، حيث نتوقع بلوغ حجم الإنتاج الفلاحي بالجزائر هذه السنة 38 مليار دولار”. وتابع بالقول: “الإنتاج الفلاحي بالجزائر وفير وبعيد عن كل الأزمات، مع وجود تصدير للمنتجات إلى الأسواق الخارجية، وهناك توجيه للاستثمارات نحو القطاعات التي تشهد ضغطا لإزالة أي ندرة في المنتجات”.
9000 مؤسسة ناشئة..
واستعرض رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون الانجازات المحققة في مجال المؤسسات الناشئة والرقمنة، الهادفة إلى إنشاء اقتصاد وطني ناشئ ورقمي، معتبرًا أن “المؤسسة الناشئة تعتبر المادة الرمادية للاقتصاد الوطني وأن الجزائر لن تعتمد حصرًا على بيع البترول لتحصيل الدولار لتطوير الاقتصاد، قائلا: “اليوم بلغنا 9000 مؤسسة ناشئة في الجزائر، في وقت لم تتجاوز خلال 2019 عتبة 200 مؤسسة فقط، ونطمح لبلوغ 20 ألف مؤسسة ناشئة”. كما أضاف أن “الرقمنة أصبحت هي الأساس في كافة القطاعات حيث تم الشروع في إنشاء مركز بيانات مع شركة “هواوي” الصينية لجمع كافة البيانات في أرضية موحدة، في إطار حماية المعلومات والأمن السيبراني”.
استيراد السيارات كأولوية إذا اقتضت الحاجة
وبخصوص ملف السيارات والجدل الذي أضحى يثيره في الساحة، أكد الرئيس تبون أن “الجزائر ستتوجه لاستيراد السيارات كأولوية إذا اقتضت الحاجة، لكن ليست كأولوية قصوى أو على حساب منتجات ذات أهمية، مضيفًا بخصوص الصناعة الوطنية للمركبات أنه “تم التركيز على معدلات الإدماج وخدمات ما بعد البيع كشرط أساسي لمنح التراخيص لأصحاب علامات السيارات”. كما أضاف أن “بعض أنواع السيارات التي تصل نسبة الإدماج فيها 40 في المائة، في حين أن شركة رونو الفرنسية لم يتجاوز مستوى الإدماج بسياراتها عتبة 5 في المائة طيلة 7 سنوات”.
الجزائر تمد يدها لكل الأشقاء..
وفي الشق المتعلق بالتوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، لا سيما الساحل وإفريقيا، بفعل تزايد حدة التهديدات وعدم الاستقرار السياسي والأمني ببلدان الجوار، أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون أن “حدود الجزائر آمنة ومحمية بشكل كامل بفضل جهود وتضحيات أفراد الجيش الوطني الشعبي، وكل من يقترب سنكون له بالمرصاد، نافيًا بشكل قاطع التدخل في الشؤون دول الجوار، قائلاً أن “الجزائر دائما ما تقدم مساعدات لهذه الدول، ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لدولة مالي، مضيفًا أن “الانقلابيين متيقنون أن الحل في شمال مالي يكون بالقوة، لكن في الحقيقية الحل لن يكون بتصعيد الأزمات أكثر”.
وباعتبار أن الجزائر كانت الراعي لاتفاق السلام في مالي عام 2015، أكد رئيس الجمهورية أن “هنالك تهجم حاد على اتفاق الجزائر من قبل الوزير الأول المالي، حتى قبل أن يتولى المنصب”، مضيفًا أن “الجزائر تؤمن بمسألة حسن الجوار، ولا تستخدم التهديدات ضد مالي، مع الحفاظ على حماية حدودنا وطالبنا بحزم لسحب المرتزقة من قرب حدودنا”. أما فيما يخص العلاقات مع النيجر، فقال أن الأخيرة “تضامنت مع مالي وسحبت سفيرها من الجزائر، ونحن قررنا غلق الأجواء أمام الطائرات المالية بسبب حادثة تسلل المسيرة المالية إلى حدودنا، إلا أن الأجواء مع النيجر بقيت دائمًا مفتوحة أمام الملاحة الجوية”. وتابع رئيس الجمهورية: “اتهموا الجزائر في عدة مرات، لكن الجزائر تمد يدها لكل الأشقاء وليس من مصلحتنا تأزيم العلاقات مع أي دولة من دول الجوار”.
علاقات متينة مع كافة الدول دون انحياز
أكد رئيس الجمهورية، عيد المجيد تبون أن “الجزائر ترتبط بعلاقات وثيقة ومستدامة مع كافة الدول الصديقة، تطبعها المصالح المشتركة، مبرزًا بخصوص التوفيق بين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، أن “الجزائر ترتبط بعلاقات صداقة مع أمريكا، ومن يظن عكس ذلك فهو مخطئ، فقد استقبلت 3 مرات قائد “أفريكوم” الجنرال الأمريكي مايكل لانغلي، وعلاقاتنا طيبة مع الولايات المتحدة الأمريكية وليس من الضروري إبداؤها أمام الملأ، مضيفًا أن “عقيدة الجزائر مبنية على مبدأ عدم الانحياز وقد وقعت على ذلك في مؤتمر باندونغ مع الالتزام عن عدم التخلي عن صداقاتها”. وتابع رئيس الجمهورية بالقول أنّ “العلاقات الدولية مبنية على المصالح، ولهذا لا يمكن تقليصها مع أي بلد مهما كانت التحديات”. وتابع: “لم نخلق أي عداوة مع أي بلد بسبب مواقفنا وعلاقاتنا طيبة مع روسيا والصين والولايات المتحدة عكس ما يتم الترويج له لأن الجزائر ثابتة في مواقفها بعدم الانحياز”. كما أفاد الرئيس بخصوص الرسوم الجمركية المفروضة من الإدارة الأمريكية على دول عديدة في العالم، منها الجزائر بنسبة 30 في المائة، أن “هذه الرسوم تعتبر قرارا سياديا ونحن نحترمه مثلما لنا قرار سيادي في الرسوم الجمركية التي نفرضها على المنتجات المستوردة إلى بلدنا”.
وفي إطار نصرة القضايا العادلة، قال رئيس الجمهورية، “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، ومع تقرير المصير في الصحراء الغربية، والجزائر لن تتخل إطلاقًا عن مساندة الصحراء الغربية وفلسطين، لأن ذلك شكل من أشكال الإمبريالية، لا سيما، وأن هناك 55 دولة تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية”.
عبدو.ح
The post خلال لقاءه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام.. الرئيس تبون يقول كل شيء! appeared first on الجزائر الجديدة.