حميرُ غزة في فرنسا!
في دهاليز النفاق الدولي، حيث تُرفع شعارات الإنسانية بيد وتُذبح بيد أخرى، تتجلى قصة “حمير غزة” كوثيقة إدانة صارخة، لا مجرد خبر عابر؛ فبينما يئنُّ أبناء القطاع تحت وطأة عدوان وحصار لا هوادة فيه، ويُدمِّر الاحتلال ما تبقى من معالم الحياة، يُعلن جيش الاحتلال عبر تقارير إعلامية أنه قام بـ”إنقاذ” مئات الحمير، لتُشحَن عبر القارات […] The post حميرُ غزة في فرنسا! appeared first on الشروق أونلاين.


في دهاليز النفاق الدولي، حيث تُرفع شعارات الإنسانية بيد وتُذبح بيد أخرى، تتجلى قصة “حمير غزة” كوثيقة إدانة صارخة، لا مجرد خبر عابر؛ فبينما يئنُّ أبناء القطاع تحت وطأة عدوان وحصار لا هوادة فيه، ويُدمِّر الاحتلال ما تبقى من معالم الحياة، يُعلن جيش الاحتلال عبر تقارير إعلامية أنه قام بـ”إنقاذ” مئات الحمير، لتُشحَن عبر القارات وتُستقبَل في ملاجئ أوروبية، وتحديدًا في فرنسا وبلجيكا.
إن هذه المسرحية ليست سوى فصل جديد من فصول التطهير العرقي، فبعد أن سلب الاحتلال الأرض، ونهب الثروات، وهدم البيوت، وقضى على البشر، يأتي اليوم ليسرق الحمير التي أصبحت الشريان الأخير للحياة والتنقل لآلاف الأسر الفلسطينية. هذه الحمير ليست مجرد حيوانات، بل هي رمز للصمود، ووسيلة البقاء الوحيدة في مواجهة آلة الحرب التي لا ترحم.
وصلت دفعة الحمير الأولى، البالغة 58 حمارًا، في 20 مايو 2025 إلى جمعية “Le Refuge des Oubliés” في قرية لانجونيت بمنطقة بريتاني الفرنسية، حيث استقبلها القائمون على الجمعية بحفاوة، بينما كان أطفال غزة يواصلون نضالهم المرير من أجل البقاء، بين حصار خانق وتجويع جهنّمي. وقد أثارت هذه العملية موجة واسعة من الانتقادات، واعتبرها نشطاء فلسطينيون سرقة وتجريدًا للسكان من آخر وسائل تنقلهم.
وصلت طائرتان محمَّلتان بحمير أخرى مسروقة من غزة إلى مطار ميتز الفرنسي في 7 أغسطس 2025، مساهِمة بذلك في تجريد السكان من آخر وسائل تنقُّلهم. تحطمت آمال الفلسطينيين في آخر وسيلة تعتمد عليها كثير من الأسر، بينما تنشغل فرنسا -بموافقة ضمنية أو صمت ذليل- بتهريب هذه الحمير إلى ملاجئ مزعومة لـ”الرفق بالحيوان”، حيث تتلقى الرعاية وتتناول العشب، في مشهد يبعث على السخرية المرّة، بينما يموت أطفال غزة جوعًا.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post حميرُ غزة في فرنسا! appeared first on الشروق أونلاين.