وزير الداخلية الفرنسي يحاول مساومة السلطات الجزائرية

بعد هدنة غير معلنة من وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، عاد الرجل مجددا للنبش في رماد الأزمة السياسية والدبلوماسية المتفاقمة بين البلدين، والمناسبة كانت الإفراج عن المؤثر والناشط عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بوعلام نعمان، بعد انتهاء الاحتجاز الإداري الذي سلط عليه، والمقدر بثلاثة أشهر. ووجد وزير الداخلية الفرنسية بعد هذا الإفراج، نفسه في موضوع تعرض […] The post وزير الداخلية الفرنسي يحاول مساومة السلطات الجزائرية appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 20, 2025 - 20:49
 0
وزير الداخلية الفرنسي يحاول مساومة السلطات الجزائرية

بعد هدنة غير معلنة من وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، عاد الرجل مجددا للنبش في رماد الأزمة السياسية والدبلوماسية المتفاقمة بين البلدين، والمناسبة كانت الإفراج عن المؤثر والناشط عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بوعلام نعمان، بعد انتهاء الاحتجاز الإداري الذي سلط عليه، والمقدر بثلاثة أشهر.
ووجد وزير الداخلية الفرنسية بعد هذا الإفراج، نفسه في موضوع تعرض لهزيمة في مواجهته مع الدولة التي يعتبرها عدوه اللدود، فالناشط ذو الأصول الجزائرية، لم يتمكن برونو روتايو من ترحيله بكل السبل، إلى بلده الأصلي الجزائر، منذ أكثر من ستة أشهر من المحاولات الإدارية والقضائية التي سلطت على بوعلام نعمان.
ولذلك خرج الوزير في حكومة فرانسوا بايرو، بتصريحات صحفية، أكد من خلالها أنه لم ييأس رغم مساعيه الفاشلة، من أجل ترحيل “بوعلام نعمان”، غير أن النبرة المستفزة التي اعتاد الظهور بها أمام وسائل الإعلام، عندما يتعلق الأمر بالجزائر اختفت هذه المرة، فيما بدا أنها محاولة لإبراز حالة من الهدوء المخادع، الذي لم يعد ينطلي على السلطات الجزائرية.
ولدى تعليقه على خروج بوعلام نعمان من الاحتجاز الإداري، قال برونو روتايو، لقناة “بي آف آم تي في” التلفزيونية الخاصة الفرنسية: “سنعرضه (بوعلام نعمان) على السلطات الجزائرية، باعتبار المسؤولية تقع على عاتقها”، كما زعم، من أجل الحصول على التصريح القنصلي الذي يخول ترحيله إلى الجزائر.
وبدا الرجل وكأنه يائس من الحصول على تجاوب من قبل السلطات الجزائرية بهذا الخصوص، وهو يتحدث عما قال إنه “هناك اتفاق موقع بين الجزائر وفرنسا، وانطلاقا من هذا الاتفاق، سنرى إذا كانت هوية شخص ما معروفة، فالدولة التي يحمل هويتها عليها أخذه”.
وكان وزير الداخلية الفرنسي قد أقدم في التاسع من جانفي الماضي، على ترحيل “بوعلام نعمان” إلى الجزائر من دون الحصول على رخصة الترحيل التي تصدرها القنصلية الجزائرية بفرنسا، وهو ما دفع السلطات الجزائرية حينها إلى إعادته على متن الطائرة التي أقلته في اليوم ذاته، في قرار صارم دفع روتايو إلى حافة الجنون، متهما السلطات الجزائرية بـ”إهانة” فرنسا، كما زعم.
ورغم رفض برونو روتايو التعليق على قرار الإفراج عن المؤثر بوعلام نعمان، في البداية، إلا أن مواقفه المثيرة والمعادية إزاء السلطات الجزائرية، حالت دون تمكنه من ضبط النفس، الذي طبع مواقفه على مدار العديد من الأسابيع لم يأت خلالها على ذكر الجزائر على لسانه، وذلك بعدما كانت على لسانه صباح مساء، ونال بسببها انتقادات حادة من قبل الكثير من السياسيين الفرنسيين، الذين اتهموه بمرض “هوس الجزائر”.
وقبل يومين سئل برونو روتايو في بلاطو قناة “سي نيوز” المعروفة بمواقفها اليمينية المتطرفة، عن قضية بوعلام نعمان، فرد قائلا إنه يفضل “الصمت”، غير أنه لم يلبث أن تدارك مؤكدا بأنه “سيستعيد حريته في الخوض في هذه القضية (قضية المؤثر بوعلام)” بعد محاكمة الكاتب الفرانكو الجزائري، بوعلام صنصال، الذي يقضي عقوبة السجن خمس سنوات في الجزائر، بسبب تورطه بالإضرار بالوحدة الترابية للبلاد.
وينتظر أن تبدأ فصول محاكمة بوعلام صنصال في جلسة الاستئناف، بعد أقل من أسبوع من الآن (24 جوان الجاري)، بمجلس قضاء العاصمة، وهو ما يعني أن وزير الداخلية الفرنسية يراهن على قرار من القضاء الجزائري يرضي السلطات الفرنسية، وإلا عاد للخوض في قضية “المؤثر بوعلام”، فيما بدا مساومة رخيصة من قبل الوزير الفرنسي.
ويتضح من خلال كلام روتايو، أنه يربط قضية المؤثر بوعلام الذي قضى أزيد من نصف قرن من عمره على التراب الفرنسي، منها 15 سنة بطريقة قانونية، بقضية أخرى لا علاقة بها من الناحية القانونية، وهي قضية بوعلام صنصال، الذي تورط في جرائم جنائية كان يمكن أن تكون عقوبته أشد، وهي الإضرار بالوحدة الترابية للجزائر.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post وزير الداخلية الفرنسي يحاول مساومة السلطات الجزائرية appeared first on الشروق أونلاين.