دوفيلبان ينتقد مجددا: القبضة الحديدية لا تنفع مع الجزائر!
قال الوزير الأول الفرنسي الأسبق، دومينيك دوفيلبان، إن إستراتيجية السلطات الفرنسية في استعادة الكاتب الفرانكو جزائري، المدان في الجزائر بخمس سنوات سجنا نافذا، فشلت، لأن سياسة القبضة الحديدية التي حاول ممارستها وزير الداخلية، برونو روتايو، لا تجدي نفعا مع دولة مثل الجزائر. وكشف دوفيلبان الذي يعتبر من الدبلوماسيين الفرنسيين اللامعين، والذي سبق له العمل مع […] The post دوفيلبان ينتقد مجددا: القبضة الحديدية لا تنفع مع الجزائر! appeared first on الشروق أونلاين.


قال الوزير الأول الفرنسي الأسبق، دومينيك دوفيلبان، إن إستراتيجية السلطات الفرنسية في استعادة الكاتب الفرانكو جزائري، المدان في الجزائر بخمس سنوات سجنا نافذا، فشلت، لأن سياسة القبضة الحديدية التي حاول ممارستها وزير الداخلية، برونو روتايو، لا تجدي نفعا مع دولة مثل الجزائر.
وكشف دوفيلبان الذي يعتبر من الدبلوماسيين الفرنسيين اللامعين، والذي سبق له العمل مع الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، عن حالة من التشرذم تعاني منها مؤسسات صناعة القرار في باريس، داعيا إلى ترك الرئيس الفرنسي يشتغل على ملف صنصال والصحافي كريستوف غليز، الذي حكم عليه ابتدائيا في محكمة الدار البيضاء بالعاصمة، بسبع سنوات سجنا نافذا في قضية تتعلق بالإرهاب.
ويتجاذب القرار في فرنسا، تياران، الأول يمثله الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ووزير الخارجية، جون نويل بارو، اللذان يتشبثان بالدبلوماسية كخيار أوحد، فيما ينزع وزير الداخلية برونو روتايو، والوزير الأول فرانسوا بايرو إلى لغة التصعيد، وقد تبين لاحقا أن سياسة القبضة الحديدية التي تبناها روتايو قد وصلت إلى طريق مسدود.
وأوضح وزير الخارجية الأسبق متسائلا في حوار خص به القناة الإخبارية الفرنسية “آل سي إي”، ليلة الأحد إلى الإثنين: “من يستطيع تقديم الحل الأسرع والأفضل لإطلاق سراح السجينين الفرنسيين من السجون الجزائرية؟ إنه رئيس الجمهورية والحكومة. حكومة موحدة لا تفعل الشيء ونقيضه. الارتباك يقود إلى دفع الثمن باهظا. يجب ترك الرئيس يعمل، فهو الذي لديه تواصل مع الرئيس تبون، وهما اللذان يدركان اللحظة المناسبة لإعادة بعث آلية التعاون الثنائي”.
وأضاف: “اليوم هناك العديد من الملفات الموجودة على الطاولة، وهي ملفات تنطوي على نزاعات معقدة. يجب إثارة هذه القضايا ومنها قضية صنصال”، وشدد على أن أسلوب القبضة الحديدية لا يمكنها أن تأتي بنتيجة عندما يتعلق الأمر بعلاقات متشابكة ومعقدة مثل العلاقات الجزائرية الفرنسية، لاعتبارات تتعلق بالتاريخ والجراح التي تجرعها هذا الطرف أو ذاك.
وألمح المسؤول الفرنسي إلى أن السياسة التي انتهجها وزير الداخلية روتايو، هي التي زادت من تأزيم الوضع وعقدت من مهمة الإفراج عن بوعلام صنصال، الذي يبقى تشبث الفرنسيين به مثيرا للشكوك والتساؤلات، وهو الذي لم يتجنس سوى لمدة سنة واحدة، مقابل صمت غير مفهوم بشأن مصير الصحافي الرياضي، كريستوف غليز، الذي فاقت مدة سجنه عقوبة صنصال، وهو ما عبر عنه دوفيلبان، عندما خاطب الصحافي وهو يسأله عن صنصال فقط: “لدينا سجينان اثنان في الجزائر وهما بوعلام صنصال والصحافي الرياضي كريستوف غليز”.
ومن أجل حلحلة الوضع المتأزم مع الجزائر، طالب دومينيك دوفيلبان، بلفتة تجاه الجزائر لخفض التوتر وشق طريق في الأيام والأسابيع المقبلة.
وعلى الرغم من الحملة التي تعرض لها الكاتب والمؤرخ الفرنسي، جون ميشال أباتي، عندما تحدث عن مجازر تعرض لها الجزائريون على يد جيش الاحتلال الفرنسي، وقال إنها تشبه مجازر ألمانيا النازية، إلا أن دوفيلبان، شاطر رأي أباتي، وتحدث عن عمليات الحرق التي انتهجها الجنرال الفرنسي بيجو بحق الجزائر في السنوات الأولى للاحتلال.
وسأله الصحفي إن كان يؤكد توصيف جون ميشال أباتي لحادثة “أورادو سير غلان”، فرد دوفيلبان قائلا، “عندما نحاصر الجزائريين ونحرقهم، تصبح المقارنة ممكنة. أنا ترعرعت بالقرب من منطقة أورادور سير غلان، وأزن كلامي بدقة حول هذه القضية”، علما أن ميشال أباتي كان قد تمت معاقبته بسبب تلك التصريحات من قبل إذاعة “آر تي آل”، قبل أن تصدر هيئة ضبط السمعي البصري الفرنسية تعليقا انتقدت من خلاله تلك التصريحات أيضا.
وشدد دوفيلبان: “التاريخ يجب أن يخرج من دائرة الكيل بمكيالين. لقد أساء قانون 2005 للعديد من الشعوب الإفريقية، لكونه يمجد الممارسات الاستعمارية. نحن في وقت يحتم علينا احترام ذاكرة الآخرين. الاعتراف بمعاناة الآخرين.. يجب كتابة صفحة جديدة حتى لا يتكرر ما نعيشه اليوم مع الجزائر”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post دوفيلبان ينتقد مجددا: القبضة الحديدية لا تنفع مع الجزائر! appeared first on الشروق أونلاين.