عقيدة الإجرام!
لم يعد لإجرام الكيان الصهيوني سقف أو حد، إذ ترسّخت قناعته – منذ ولادته تحت مسمى “إسرائيل” – بأنه كيان خارج كل تصنيف إنساني وأن شرذمته الحاكمة قد خرجت من إطار البشرية، حيث لم تعد تستثني في بطشها طفلاً ولا شيخاً ولا امرأة، ولا حتى الكلمة الحرة التي تفضح جرائمها. وفي استمرار لسجل …

لم يعد لإجرام الكيان الصهيوني سقف أو حد، إذ ترسّخت قناعته – منذ ولادته تحت مسمى “إسرائيل” – بأنه كيان خارج كل تصنيف إنساني وأن شرذمته الحاكمة قد خرجت من إطار البشرية، حيث لم تعد تستثني في بطشها طفلاً ولا شيخاً ولا امرأة، ولا حتى الكلمة الحرة التي تفضح جرائمها.
وفي استمرار لسجل دموي يطول، أضاف الكيان إلى مسلسل قتله وتجويعه لغزة جريمة جديدة: اغتيال صحفيين اثنين، في رسالة واضحة أن القاتل لا يخشى عين الكاميرا ولا صوت القلم. فهذا الاستهداف لم يكن حادثاً عارضاً ولا خطأ في التقدير، بل حلقة ضمن منهج مدروس، هدفه الأوحد إعدام الحقيقة قبل أن تصل إلى العالم.
على مدى عامين من الدمار، ظل القصف يلاحق الصحفيين، ليؤكد أن حرية الإعلام في نظر الكيان عدو يجب تصفيته، تماماً كما تُصفّى الأرواح البريئة.
وخلاصة المشهد أن هذه الدويلة المجرمة تعلن للعالم – بلا مواربة – أنها فوق كل حساب وعقاب، وأن إجرامها ليس رد فعل ظرفيّاً ولا مجرد سياسة أمنية، بل هو عقيدة متجذّرة في بنيتها، ومكوّن أساسي في مشروعها القائم على الدم والقمع.