استقبال الرئيس تبون لأسقف الجزائر رد مباشر على سردية الكيان الصهيوني

أجمع أكاديميون ومُحللون سياسيون على أن استقبال رئيس الجُمهورية عبد المجيد تبون لأسقف الجزائر الكاردينال جون بول فيسكو بحُضور مُدير ديوان رئاسة الجُمهورية بوعلام بوعلام ووزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي تُعتبرُ ردًا مُباشرًا على التقارير الدُولية التي تزعمُ انتهاك الحُريات الدينية في الجزائر وعلى سبيل المثال لا الحصر:  البيان الذي أصدرهُ العام الماضي كاتب […] The post استقبال الرئيس تبون لأسقف الجزائر رد مباشر على سردية الكيان الصهيوني appeared first on الجزائر الجديدة.

سبتمبر 23, 2025 - 15:25
 0
استقبال الرئيس تبون لأسقف الجزائر رد مباشر على سردية الكيان الصهيوني

أجمع أكاديميون ومُحللون سياسيون على أن استقبال رئيس الجُمهورية عبد المجيد تبون لأسقف الجزائر الكاردينال جون بول فيسكو بحُضور مُدير ديوان رئاسة الجُمهورية بوعلام بوعلام ووزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي تُعتبرُ ردًا مُباشرًا على التقارير الدُولية التي تزعمُ انتهاك الحُريات الدينية في الجزائر وعلى سبيل المثال لا الحصر:  البيان الذي أصدرهُ العام الماضي كاتب الدولة الأمريكي أنطوني بلينكن على موقع الخارجية الأمريكية والذي تم من خلاله تصنيف كل من الجزائر وأذربيجان وجُمهورية إفريقيا الوُسطى وجزر القمر وفيتنام على قائمة المُراقبة الخاصة لتورطها في انتهاكات جسيمة لحُرية الدين أو تسامحها معها.

وفي تعقيبه على هذه الخُطوة، عاد الباحث في الشُؤون الاستراتيجية نبيل كحلوش للحديث عن هذه التقارير لا سيما المُتعلقة بحقوق الإنسان وانتهاك الحريات الدينية والحراك الذي يقوده الكيان الصهيوني داخل أروقة مجلس الأمن الدُولي والأمم المُتحدة، مُثيرا مجموعة من التساؤلات على غرار: “أين هُم يهود الجزائر؟ ولماذا تم ترحيل اليهود بعد استقلالها وقد أثيرت هذه السرديات مُؤخرًا في هذه الهيئات الأممية”.

ولذلك ينبغي التأكيد حسب الباحث الجزائري نبيل كحلوش على أن “الجزائر اليوم تخُوض حربًا رمزية ولا بُد أن ننتبه إليها”، ويقول المُتحدث إن “المُستهدف من هذه الحرب هو بالدرجة الأولى العالم المسيحي، فهؤلاء الصُهيونيون يقومون بتشكيل صُورة معينة عن الجزائر كأنها عارضت اليهود ونكلت بهم”، وما نلمسه اليوم كأكاديميون أن “هُناك مساعي حثيثة من أجل تشكيل سردية مُعينة عن الجزائر”.

وهُناك المُهم من هذا وُهو أن “الجزائر تُريد أن تكسب رصيد دبلوماسي أكبر فيما يخص الانفتاح على الآخرين وفق سياقين الأول يتعلق بـ: الحوار مع الأديان والمقصود به عملية تفاعلية وتعاونية بين أصحاب الديانات المُختلفة بهدف بناء السلام والتعايش المُشترك، السياق الثاني وهُو الخطير: وحدة الأديان أو ما يُعرفُ بـ “الديانة الإبراهيمية” التي تدعو على صهر الأديان السماوية الثلاث وهذا الأمر ترفُضهُ الجزائر رفضًا قاطعًا”.

ويُؤكد الباحث نبيل كحلوش أن “اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ببابا الفاتيكان ليو الرابع عشر واستقبالهُ للأسقف الكاردينال جون بول فيسكو دليل قاطع على رغبة الجزائر في ترسيخ ثقافة التعايش والتسامح والحوار بين الأديان والثقافات المُختلفة وبالتالي تفكيك السردية الصُهيونية”.

وفي جانفي المُنصرم، أعلنت واشنطن عن إدراج الجزائر ضمن قائمة ضمن قائمة المراقبة الأمريكية للدول التي تنتهك الحرية الدينية، وهو ما أثار موجة غضب عارمة على الصعيد المحلي، وورد في بيان كاتب الدولة الأمريكي أنطوني بلينكن، المنشور على موقع الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت، تصنيف كل من الجزائر وأذربيجان وجمهورية أفريقيا الوسطى وجزر القمر وفيتنام، ضمن الدول المدرجة على قائمة المراقبة الخاصة لتورطها في انتهاكات جسيمة لحرية الدين أو تسامحها معها.

وأثار ذلك احتجاج الحكومة التي سارع وزير خارجيتها أحمد عطاف لنفي مضمون البيان الأمريكي، معبرا عن عميق أسفه لما ورد فيه من “معلومات مغلوطة وغير دقيقة بخصوص الجزائر”. وأكد خلال مكالمة هاتفية جمعته مع نظيره الأمريكي، أنطوني بلينكن، أن “ذات البيان قد أغفل الجهود التي تبذلها الجزائر في سبيل تكريس مبدأ حرية الاعتقاد والممارسة الدينية، وهو المبدأ الذي يكفله الدستور الجزائري بطريقة واضحة لا غموض فيها.

وعلى نفس الخُطى سار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، على أن ممارسة الديانات بالجزائر “مضمومة ومكفولة” في الدستور وكافة التشريعات الوطنية، وبحضور السفيرة الأمريكية وأعضاء في السلك الدبلوماسي المعتمد، وممثلين عن الكنيسة في الجزائر، قال بلمهدي خلال افتتاحه أشغال ندوة حول “الحرية الدينية، الحماية والضمانات” تحت شعار:  “حماية حقوق الإنسان والتحديات المشتركة”، إن “بلادنا احتضنت مختلف الديانات والثقافات”.

وتجسيدا لذلك، أضاف أن “لجزائر تعتبر ممارسة حرية العبادة في أماكنها المخصصة مظهرا من مظاهر الممارسة الدستورية للحقوق والحريات الأساسية التي يكفلها الدستور لكل مقيم على أرض الجزائر”، وذكر الوزير أن “حرية ممارسة الديانات تكفلها أيضا كل التشريعات القانونية الوطنية ذات الصلة ومنها إحاطة أماكن العبادة لمختلف الأديان بالحماية الجزائية من كل أشكال الاعتداء”، مبرزا أن الدولة الجزائرية “حريصة على مرافقة مسؤولي ومؤطري الكنيسة بالجزائر أثناء أدائهم مهامهم وتنقلهم في مختلف الولايات لتيسير وتسهيل مهامهم”.

فؤاد ق

The post استقبال الرئيس تبون لأسقف الجزائر رد مباشر على سردية الكيان الصهيوني appeared first on الجزائر الجديدة.