الطفل “سعيد” من الشلف.. نموذج في تحدّي الإعاقة
“سعيد بن عومر” طفل من ذوي الهمم من منطقة عين مران بالشلف، استطاع أن يتحدّى إعاقته الحركية التي لازمته منذ ولادته، والمتمثلة في قصر يديه، إذ استطاع أن يكتب بقدميه ويسعى لتطوير مهاراته للتحكم في الرسم والكتابة على جهاز الإعلام الآلي، وأيضا المشاركة في منصات التواصل الاجتماعي، باستعمال بصمة العين، كما يتناول سعيد وجباته ويستعمل […] The post الطفل “سعيد” من الشلف.. نموذج في تحدّي الإعاقة appeared first on الشروق أونلاين.


“سعيد بن عومر” طفل من ذوي الهمم من منطقة عين مران بالشلف، استطاع أن يتحدّى إعاقته الحركية التي لازمته منذ ولادته، والمتمثلة في قصر يديه، إذ استطاع أن يكتب بقدميه ويسعى لتطوير مهاراته للتحكم في الرسم والكتابة على جهاز الإعلام الآلي، وأيضا المشاركة في منصات التواصل الاجتماعي، باستعمال بصمة العين، كما يتناول سعيد وجباته ويستعمل آنية شرب الماء برجله.
“الشروق” تنقلت إلى بيت “سعيد بن عومر” صاحب الـ13 سنة، بضواحي بلدية عين مران، ونقلت معاناته اليومية بعد نهاية الدراسة في أول أيام العودة إلى مقاعد الدراسة بمتوسطة “لرابي جيلاي” بعين مران، بحيث استقبلنا سعيد بابتسامة بريئة، وتحدث معنا بكل عفوية، غير مكترث للإعاقة، قائلا إن معنوياته جد مرتفعة، فهو يمزح مع زملائه في الدراسة، وله رغبة جامحة في مواصلة مشواره الدراسي، وكله عزم على الانتقال من السنة الأولى إلى الثانية متوسط، بعدما أخفق الموسم الفارط في تحقيق ذلك، نظرا لتخلفه عن اجتياز الامتحانات الفصلية بسبب إصابته بمرض حرمه من ذلك.
ويضيف سعيد، أنه رغم صعوبة المسالك بوسط بلدية عين مران، فإنه يتنقل على متن كرسيه المتحرك من البيت إلى المتوسطة، متحدّيا العقبات والممهلات والحفر العشوائية، لكن معاناته تتضاعف خلال فصل الشتاء، حيث يضطر للغياب بشكل متكرر بسبب تعطّل كرسيه المتحرك، وغالبا ما يساعده المحسنون وزملاؤه وأصحاب السيارات للوصول إلى المتوسطة، أما صيفا، فيواصل سعيد رحلة تحدّي الظروف المناخية الحارة التي تتميز بها المنطقة، وبذلك، فهو يأمل أن يتدخل مدير النشاط الاجتماعي لمساعدته ومنحه كرسيا متحركا كهربائيا للتنقل بأريحية بين البيت والمؤسسة.
يضيف سعيد في حديثه لـ”الشروق”، أنه يعتمد على نفسه في تناول وجبات الغداء، بالاعتماد على رجليه، وبعد الانتهاء من ذلك، يفتح محفظته ويخرج كتبه ويراجع دروسه، وأضاف بأنه تدارك تأخره الدراسي، وكله عزيمة على تحقيق نتائج جيدة والانتقال للسنة الثانية.
والد “سعيد” السيد “محمد” لدى استضافتنا ببيته المتواضع، قال إن إعاقة ابنه “سعيد” لم تكن يوما حاجزا بل حافزا له لمواصلة الدراسة، حيث كان يتنقل باستمرار طيلة فترة العطلة الصيفية بين زملائه، الذين ساعدوه في مراجعة دروس الموسم الفارط، وحل بعض التمارين الصعبة، لاستدراك ما فاته خلال فترة مرضه.
والدة “سعيد”، من جهتها، صرحت لـ”الشروق”، أنها تأمل في مواصلة ابنها لمشواره الدراسي، وأضافت أن أنها تحس بالراحة عند مساعدة ابنها على قضاء حاجياته اليومية، وأملها كبير أن يواصل مساره الدراسي، حتى يصل إلى الجامعة، ويضمن بالتالي مستقبله.
بدورهم، معلمو عمال متوسطة “لرابي جيلالي” اتفقوا في حديثهم لـ”الشروق”، على أن “سعيد” محب للدراسة، ولديه قدرات ورغبة في الوصول إلى الجامعة ومنافسة زملائه داخل حجرات الدرس، متحدّيا إعاقته، ويشهد معلمو “سعيد” في الابتدائي والمتوسط، ومن بينهم “بوزيان عبد القادر”، أستاذ اللغة الفرنسية، بأن “سعيد” تحدّى كل الحواجز والمعوقات، وأنه قادر على تحقيق طموحه لبلوغ أقصى مستويات التعلم، لكنه يعاني من مشكل قدم كرسيه المتحرك (الكهربائي) والذي كثيرا ما يتعطّل، ويضطر بعض الأساتذة والإداريين للتكفل بتصليحه وإيصاله لمنزله، ويُجمع كل من تحدثت إليهم “الشروق”، على أن سعيد يحظى بتقدير واحترام كبيرين بين زملائه وأساتذته، فالكل يشهد لـ”سعيد” بأنه نجح في تحدّي الإعاقة، والظروف الاجتماعية الصعبة لعائلته.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post الطفل “سعيد” من الشلف.. نموذج في تحدّي الإعاقة appeared first on الشروق أونلاين.