الردع ولا شيء غير الردع…!
يشهد الشارع اليوم انهيارًا أخلاقيًا واجتماعيًا غير مسبوق، تجاوز حدود الانفلات إلى وقاحة معلنة، فالمسألة لم تعد جرائم عابرة، بل ظاهرة تتغذى على كل مقطع مصوَّر يوثق العنف، حيث يتفاخر المجرمون ببثه على وسائل التواصل الاجتماعي، مقدمين أنفسهم كأبطال وهميين، وهم في الحقيقة وجه القبح والعنف الأعمى. الأخطر من الجريمة نفسها، هو تحوّلها …

يشهد الشارع اليوم انهيارًا أخلاقيًا واجتماعيًا غير مسبوق، تجاوز حدود الانفلات إلى وقاحة معلنة، فالمسألة لم تعد جرائم عابرة، بل ظاهرة تتغذى على كل مقطع مصوَّر يوثق العنف، حيث يتفاخر المجرمون ببثه على وسائل التواصل الاجتماعي، مقدمين أنفسهم كأبطال وهميين، وهم في الحقيقة وجه القبح والعنف الأعمى.
الأخطر من الجريمة نفسها، هو تحوّلها إلى عرض جماهيري؛ فالمجرم يلتقط هاتفه قبل ضحيته، والمتفرجون يوثقون بدل التدخل، في مشهد يشي بانهيار القيم، وتحوّل الخوف من المجرمين إلى الأبرياء. هذه البيئة المريضة لا تنمو إلا حين يغيب الردع الصارم..
إن مواجهة الظاهرة تستلزم حزمًا قانونيًا وإعلاميًا وتربويًا، يعيد هيبة الدولة ويزرع قيم التضامن، فحماية المواطن ضرورة وجودية. أما سياسة عدم التبليغ المجتمعية فتجعل الشارع غابة، وتحوّل البلطجة إلى مادة للتسلية، وهو انتحار مجتمعي بطيء.
الخطر اليوم بين ظهرانينا، يهددنا من الداخل قبل الخارج. فلا تسامح مع المجرمين، ولا تهاون مع من يحوّل العنف إلى فرجة.