بعد تقنين تجارة “الكابة”.. توقعات بارتفاع سعر الأورو في السوق السوداء

يتوقعُ مُراقبون للشأن الاقتصادي صُعودًا قياسيًا للعملات الصعبة في السوق السوداء بعد صُدور المرسوم التنفيذي المُأطر للتجارة المعروفة بـ “الكابة” (استيراد الشنطة) التي تعتمدُ في تمويلها على العملة الصعبة” الأورو”من السوق الموازية.

وقد برزت أولى مُؤشرات هذا الصُعود القياسي، الخميس الماضي، إذ سجل اليورو مُستوى قياسيًا جديدًا بلغ 264 دينارًا في ساحة بور سعيد بالعاصمة ويعتبر هذا الارتفاع الأول من نوعه منذ 8 ديسمبر الماضي، أما الدولار الأمريكي، فقد استقر عند 226 دينارًا، محافظًا على نفس مستواه ليوم الأربعاء 2 جويلية، وبعيدًا عن ذروته السابقة البالغة 248 دينارًا التي بلغها في ديسمبر الماضي.

ولأن المرسوم التنفيذي الذي صدر الأحد الماضي في الجريدة الرسمية والذي حدد جميع شُروط ممارسة هذه النشاطات التجارية الصغيرة المُعتمدة على استيراد السلع بتمويل ذاتي ما عدا مصدر الحصول على العملة الصعبة وهو السؤال الذي طرحهُ رئيس المركز الجزائري للاستشراف الاقتصادي وتطوير الاستثمار والمُقاولاتية أكرم زايدي، إذ انتهى في إجابته بطرح السؤال التالي: من أين سنجلب هذه العملة؟ ويتولى الإجابة بنفسه بشكل قطعي: الأكيد سيجلبها من سوق السكوار”.

لكنهُ استطرد قائلا إن “عدم تحديد مصدر الحصول على العملة الصعبة ضمن المادة 7 من المرسوم التنفيذي السالف الذكر قد يكون مُحاولة جديدة لامتصاص العملة الموجودة في السوق السوداء”، والمُتوقع وفق أكرم زايدي “تسجيل صُعود قياسي في السوق السوداء للعملات بسبب زيادة الطلب على العملة مع نُقص العرض فضلا عن عامل المُضاربة”.

ويعتقدُ رئيس المركزي الجزائري للاستشراف الاقتصادي وتطوير الاستثمار والمقاولاتية أكرم زايدي أن تجارة “الكابة” كان يُصنف قبل صدور المرسوم ضمن القنوات غير المشروعة والذي يُكلف الخزينة العمومية أموال طائلة بالعملة الصعبة لأن استيراد المواد عن طريق “الكابة” هُو من أحد العوامل التي تسمحُ بخروج العملة الصعبة إلى الخارج ولذلك تم تصنيف هذا النشاط ضمن النشاطات المُقاولاتية التي تتمتع بمزايا عديدة أولها: الحماية الاجتماعية ويمكن الإشارة أيضا إلى الالتزامات الجبائية فالناشط في هذا المجال سيكون مجبر على تسديد 0.5 بالمائة وهو ما سيعزز القنوات الاقتصادية الرسمية، وسلط المتحدث الضوء على رغبة الحكومة في تكييف هذا النشاط مع المادة 61 من الدستور التي ضبطت مفهومًا جد مهم وهو “حرية التجارة والاستثمار والمقاولاتية”.

ويُرجعُ مراقبون آخرون الارتفاع المُسجل في العملات أيضًا إلى تأخر تطبيق المنحة السياحية الجديدة المحددة بـ750 يورو، ويُضاف إلى ذلك عامل آخر وهو ارتفاع الطلب على العملة الأجنبية بسبب تزامن الفترة الحالية مع انطلاق موسم العُطلة الصيفية وأيضا إضافة إلى الطلب المتزايد على العملة الأجنبية مع انطلاق موسم العطلة الصيفية وسفر الجزائريين إلى الخارج لقضاء العطلة الصيفية.

فؤاد ق

The post بعد تقنين تجارة “الكابة”.. توقعات بارتفاع سعر الأورو في السوق السوداء appeared first on الجزائر الجديدة.