بيادق إعلام المخزن تواصل تكالبها على الجزائر
تعرفُ الجزائر موجات دعاية مُغرضة ومحاولات متكررة لإقحامها في سيناريوهات مُضللة، من خلال الترويج لمزاعم وفرضيات وهمية مفادها أن “الجزائر هي الهدف التالي للكيان الصهيوني بعد ايران” بناء على تغريدات ناشطين صهانية معروفين بحقدهم الدفين اتجاه البلاد كما تم الترويج لمزاعم أخرى تُفيد بوجود مقاتلين جزائريين يُقاتلون في ساحات نزاع مختلف. واللافت أن هذه المزاعم […] The post بيادق إعلام المخزن تواصل تكالبها على الجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.

تعرفُ الجزائر موجات دعاية مُغرضة ومحاولات متكررة لإقحامها في سيناريوهات مُضللة، من خلال الترويج لمزاعم وفرضيات وهمية مفادها أن “الجزائر هي الهدف التالي للكيان الصهيوني بعد ايران” بناء على تغريدات ناشطين صهانية معروفين بحقدهم الدفين اتجاه البلاد كما تم الترويج لمزاعم أخرى تُفيد بوجود مقاتلين جزائريين يُقاتلون في ساحات نزاع مختلف.
واللافت أن هذه المزاعم الباطلة تسقط على نظام المخزن الذي تربطه اتفاقيات أمنية وعسكرية متعددة من بينها مُشاركة آلاف الجنود المغاربة في المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين بموجب بند في اتفاق التطبيع بين الرباط والكيان الصهيوني، كما نشرت وسائل إعلام صهيونية في ماي الماضي توثيقًا خاصًا يُبرز مقاتلي لواء “غولاني” الصهيوني إلى جانب عناصر من القوات المسلحة المغربية، وهم يشاركون في تدريب عسكري يحاكي القتال في الأنفاق تحت الأرض، ضمن مناورات “الأسد الإفريقي 2025” التي تُجرى في مناطق متعددة من المغرب، وبحسب روعي كايس، وإيتاي بلومنتال، الصحفيان اللذان يعملان في قناة “كان 11” العبرية الرسمية، فإن هذا التدريب يُعد امتدادًا لمحاولات صهيونية مستمرة منذ ما يقرب من 600 يوم لتعزيز التعاون العسكري مع المملكة المغربية، في إطار اتفاقيات التطبيع التي وُقعت بين الطرفين عام 2020، وما تبعها من توسيع نطاق التعاون الأمني والدفاعي بين الجانبين.
ومن الأمثلة الصارخة على محاولات التشويش على سُمعة الجزائر، اتهامها بـ “ارسال نفايات مُشعة إلى إيران سرًا لاستخدامها في تصنيع القنابل”، إذ نشر موقعا “تمغريبت” و “هبة بريس” مقالين، أمس، زعما فيهما “قيام الجزائر وفي سرية تام بنقل كميات ضخمة من النفايات المُشعة الناتجة عن الطب النووي إلى ايران”، وطبعا لا تعتبر هذه المحاولات اليائسة التي تتجلى في سلوكات مغرضة لا أساس لها من الصحة الأولى من نوعها إذ سبق وأن روج الإعلام المغربي لـ “توغل غير مسبوق لإيران وميليشيا حزب الله التابع لها في إقليم الصحراء الغربية”، وقد تفاقمت حدة هذا الطابع الدعائي والذي لا يمت بصلة إلى الواقع مباشرة بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين ايران والمغرب بعد سنوات من الجفاء والقطيعة.
يقول البروفيسور نور الصباح عكنوش، أستاذ العُلوم السياسية والعلاقات الدُولية بجامعة بسكرة في إفادة لـ “الجزائر الجديدة” إن “الاتهامات المُوجهة إلى الجزائر تندرجُ في إطار تحالف قوى الشر”، ويخصُ المُتحدث بالذكر نظام المخزن، ويقول: “من الواضح جدًا أن مصدر هذه الحرب هو المخزن الذي خصص موارد ومنصات تستهدف هندسة إشاعات و فبركة اخبار ضد الجزائر في مؤسساتها وأمنها واستقرارها بشكل ممنهح من باب اختراق الوعي الجمعي وانتاج بيئة حاضنة للمشاكل والازمات داخل البلاد وهذا النوع من الحروب الجديدة يستثمر فيها المخزن بقوة ضد المصالح العليا للجزائر بسبب مواقفها الاصيلة من امهات القضايا العادلة في العالم“.
ومن جهته يُؤكدُ محمد زناسني باحث جزائري مُتخصص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية “تعرض الجزائر لهجمة سيبرانية شرسة تستهدف أمنها الشامل وهذا ما طرحناه شخصيا في العديد من المحاضرات مؤخرا”، ويُوجزُ مُوضحًا أن “هذه الهجمة تستهدفُ الأمن الفكري للجزائريين من حيث البنية الهوياتية وعلاقتها بالمرجعية التي أقرها بيان أول نوفمبر باعتباره المرجعية السياسية للجزائر المستقلة”.
والملاحظ حسب المتحدث أن “هذه الهجمات ركزت أساسا على عامل التشظي الهوياتي بإثارة النعرات الإثنية والجهوية والقبلية في كل منطقة من مناطق الوطن مع اختزال كل العناصر الوحدوية التي ترص بالبنى المجتمعية وبالتالي إضعاف البنية الداخلية للجزائر مما ينعكس على صورتها الدولية”، ويرى الباحث الجزائري أنه “إذا غُصنا في عمق الإشكال سنجدهُ إشكالا يتعلقُ أساسا بصراع الرؤى الحضارية والبراديغماتية النماذجية والجزائر منذ مطلع القرن التاسع عشر هي في القلب من هذا الصراع”.
وعن أهداف هذه الهجمات التي تتعرض لها الجزائر، يقول المتحدث إن الهدف الرئيسي منها هو “إضعافها وتدجينها مرة أخرى على غير إرادة التغيير النوفمبرية، وعليه فالمطلوب اليوم وضع تصنيف واضح حول الأعداء والوكلاء فالتركيز لضمان الأمن السيبراني يكون على الأعداء الواضحين أي الرؤوس المدبرة وليس على الأذناب الوظيفية من وكلاءهم”.
ويرى الباحث الجزائري محمد زناسني أن “الاستراتيجية العُليا للجزائر يجب أن لا تنخرط في التراشقات الإعلامية مع الوكلاء والتي تستنزف منها طاقاتها السيبرانية، وعليه فهناك حزمة من الحلول الناجعة يمكن تنفيذها في هذا الصدد أهمها ضرورة بناء جيش سيبراني بأدوات تنفيذية تملك الروح النقدية المستسقاة من مرجعيتنا الهوياتية وباحترافية عالية، وفي المقام الثاني يجب عليها أيضا تطوير البنية التحية الرقمية مما يمكننا تقنيا من الحد من الهجمات والتدخل الفاعل لمعالجتها وأخيرًا التعاطي الإعلامي الاحترافي بما يعزز القوة الناعمة الجزائرية من خلال كسب الشعوب العربية و الإسلامية وإن اختلفت الرؤى الحكومية، بما يمنع الشعوب الشقيقة من الالتفاف حول حكوماتها ضد مصلحة الجزائر باعتبارها الشقيقة الكبرى لكل الدول العربية و الإسلامية مما يكسبها نفوذا و قوة تنعكس على الفعالية الدبلوماسية“.
فؤاد ق
The post بيادق إعلام المخزن تواصل تكالبها على الجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.