طلبة وأساتذة يقيّمون ملحقات الطب المتوزعة على عديد الولايات
تدخل تجربة ملحقات الطب، التي تتوزع على جامعات الجزائر العميقة، موسمها الثالث، لتدخل مرحلة النضج، بعد أن كانت الانطلاقة من الموسم الجامعي 2023 / 2024، في بعض الولايات، وهي ما زالت لحد الآن تابعة للكليات الأم، في معاهد الطب الشهيرة على المستوى الوطني. “الشروق” تابعت التجربة العملية، وجمعت آراء بعض الطلبة في مختلف الولايات وطبعا […] The post طلبة وأساتذة يقيّمون ملحقات الطب المتوزعة على عديد الولايات appeared first on الشروق أونلاين.


تدخل تجربة ملحقات الطب، التي تتوزع على جامعات الجزائر العميقة، موسمها الثالث، لتدخل مرحلة النضج، بعد أن كانت الانطلاقة من الموسم الجامعي 2023 / 2024، في بعض الولايات، وهي ما زالت لحد الآن تابعة للكليات الأم، في معاهد الطب الشهيرة على المستوى الوطني.
“الشروق” تابعت التجربة العملية، وجمعت آراء بعض الطلبة في مختلف الولايات وطبعا المسؤولين والمشرفين على هذه الملحقات، التي طرقت أبواب ولايات داخلية، تصور أن تكون فيها ملحقة طب مرشحة لتتحول إلى كلية قائمة بذاتها، تبعث في تلك الولاية مستشفى جامعي، يكفي أهل المنطقة التوجه الدائم إلى المستشفيات الجامعية المزدحمة أصلا بالمرضى، والبعيدة عن بيت المريض بمئات الكيلومترات.
حيث ظهرت ملحقات في أعماق الجزائر في الجلفة وتمنراست والمدية وتيارت وخنشلة وسوق أهراس، وبقدر ما منحت طلبة هذه الولايات البعيدة عن المدن الجامعية الكبرى، راحة الدراسة، غير بعيد عن البيت والأهل، بقدر ما أنقذت الولايات الطبية العريقة في قسنطينة والعاصمة ووهران من الاكتظاظ وتعسير نيل العلوم والمعارف.
فبولاية تبسة الحدودية التي لم يكن لطالبي الطب من طلبتها أكثر من خيارين قسنطينة أو عنابة، كان الموسم الماضي أشبه بالعيد، حيث قام أولياء بنحر الخرفان فرحة بافتتاح ملحقة لكلية الطب، في القطب الجامعي الجديد، وقال عميد جامعة تبسة، عبد الكريم قواسمية لـ”الشروق”، بأن ما تحقق هو حلم أجيال، وبالرغم من أن الملحقة تابعة لكلية الطب بباتنة، التي انتدبت منها جامعة تبسة العديد من الأساتذة، إلا أن حلم مستشفى جامعي بولاية تبسة صار قريبا.
وما أبهج الطلبة هو كون جامعة تبسة خصصت لهم 10 حجرات لائقة للتمدرس، وقاعة مؤتمرات ومكتبة ومخبر أيضا، وقد بدأت التجربة بـ185 طالب وطالبة في خريف 2024 والعدد يفوق المئتين في الموسم الجامعي الحالي، والتجربة، كما قال مدير الجامعة، ظهرت ثمارها في رضا الجميع وتبني المجتمع لهذه الملحقات.
ذكاء اصطناعي ومخابر عصرية للملحقات
أما في جامعة أم البواقي، فإن الرهان يبدو كبيرا، حيث يرى الدكتور رابح أرحاب، مدير ملحقة الطب بجامعة “العربي بن مهيدي” بأم البواقي، أن تزويد الملحقة بتجهيزات حديثة، على غرار جهاز العرض ثلاثي الأبعاد، والتقرب من إيجابيات الذكاء الاصطناعي، هو الذي سينقل الملحقة إلى كلية في زمن وجيز، وتوافقه الدكتورة ليلى رحامنية، مسؤولة المخابر، التي ثمنت دخول الطلبة من سنتهم الدراسية الثانية في تطبيق ما أخذوه نظريا، والانتقال إلى الكشف السريري عبر العديد من مستشفيات ولاية أم البواقي، في انتظار حلم المستشفى الجامعي.
وفي ولاية جيجل، ناهز عدد طلبة الطب للموسم الجامعي الجديد 2025 / 2026 الـ300 طالب وطالبة وفي موسم الطب الثالث في ولاية جيجل، سيتنقل الطلبة الجامعيون إلى مستشفيات الولاية الثلاثة الكبرى في جيجل والميلية والطاهير لإجراء تربصات ميدانية، وهو ما ثمنته الطالبة زهرة العلا بونويرة، التي لخصت أحلامها في حديثها لـ”الشروق اليومي”: “أن تبدأ في معاينة المرضى وتشخيص حالاتهم وكشف أعراض ما يعانون منه واقتراح التحاليل والأشعة وكشف المرض والانتقال إلى علاجه ضمن تربصات تطبيقية في قلب المستشفيات، فمعنى ذلك أن هذه الملحقة التي زُفت لولاية جيجل، قد دخلت مباشرة في الأمور الجادة، ولا يمكن سوى استشراف الخير والنجاح لهذه الملحقات التي هي في الأصل مشاريع لكليات طب ناجحة”.
في جامعة “الشريف مساعدية” بسوق أهراس، لم تعد ملحقة الطب حلما تحقق فقط، وإنما سارت الأمور كما يجب وانتقلت إلى السرعة القصوى، بحسب الدكتور عبد الرحمان بوعويشة، مدير ملحقة الطب التابعة لكلية الطب بقسنطينة، فقد ساير المشروع مرافقة مخبرية وتكنولوجية، من خلال توفير طاولة تشريح وصفها الدكتور عبد الرحمان بوعويشة بالحديثة والتي تسيّر بتقنيات عالية جدا، تسمح بتقديم عمليات تشريح في منتهى الدقة، وتنقل الطالب لدراسة العظام والعضلات والهيكل العظمي ككل، بعيدا عن النظري الجاف، كما كان الحال منذ عقدين في أكبر كليات الطب على المستوى الوطني.
وقد عرفت ملحقة الطب بسوق أهراس، وهي تدخل موسمها الثاني فقط نجاحا جعل بعض طلبة دول إفريقية والدول الجارة، تطلب الانتساب إليها.
في جامعة “20 أوت” بسكيكدة، كان الجدل قائما على إمكانية فشل التجربة، حيث لا تبعد سكيكدة عن قسنطينة ولا عن عنابة اللتين تمتلكان اثنتين من أعرق كليات الطب في الجزائر، إلا ساعة من الزمن عبر السيارة، وكان البعض يظن أن طلبة سكيكدة سيفضلون الدراسة في قسنطينة بسبب عراقة كلية الطب هناك التي خرّجت العديد من الأطباء ذائعي الصيت، ومنهم من صار وزيرا للصحة مثل عبد الحميد أبركان والمرحوم يحيى قيدوم، وكانت الملحقة التي تم تأسيسها في خريف 2023 حققت المطلوب، بل إن طلبة من ولايات كبيرة صاروا يريدون الانتساب إليها، كما تقول الطالبة نرجس سرانجي من عنابة التي ستدخل سنتها الثالثة، وهي لا ترى فوارق ما بين ملحقات الطب والكليات الأصلية، مع الإشارة إلى أن ملحقة سكيكدة تابعة لكلية الطب بعنابة.
الأمر سيان في تجربة ملحقة بسكرة التي سجل فيها هذا الموسم 310 طالب وطالبة وهم مدعوون غدا الخميس 25 سبتمبر لمتابعة محاضرة وصفتها إدارة ملحقة الطب ببسكرة بالتعريفية والترحيبية لمعرفة مسار التكوين.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post طلبة وأساتذة يقيّمون ملحقات الطب المتوزعة على عديد الولايات appeared first on الشروق أونلاين.