قلق الإمتحانات الرّسمية .. كيف تحمي طفلك ؟

أكدت الأخصائية النفسانية ليلى شيباني في تصريح إلى “الوسط”، أن فترة الامتحانات تعد من أكثر الفترات توترًا وضغطًا نفسيًا في حياة الطلبة، حيث أصبحت مسألة تحقيق أعلى الدرجات هاجسًا يؤرقهم، لا سيما مع تصاعد رغبة الكثير منهم في تلبية تطلعات الأسرة وتحقيق أعلى معدلات النجاح، حيث ينبع هذا الضغط، من الرغبة الإيجابية في التميز، التي …

مايو 25, 2025 - 14:55
 0
قلق الإمتحانات الرّسمية .. كيف تحمي طفلك  ؟

أكدت الأخصائية النفسانية ليلى شيباني في تصريح إلى “الوسط”، أن فترة الامتحانات تعد من أكثر الفترات توترًا وضغطًا نفسيًا في حياة الطلبة، حيث أصبحت مسألة تحقيق أعلى الدرجات هاجسًا يؤرقهم، لا سيما مع تصاعد رغبة الكثير منهم في تلبية تطلعات الأسرة وتحقيق أعلى معدلات النجاح، حيث ينبع هذا الضغط، من الرغبة الإيجابية في التميز، التي قد تتحول إلى عبء ثقيل يؤدي إلى نتائج عكسية على الصعيدين النفسي والدراسي.
الامتحانات… ضغط نفسي يحتاج إلى وعي ودعم أسري

و أفادت المختصة في علم النفس ، أنه مع اقتراب موعد الامتحانات، تتضاعف ساعات المراجعة، ويتصاعد التوتر خاصة في ظل الضغط الأسري والمجتمعي المستمر. وفي هذه الأجواء، قد يدخل التلميذ في حالة انفعالية سلبية قد تتطور إلى أعراض جسدية مثل الصداع، اضطرابات النوم، أو حتى فقدان الشهية مشيرة أن بعض التلاميذ ممن يتمتعون بتفوق ملحوظ طوال السنة الدراسية، يفشلون في تحقيق نتائج تعكس مستواهم الحقيقي أثناء الامتحانات، بسبب هذا التوتر المتراكم.

البيئة الإيجابية سلاح فعال لمحاربة القلق

و أكدت ليلى شيباني ، أنه من المهم خلق بيئة إيجابية ومحفزة داخل الأسرة خلال هذه المرحلة الحساسة، فدور الأهل لا يجب أن يقتصر على المطالبة بالنتائج، بل يجب أن يتركز على الدعم النفسي و التحفيز.
مراجعة المواد العلمية عن المواد الأدبية.
كما قدمت المختصة نصائح للأبلاء والأمهات من أجل بتقليل حدة التوتر المنزلي، وتفادي مقارنة أبنائهم بالآخرين، فلكل طالب قدراته ومهاراته. من المهم أن يفهم الأهل أن الاختبارات موجهة لأبنائهم، لا لهم، وأن دورهم يجب أن يقتصر على التوجيه والدعم المعنوي، لا التهديد أو العقاب. فالعبارات المحبطة مثل “إن لم تنجح ستُعاقب” يجب أن تُستبدل برسائل إيجابية من قبيل: “نحن نثق بك، ويمكنك تحقيق الأفضل، فأنت تستحق النجاح”.
استراتيجيات فعّالة لمواجهة التوتر في فترة الامتحانات

و أفادت المختصة في علم النفس ، أن الشعور بالتوتر قبل الامتحانات يعد أمرا طبيعيا بل ومتوقعا، وهو ما يختبره معظم الطلاب قبيل دخولهم قاعات الاختبار، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في القدرة على السيطرة على هذا التوتر و تحويله إلى طاقة إيجابية تعزز التركيز وتدفع نحو الإنجاز.

لبلوغ هذه الحالة الذهنية المثلى، من الضروري المحافظة على الهدوء وصفاء الذهن ، وهو ما يتحقق عبر تبني مجموعة من العادات الصحية ، أهمها التغذية السليمة ، فالطعام الصحي لا يغذي الجسد فحسب، بل يعزز القدرة الذهنية، يدعم التركيز، ويطيل من مدة النشاط الفكري، مما يساهم في تجنب المماطلة والتسويف، ويُبقي الطالب محفزًا ومصممًا على تحقيق أهدافه.

ومن بين الإستراتيجيات الفعالة التي تسهم في تقليل القلق وتحسين الأداء يوم الامتحان،
• ممارسة الرياضة بانتظام ولو لمدد قصيرة، لما لها من أثر مباشر في تخفيف التوتر وتحسين المزاج.
• النوم الكافي، الذي يعيد شحن الطاقة الذهنية ويزيد من التركيز والاستيعاب.
• اتباع نظام غذائي متوازن، يراعي اختيار الأطعمة التي تدعم الجهاز العصبي، وتقلل من القلق مثل الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، الأوميغا 3، وفيتامين B.

و أضافت من المهم أن نعي أن بعض أنواع الأغذية قد يكون لها تأثير سلبي على المزاج العام والأداء العقلي، لذا من الضروري خلال فترة الامتحانات الانتباه إلى نوعية الأطعمة المتناولة والتركيز على ما يعزز الاستقرار النفسي والإنتاجية.

وعليه، يمكن القول إن فترة الامتحانات تتطلب توعية صحية شاملة، تقدم للطلبة نصائح واضحة لتبني سلوكيات صحية، تشمل التفكير الإيجابي، الراحة الكافية، النشاط البدني المنتظم، والتغذية السليمة، مما يساعدهم ليس فقط على اجتياز الامتحانات، بل التفوق فيها والوصول إلى أهدافهم بثقة وثبات.
بلحاج ضحى