متطوعون يعيدون الحياة للجدران المنسية بأحياء وشوارع الجزائر!

اختار شباب من مختلف ولايات الوطن مؤخرا رفع التحدي من أجل إعادة الجمال إلى الشوارع والأحياء التي طالها النسيان، والتي مرت عليها سنوات دون تهيئة أو التفاتة، حيث انتشرت صور لهؤلاء الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد ما حولوا أحياء منسية إلى لوحات فنية جميلة على طراز مدن عالمية وأوروبية، وذلك من دون انتظار دعم […] The post متطوعون يعيدون الحياة للجدران المنسية بأحياء وشوارع الجزائر! appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 6, 2025 - 17:39
 0
متطوعون يعيدون الحياة للجدران المنسية بأحياء وشوارع الجزائر!

اختار شباب من مختلف ولايات الوطن مؤخرا رفع التحدي من أجل إعادة الجمال إلى الشوارع والأحياء التي طالها النسيان، والتي مرت عليها سنوات دون تهيئة أو التفاتة، حيث انتشرت صور لهؤلاء الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد ما حولوا أحياء منسية إلى لوحات فنية جميلة على طراز مدن عالمية وأوروبية، وذلك من دون انتظار دعم مالي أو ميزانية خاصة.
بفكرة بسيطة وروح جماعية وبأدوات متواضعة وألوان جميلة، شرعوا في طلاء الجدران، وتزيين الواجهات، وإحياء الزوايا الباهتة، في محاولة لإعادة الحياة إلى المشهد اليومي الذي ألفه الجميع، وهي المبادرات التي لقيت استحسانا كبيرا من قبل المواطنين، حيث شهدت بلدية برج الكيفان بالعاصمة مشروعا لتزيين واجهات شارع “الشهيد علي خوجة”، تحت شعار “حومتك دارك”، أين أعاد الحركية إلى أحد أبرز شوارع المدينة، وحوله إلى فضاء جمالي مفتوح مع بداية موسم الاصطياف.
المشروع انطلق كفكرة بسيطة لطلاء المنازل، ثم ما لبث أن تحول إلى نموذج حي للتكافل الاجتماعي، حيث شارك فيه المواطنون، من سكان الحي إلى التجار، مرورا بنشطاء المجتمع المدني، وحتى المارة الذين ساهموا كلّ بطريقته، من جلب للماء، إلى إعداد الطعام، إلى تقديم يد المساعدة، ورغم الإشادة الواسعة بهذه المبادرات، إلا أن البعض عبروا عن تحفظهم، محذرين من التوسع غير المدروس في هذه العمليات، فحسبهم، فإن طلاء الواجهات بطريقة عشوائية قد يفضي تدريجيا إلى طمس الهوية المعمارية التي تتميز بها بعض المدن والأحياء الجزائرية، والتي تعكس تراثا عمرانيا له خصوصيته التاريخية والجمالية، وتؤدي إلى اختفاء المعالم الأصلية للواجهات، في ظل غياب توجيه هندسي أو مراعاة للتناسق المعماري من قبل مختصين، خاصة مع التحولات العالمية الراهنة في مجالات التصميم العمراني، التي توازن بين المحافظة على الطابع المحلي والانفتاح على الحداثة.

المبادرات تحتاج إلى تأطير حفاظا على الهوية المعمارية الجزائرية
وفي السياق،  صرح الفنان التشكيلي فوزي جليد أن الجدل بخصوص هذه المبادرات لا يلغي القيمة الرمزية لها، لكنه يطرح الحاجة إلى تأطيرها وتوجيهها، حتى لا يتحول التجميل إلى تشويه، ويظل الجمال متناسقا مع روح المكان وتاريخه، من دون أن يفقد أصالته.
وكشف المتحدث لـ”الشروق” عن رحلته الفنية التي بدأها من بلدته لحجر بولاية برج بوعريريج، حيث أطلق مشروعا تطوعيا لتزيين المنازل وجدران الشوارع، قبل أن يتحول إلى “رسام متنقل” يجوب ولايات الوطن، وانطلقت مبادرته من داخل المدارس، حيث زين جدران أكثر من ألف مؤسسة تعليمية عبر 58 ولاية، أبرزها ولاية عمل فيها على تزيين 85 مدرسة، تليها أخرى بـ80 مؤسسة، وهو رقم يعكس حجم الجهد الميداني المتواصل منذ سنوات.
وأشار جليد إلى أن مشروعه الفني لا يقتصر على البعد الجمالي فقط، بل يتجاوز ذلك إلى كونه رسالة ثقافية تهدف إلى ترسيخ ثقافة تزيين المحيط العام ونشر الجمال في الفضاءات اليومية، وهو الأمر الذي يغفل عنه كثيرون.
وبالمقابل، ثمّن المتحدث الجهود والحملات التي يقودها بعض الشباب بمختلف ولايات الوطن من أجل المساهمة في تحسين المنظر الجمالي للمدن الجزائرية، وأشار إلى نشاطه كمثال على ذلك، حيث تلقى دعما كبيرا أثناء تنقلاته بالعديد من الولايات من قبل المواطنين والسلطات المحلية، مشددا على أنه في الغالب كان يعتمد أساسا على إمكاناته الذاتية وبعض المساعدات البسيطة التي يتلقاها من محبي فنه، قبل أن تتوسع بصمته الفنية إلى خارج الوطن، حيث شارك في فعاليات ثقافية بتونس، ونفّذ خلالها ثلاث جداريات في إطار مبادرات مشتركة بين البلدين، حسب ما أشار إليه ذات المتحدث.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post متطوعون يعيدون الحياة للجدران المنسية بأحياء وشوارع الجزائر! appeared first on الشروق أونلاين.