من خزائن الجزائر إلى جبهة السويس.. قصة المال والدم في حرب أكتوبر

مع بزوغ فجر يوم السادس من أكتوبر 1973، وقف ضابط جزائري أمام خزينة البنك المركزي يحصي صناديق النقد. بينما كانت البلاد تستعد لمعركة ستغير تبعاتها الأبعاد في الشرق الأوسط. ما يجري لم يكن مجرد تحضير روتيني، بل تنفيذ لقرار استثنائي اتخذه الرئيس هواري بومدين، بنفسه، “نقل مئة مليون دولار نقدًا وكمية كبيرة من الذهب إلى [...] ظهرت المقالة من خزائن الجزائر إلى جبهة السويس.. قصة المال والدم في حرب أكتوبر أولاً على الحياة.

سبتمبر 29, 2025 - 19:57
 0
من خزائن الجزائر إلى جبهة السويس.. قصة المال والدم في حرب أكتوبر

مع بزوغ فجر يوم السادس من أكتوبر 1973، وقف ضابط جزائري أمام خزينة البنك المركزي يحصي صناديق النقد. بينما كانت البلاد تستعد لمعركة ستغير تبعاتها الأبعاد في الشرق الأوسط.

ما يجري لم يكن مجرد تحضير روتيني، بل تنفيذ لقرار استثنائي اتخذه الرئيس هواري بومدين، بنفسه، “نقل مئة مليون دولار نقدًا وكمية كبيرة من الذهب إلى موسكو”. لضمان إرسال شحنات السلاح للمصريين فورًا (وثائق دبلوماسية أمريكية وسوفييتية تشير إلى ذلك).

منذ نكسة 1967، كانت الجزائر في الصدارة دائماً، ففي جوان من تلك السنة. أرسلت كتيبة من 30 دبابة و18 مدفعًا ومئات الجنود والضباط إلى قناة السويس (أرشيفات عسكرية جزائرية ومصادر تاريخية).

وفي الوقت ذاته أيضاً، وصلت باخرة جزائرية محمّلة بآلاف البنادق ومئات الأطنان من المتفجرات إلى ميناء الإسكندرية (وثائق أرشيفية مصرية).

عندما جاء صيف 1973، كانت القاهرة غارقة في نفقات حرب الاستنزاف وخزائنها شبه فارغة. أرسل الرئيس السادات، رسالة عاجلة إلى بومدين طالبًا نحو 100 مليون دولار خلال 48 ساعة (مذكرات ضباط ومصادر دبلوماسية).

فاستجاب بومدين، ووجه خزائن الجزائر نحو موسكو، مشترطًا شحن الأسلحة قبل مغادرته. بل وطلب إلحاق طائرات مقاتلة (الميغ 23) إلى الطلبية دون انتظار (تحليلات تاريخية ومذكرات دبلوماسية).

وفي اليوم الثاني من الحرب، وصلت إلى دمياط، باخرة جزائرية تحمل فيلقًا مؤلَّفاً من مئات الجنود والضباط، و96 دبابة، و20 طائرة مقاتلة. بالإضافة إلى مدفعية وآليات مجنزرة (أرشيف مصري ومصادر بحثية تاريخية).

شاركت هذه القوات في معارك عدة على الجبهة المصرية. أبرزها مواجهة “الأباتشي” في الفرافرة وتغطية جسر السويس أثناء عبور القوات إلى الضفة الشرقية (تقارير ميدانية مصرية).

في معركة الدفرسوار، قصَّت وحدة جزائرية المقاومة، حيث ضحّى العديد من عناصرها من أجل إنقاذ كتيبة مدرعات مصرية محاصرة. إذ أَصْرُّ بعض الجنود على إشعال دباباتهم بدل أن تُسقَط في أيدي العدو (شهادات لجنود قدموها في مقابلات لاحقة).

بعد وقف وانتهاء القتال، أصدرت مصر، مذكرة شكر رسمية أُرفِقت بقوائم بأرقام لما قدّمته الجزائر. حيث ضمت 100 مليون دولار، المئات من الجنود والضباط وضباط الصف، 96 دبابة، 20 طائرة، و28 مدفعًا بين ميدان ومضاد للطيران (وثائق مصرية وأرشيف حكومي).

ظهرت المقالة من خزائن الجزائر إلى جبهة السويس.. قصة المال والدم في حرب أكتوبر أولاً على الحياة.