ميناء مرسيليا يضايق باخرتين لسوناطراك تنقل غاز إلى فرنسا

يستمر الاستفزاز الفرنسي تجاه الجزائر وتتعدد أشكاله، وفي آخر صيحة لهذه الاستفزازات، هو انتقالها من البعد السياسي إلى الاقتصادي. فقد تعرضت سفينتان تابعتان لشركة سوناطراك لمحاولة تفتيش في ميناء مرسيليا، وذلك بعدما أفرغا شحنتهما من الغاز في ميناء الجنوب الفرنسي، تماشيا والإجراءات التعاقدية مع شريك فرنسي.

ولا يعتبر هذا الإجراء بحد ذاته استفزازا، بحيث يمكن أن يحصل لأي باخرة وفي أي ميناء من موانئ العالم عندما يحصل تشكيك في عدم امتثال السفينة للإجراءات والتدابير المعمول بها، إلا أن توقيت الإجراءات التي اتخذها ميناء مرسيليا تجاه السفينتين الجزائريتين، جاء في ظرف جد حساس، بحيث تمر العلاقات الجزائرية الفرنسية بواحدة من أعقد الأزمات غير المسبوقة في تاريخ البلدين، وهو ما أعطاه طابع الاستفزاز برأي المراقبين.

ولم يسبق لأي سفينة تابعة لشركة “سوناطراك” أو غيرها من السفن الجزائرية، أن تعرضت لاستفزازات في الموانئ الفرنسية، وهو المعطى الذي أدخل الشك في خفايا هذا القرار الذي تشتم منه رائحة تصفية الحسابات بين البلدين اللدودين، حتى وإن يبقي الاحتمال قائما بأن يكون القرار معزولا من شخص أو مسؤول مدفوعا باعتبارات تحركها الحسابات العنصرية أو العدائية تجاه الجزائر.

وتلقت طواقم سفينتي سوناطراك “الشيخ المقراني” و”رورد الفارس” الناقلتين للغاز الطبيعي المميع وغاز البترول المميع، إشعارا بإجراء تفتيش متزامن للسفينتين، وجاء في الإخطار أنه سيتم تفتيش ااباخرتين، قبل أن يتم تعديله لاحقا، مؤكدا أن التفتيش سوف يخص سفينة واحدة فقط، وذلك يوم الخميس 22 ماي في الساعة الواحدة ظهرا، بعد يومين من الإخطار الأول، وفق ما أوردته وقناة الجزائر الدولية “الجزائر 24” على موقعها على الأنترنيت.

وبحسب المصدر ذاته، فقد انتظر طاقم السفينة، غير أن سلطات الموانئ الفرنسية لم تقم بأي عمليات تفتيش. “وفي حدود الساعة الثالثة بعد الظهر، أبلغت شركة سوناطراك أن سفينتها ستغادر، دون أن تتعرض أي تفتيش”، ما يرجح فرضية الإزعاج في هذه الحادثة.

ولم يمر هذا الاستفزاز دون أن يخلف تداعيا، فقد اضطرت شركة سوناطراك لوقف تسليماتها إلى فرنسا، بحسب موقع “الجزائر 24″، التي أشارت أيضا إلى أن هذا الإشعار الرقابي من قبل سلطات ميناء مرسيليا، الموجه إلى السفينتين الجزائريتين تم “دون إبلاغ السلطات الفرنسية العليا”.

ومن شأن هذه الحادثة غير المسبوقة في علاقة سوناطراك بالموانئ الفرنسية، أن تزيد من منسوب التوتر في العلاقات الجزائرية الفرنسية، التي تعاني أصلا من أزمة سياسية ودبلوماسية شارفت على القطيعة، بحيث لا يتوفر التمثيل الدبلوماسي حاليا بين البلدين على مستوى السفراء، بعد تبادل سحبهما، كما تعرضت الأطر العاملة في السفارتين والقنصليات في البلدين، لعمليات طرد متبادلة، في سياق تصعيد يتحمل مسؤوليته الطرف الفرنسي، الذي يراهن يائسا، على ورقة الضغط على الجزائر من أجل مراجعة موقفها إزاء ما يحصل منذ الصائفة المنصرمة.

علي. ب

The post ميناء مرسيليا يضايق باخرتين لسوناطراك تنقل غاز إلى فرنسا appeared first on الجزائر الجديدة.