“هبة الله” كفيفة تتحدّى إعاقتها وتجتاز امتحان البكالوريا
تم تصنيفها الوحيدة على المستوى الوطني، من اجتازت شهادة بكالوريا دورة جوان 2025 وفي الشعبة العلمية، وهي فاقدة للبصر، لأن بقية المكفوفين من الذين ترشحوا للشهادة، كانوا ضمن الشعبة الأدبية. اسمها هبة الله إسراء تيجاني من مدينة عنابة، عاشت قصة حزينة، فقدت خلالها في طفولتها البصر، فحوّلت أزمتها، تحدّيا كبيرا، وهي بصدد إكمال مشوارها بعد […] The post “هبة الله” كفيفة تتحدّى إعاقتها وتجتاز امتحان البكالوريا appeared first on الشروق أونلاين.


تم تصنيفها الوحيدة على المستوى الوطني، من اجتازت شهادة بكالوريا دورة جوان 2025 وفي الشعبة العلمية، وهي فاقدة للبصر، لأن بقية المكفوفين من الذين ترشحوا للشهادة، كانوا ضمن الشعبة الأدبية.
اسمها هبة الله إسراء تيجاني من مدينة عنابة، عاشت قصة حزينة، فقدت خلالها في طفولتها البصر، فحوّلت أزمتها، تحدّيا كبيرا، وهي بصدد إكمال مشوارها بعد أن اجتازت شهادة البكالوريا بنجاح تجلى في عملها الجيد في انتظار النتيجة والتي قد تكون استكمالا لنتائجها في الثانوية التي درست فيها، حيث تراوح معدلها السنوي ما بين 16 و17 من عشرين، وهي بالتأكيد تأمل في تحقيق الامتياز.
“الشروق” سألت والدتها، وسألت هبة الله عن معاناتها وعن أمنياتها وكيف اجتازت شهادة البكالوريا.
والدة هبة الله عادت بنا إلى سنوات الأحزان كما وصفتها، فقد كانت هبة الله أول ثمرة لزواجها، لم تكن وزوجها يظهران إلا مغتبطين بضحكاتها وبراءتها إلى أن حل يوم الحادثة عندما خرجت هبة الله أمام البيت، تتابع مشهد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، إلا أن مفرقعة طارت واستقرت في عينها، فتألمت الصغيرة ولم تكن قد تجاوزت سنتها الثانية إلا ببضعة أشهر، ولا أحد تصوّر بأن المفرقعة ستفقدها بصرها نهائيا.
طار الوالدان بهبة الله إلى مختلف العيادات والاختصاصيين في طب العيون بمدينة عنابة ومنها إلى العاصمة، ثم شدا الرحال إلى العاصمة التونسية، التي توجد بها العديد من عيادات العيون، وعادا يجرّان الحسرة، فأخذا الصغيرة إلى مستشفى “مصطفى باشا”، حيث أجريت لها ثمان عمليات جراحية دقيقة، كانت كل منها تحمل الأمل الكبير، ولكنه لا يلبث أن يتبخر، بمجرد أن تنزع الصغيرة هبة لله “العصابة” عن عينيها، حيث تقول ببراءة: “ما شفت والو ماما”، فتصيب الأم برصاصة مؤلمة.
الحياة لا تتوقف والقرآن أقرّ بأنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، هكذا قالت والدة هبة الله، وبدأ التحدي الكبير، وفي كل سنة دراسية تتفتح شهية هبة الله للدراسة إلى أن بلغت النهائي، وكانت ضمن الـ800 ألف طالب وطالبة صنعوا خلال الأسبوع الماضي الحدث العلمي الكبير، وستكون، بحول الله، ضمن الفرحين والمتسببة في سعادة أهلها، والديها وأخويها الصغيرين.
تتحدث هبة الله لـ”الشروق اليومي” بكثير من الشغف والتفاؤل وتحاول أن تختصر طموحاتها في كلمات وجيزة فلا تستطيع: “أنا عديدة الطموحات، أريد أن أخوض في كل العلوم، كنت صغيرة، أحببت مهنة الطب، فتحت بصيرتي مع أهل المآزر البيضاء، ثم أحببت علم المحاسبة، كما يستهويني علم النفس، لا أبحث بعد اجتيازي شهادة البكالوريا عن معدل معيّن، لأنتمي فيه لهذه الشُعبة أو تلك، وإنما أرى بأن كل الشُعب مثيرة للاهتمام، وبإمكاني أن أحبها وأنجح فيها”.
هبة الرحمان بكثير من الحسرة تتحدث عن بعض الناس الذين يزرعون اليأس في قلوب غيرهم: “كنت كلما أقوم بخطوة أسمع كلمات الإحباط .. أخطيك هاذيك صعيبة وأنت ما تشوفيش، كانوا في كل لحظة يذكروني بأنني فاقدة للبصر بنسبة 100 بالمائة وبالتالي علي أن لا أخوض أي تحدي وأبقى قطعة في البيت”.
وتنصح هبة الله المشرفين على امتحانات ذوي الهمم وخاصة المعوقين بصريا بأن يغيروا طريقة الامتحان، حيث يختارون مصاحب للمكفوف من دون المادة التي يمتحن فيها، وهذا ما أوقعها في صعوبات تقول هبة الله: “كان الذي يقرأ لي مثلا أسئلة العلوم مختص في التسيير، فوجدت صعوبة في فهم ما يقول لي وشرح ورقة السؤال التي بها رسومات، وحتى عندما أباشر الإجابة وأقرأ عليه إجابتي ورسوماتي والمنحنيات، أحسّ بأنه يترجمها على ورقة الإجابة بصعوبة”.
هبة الله تتمنى النجاح للجميع، وتطلب من كل من فشل في المحاولة الأولى أو الثانية بأن يتشبث بالأمل ويعود في المناسبة القادمة مستخلصا للأخطاء وأكثر قوة.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post “هبة الله” كفيفة تتحدّى إعاقتها وتجتاز امتحان البكالوريا appeared first on الشروق أونلاين.