هل مجتمعنا علمانيّ؟!
سمع أحد الشّباب صوت القرآن ينبعث من أحد البيوت، فتساءل: هل هناك ميّت في هذا البيت؟! فأجابه رجل عاقل سمع سؤاله: “ليس هناك ميّت، وإنّما الميّت هو قلبي وقلبك، عندما أصبحنا ننظر إلى القرآن على أنّه للموتى والجنائز، والله يقول: ((إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِين))”.. […] The post هل مجتمعنا علمانيّ؟! appeared first on الشروق أونلاين.


سمع أحد الشّباب صوت القرآن ينبعث من أحد البيوت، فتساءل: هل هناك ميّت في هذا البيت؟! فأجابه رجل عاقل سمع سؤاله: “ليس هناك ميّت، وإنّما الميّت هو قلبي وقلبك، عندما أصبحنا ننظر إلى القرآن على أنّه للموتى والجنائز، والله يقول: ((إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِين))”.. هذه الواقعة تصوّر جانبا من واقع يعيشه كثير من المسلمين في هذا الزّمان، عندما أصبح الدّين لا مكان له في كثير جوانب حياتهم وواقعهم، وأصبح بعضهم يرون بلسان الحال أنّه ينبغي أن يُحجر عليه داخل أسوار المساجد وتُقصر أحكامه على الصّلاة والصيام والجنائز ويتبرّك به في عقود النّكاح!
قبل شيوع وسائل لتواصل، مرّت عقود متطاولة، استأثر فيها العلمانيون بحصّة الأسد في وسائل الإعلام وفي المشهد الثقافي، انتشر خلالها الفكر العلمانيّ في المجتمع وتغلغل في أوصاله وصبغ ثقافته ووجّه قناعاته، حتى صارت العلمانية واقعا معيشا بين فئات المجتمع المختلفة، وليس بين الطبقة المثقفة ثقافة غربية فحسب.. أصبح كثير من المسلمين يتعاملون مع الإسلام الحقّ تعاملَ النّصارى مع دينهم المحرّف، ويرون أنّه يكفي الواحدَ منهم أن يخصّص له ساعة كلّ أسبوع يجرّ فيها قدميه إلى المسجد جرا ليسجّل حضوره وهو ينتظر على أحرّ من الجمر تسليم الإمام، ليستأنف حياته التي لا يهمّه إلا أن تكون محكومة بما يراه من مصلحة عاجلة.. وربّما تجد بين كثير ممّن يحافظون على الصلوات الخمس في أوقاتها في المساجد، من يرتضون العلمانية دينا كلّما تعلّق الأمر بالحلال والحرام، فتجد الواحد منهم يهتمّ بحكم الشّرع وبالسّؤال كلّما تعلّق الأمر بالصّلاة والجنائز ومفسدات الصّيام، لكنّه لا يهتمّ بالسّؤال إذا تعلّق الأمر بالمعاملات المالية؛ حيث يبحث عن مصلحته الآنية، وإذا سمع من يزجره ويذكّره بالحرام، تبرّم قائلا: “كلّكم أصبحتم مُفتين!، حرّمتم علينا كلّ شيء…” ولو كان الأمر الذي يُنبَّه إليه من المحرّمات المجمع عليها كالرّبا والقمار!.. القرآن ما عاد له من حظّ في حياة كثير من المسلمين في سوى المآتم، وفي افتتاح الاجتماعات والمؤتمرات واللقاءات، وما عاد له من مكان في بيوتهم في سوى مصاحف تزيّن الرفوف ولوحات قرآنية تعلّق على الجدر وتمائم تعلّق في السيارات وحول الرقاب، لدفع العين!.. أصبح المسلم يستحي من الحديث في مسائل الدّين في المقهى والشّارع وفي وسائل المواصلات، وأضحى من يتحدّث في أمور الدّين في مثل هذه الأماكن يُنظر إليه بازدراء، وربّما يَهمس أحدهم في أذنه بأن يترك عنه هذا الحديث الذي يصلح في المسجد وليس في مكان آخر!
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post هل مجتمعنا علمانيّ؟! appeared first on الشروق أونلاين.