وَهْمُ نزع سلاح المقاومة ونزع كاميرات الصِّحافيين
هي المعركة ذاتها في ساحات القتال أو عبر فضائيات البث الحي. العدو الصهيوني يريد الانتصار في جانبيها من دون جدوى. يريد للمقاومين الاستسلام وتسليم بنادقهم ورشاشاتهم، كما يريد للصِّحافيين الاستسلام وتسليم كاميراتهم وميكروفوناتهم.. إلا أن كليهما أبى واختار مقارعة العدو المحتل إلى غاية تحقيق النصر أو الشهادة.. 238 صِحافيٍّ بتوثيق من “المكتب الإعلامي الحكومي بغزة” […] The post وَهْمُ نزع سلاح المقاومة ونزع كاميرات الصِّحافيين appeared first on الشروق أونلاين.


هي المعركة ذاتها في ساحات القتال أو عبر فضائيات البث الحي. العدو الصهيوني يريد الانتصار في جانبيها من دون جدوى. يريد للمقاومين الاستسلام وتسليم بنادقهم ورشاشاتهم، كما يريد للصِّحافيين الاستسلام وتسليم كاميراتهم وميكروفوناتهم.. إلا أن كليهما أبى واختار مقارعة العدو المحتل إلى غاية تحقيق النصر أو الشهادة.. 238 صِحافيٍّ بتوثيق من “المكتب الإعلامي الحكومي بغزة” اغتيلوا بشكل جبان منذ بداية العدوان على غزة، بالطريقة ذاتها التي جرى بها اغتيال القادة العسكريين وعلى رأسهم الشهيد يحيي السِّنوار والقادة السياسيين وفي مقدمتهم الشهيد إسماعيل هنية، من دون أن يصل إلى مبتغاه.
المقاومة المُسلَّحة مازالت تُرابط في عُقَدها القتالية يُسَلِّم فيها المقاوم الشهيد سلاحه لمقاوم آخر لِيواصل القتال، والأسرة الإعلامية مازالت صامدة على أرض المعركة توثق الأحداث وتنقل معاناة شعب يكافح من أجل الحرية، يُسلِّم فيها الصِّحافي والمصوِّر الشهيد ميكرفونه وكاميرته لصحافي ومصور آخر ليواصل التعبير عن الحقيقة في الميدان.. ألم يحمل مايكرفون الصحافيين الشهيدين أنس الشريف ومحمد قعيقع صحافيان آخران؟ ألم يحمل كاميرات الشهيدين إبراهيم زاهر ومحمد نوفل مصوران آخران؟
ولكَم خاف العدو من الصورة والكلمة أكثر مما خاف من البندقية.. ولذلك نجد أن 40% من شهداء أسرة الإعلام في غزة هم من المصوّرين و30% منهم من المراسلين!.. الكاميرا توثق والمراسل يكشف الملابسات وما خلف الحدث، وهو ما جعل العدو باستمرار يحس بالهزيمة رغم شنِّه حرب إبادة وتجويع ضد شعب أعزل انتقاما من ضربات المقاومة المسلحة، لأنّ الإعلام، وخاصة قناة “الجزيرة”، لم يتوقف عن كشف جرائمه البشعة للعالم أجمع.
ولعلها المرة الأولى في التاريخ التي يكون فيها كل هذا الدور للإعلام في المعركة الدائرة في الميدان.. لم يبق شعبٌ من الشعوب غير مُدرِك لِما يحدث للفلسطينيين في غزة، ولم تبق مظاهرة من المظاهرات الداعمة لفلسطين عبر العالم لم ترفع شعار “فلسطين حرة”! وهي أكبر نتيجة حققتها معركة “طوفان الأقصى” بعد أن كاد غلاة الصهاينة يطوون ملف فلسطين إلى الأبد.
حقيقة إنّ الثمن غالٍ، دفعه الفلسطينيون من دمائهم ودموعهم وجوعهم وعطشهم ومازالوا إلى اليوم لا يُزايِد عليهم أحدٌ في ثورتهم هذه، هم مَن أطلقوا رصاصتها الأولى فجر السابع من أكتوبر 2023 وهم من يواصلونها اليوم بصبر وثبات غير مسبوق عبر التاريخ وبتضحيات جسيمة غير المعلوم منها أكثر من المعلوم.
وإن كان العدوُّ الصهيوني يخفي خسائره، فهي الأخرى أكبر مما يُعلنه وبأحجام مضاعفة على الجبهة الداخلية، أما الجبهة الخارجية فقد خسرها تماما، ولولا الدعم الأمريكي المستمر لَشَهِدنا توجُّها آخر للمعركة غير الذي نراه الآن.
وفي كل الحالات، فإن تحقيق غاية نزع سلاح المقاومة أو نزع كاميرات الإعلام مِن على أكتاف الصحافيين يبقى وَهمًا بعيد المنال أمام إصرار القائمين على جبهة الصراع العسكري وجبهة الصراع الإعلامي على نقل البندقية والكاميرا من كتف إلى كتف إلى حين تحقيق إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة.. رحم الله شهداء الأمة الفلسطينية من مدنيين وعسكريين ومكًّنهم من نصر قادم بإذنه تعالى وخذل أعداءهم ومَن والاهم، كل الخذلان.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post وَهْمُ نزع سلاح المقاومة ونزع كاميرات الصِّحافيين appeared first on الشروق أونلاين.