آثِرِ الله في كلّ موقف

ذُكر في السير أنّ عمر بن هبيرة والي العراق على زمن يزيد بن معاوية، استدعى الإمامين الحسن البصري وعامر بن شراحبيل الشعبي، ليسألهما عما يبعثه إليه يزيد بن معاوية من أوامر تتضمّن ظلما وحيدة عن الحقّ، هل ينفذها أم يتجاهلها؟ بدأ بسؤال الشعبي في هذا الموقف أولا، فقال كلاما يرضي الوالي والخليفة، والحسن البصري ساكت، […] The post آثِرِ الله في كلّ موقف appeared first on الشروق أونلاين.

مارس 26, 2025 - 00:03
 0
آثِرِ الله في كلّ موقف

ذُكر في السير أنّ عمر بن هبيرة والي العراق على زمن يزيد بن معاوية، استدعى الإمامين الحسن البصري وعامر بن شراحبيل الشعبي، ليسألهما عما يبعثه إليه يزيد بن معاوية من أوامر تتضمّن ظلما وحيدة عن الحقّ، هل ينفذها أم يتجاهلها؟ بدأ بسؤال الشعبي في هذا الموقف أولا، فقال كلاما يرضي الوالي والخليفة، والحسن البصري ساكت، فلما انتهى الشعبي من كلامه التفت عمر بن هبيرة إلى الحسن وقال: وما تقول أنت يا أبا سعيد، فوعظه الحسن البصري موعظة قوية أمره فيها بالمعروف ونهاه فيها عن المنكر، ولم يداهن أو يواري.

كان ممّا قاله الحسن البصري لابن هبيرة: “يا ابن هبيرة، خَفْ الله في يزيد، ولا تخف يزيد في الله، واعلم أنّ الله -عز وجل- يمنعك من يزيد وأنّ يزيد لا يمنعك من الله، يا ابن هبيرة، إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك حيث لا تجد هناك يزيد، وإنما تجد عملك، يا ابن هبيرة إنك إن تك مع الله –تعالى- وفي طاعته يكفك بائقة يزيد في الدنيا والآخرة، وإن تك مع يزيد في معصيته، فإن الله يكلك إلى يزيد، واعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة لمخلوق كائنا من كان في معصية الخالق -عز وجل-“، فبكى عمر بن هبيرة حتى بلت دموعه لحيته، وأكرم الحسن البصري إكراما شديدا، ولم يلتفت إلى الشعبي، فلما خرج الحسن والشعبي وذهبا إلى المسجد، واجتمع الناس ليعرفوا خبرهما، التفت الشعبي إلى الناس بعد أن تعلم درسا مزلزلا وقال: “يا أيها الناس، من استطاع منكم أن يؤثر الله -عز وجل- على خلقه في كل مقام فليفعل، فوالذي نفسي بيده ما قال الحسن لابن هبيرة قولاً  أجهله، ولكن أردت فيما قلت وجه ابن هبيرة، وأراد الحسن فيما قال وجه الله”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post آثِرِ الله في كلّ موقف appeared first on الشروق أونلاين.