الجزائر-الصومال: رغبة متبادلة في إعطاء ديناميكية جديدة للعلاقات الأخوية
أكدت الجزائر والصومال رغبتهما المتبادلة في إعطاء ديناميكية جديدة للعلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين وتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات. وفي بيان مشترك بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها الى الجزائر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية الصومال الفدرالية, السيد عبد السلام عبدي علي, بدعوة من وزير الدولة, وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون …
أكدت الجزائر والصومال رغبتهما المتبادلة في إعطاء ديناميكية جديدة للعلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين وتعزيزها
وتطويرها في مختلف المجالات.
وفي بيان مشترك بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها الى الجزائر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية الصومال الفدرالية, السيد عبد السلام عبدي علي, بدعوة من وزير الدولة, وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية للجمهورية, السيد أحمد عطاف, خلال الفترة من 9 إلى 11 أغسطس الجاري, أكد البلدان أن هذه الزيارة تجسد الرغبة المتبادلة للطرفين في إعطاء ديناميكية جديدة للعلاقات الأخوية التي تجمع البلدين, كما تأتي “تنفيذا لمضامين الرسالة الخطية التي وجهها الرئيس حسن الشيخ محمود إلى أخيه السيد الرئيس عبد المجيد تبون, ونقلها المستشار والمبعوث الخاص للرئيس الصومالي, خلال زيارته إلى الجزائر يوم 21 نوفمبر 2024”.
وخلال هذه الزيارة, حظي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي باستقبال من قبل الوزير الأول, السيد النذير العرباوي, وسلمه رسالة خطية موجهة إلى رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, من أخيه الرئيس حسن الشيخ محمود, رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية.
وقد عقد السيد أحمد عطاف والسيد عبد السلام عبدي علي جلسة مباحثات, استعرضا فيها واقع العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات, كما تبادلا الآراء حول أبرز القضايا العربية والإفريقية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك.
وبخصوص العلاقات الثنائية, اتفق الوزيران على إنشاء لجنة وزارية مشتركة تعنى بملفات التعاون والشراكة وآلية للتشاور السياسي بين البلدين, على أن تعقدا اجتماعاتهما الأولى في أقرب الآجال الممكنة بالإضافة إلى تكوين الدبلوماسيين.
وفي هذا الشأن, وقع الطرفان على مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة وزارية مشتركة بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية الصومال الفيدرالية, مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة تشاور سياسي بين وزارة الشؤون الخارجية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية الصومال الفيدرالية ومذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ومعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية الصومال الفيدرالية.
كما بحث الجانبان التعاون بين البلدين الشقيقين في ميدان التعليم بما يسهم في تعزيز أواصر الصداقة بما في ذلك التشاور والتنسيق في المنتديات والمؤسسات الدولية والإقليمية ذات الصلة بالثقافة والتعليم.
وبهذا الخصوص, أكد الجانبان رفع عدد المنح الجامعية المخصصة لفائدة الطلبة الصوماليين من 15 إلى 50 منحة سنويا في مختلف الأطوار والتخصصات التي يرغب فيها الجانب الصومالي وكذا توفير تكوينات متخصصة ونوعية لفائدة الخبراء الصوماليين, خاصة في مجال المحروقات والصحة.
وفي ذات السياق, تناول الطرفان تعزيز الإرث الثقافي المشترك بين البلدين وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجالات التعليم التطبيقي والتقني وتوثيق الصلة والتبادل المعرفي بين المؤسسات التعليمية بين البلدين.
وعلى الصعيد السياسي, أعرب الطرفان عن عمق ومتانة العلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين, وأشادا بمستوى التشاور والتنسيق السياسي القائم على مختلف المستويات حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك, كما أعرب الطرفان عن تطلعهما لدفع هذه العلاقات قدما خلال المرحلة المقبلة بما يحقق آمال وتطلعات شعبي البلدين.
وفي هذا الصدد, أكد الجانب الجزائري دعمه الثابت والقوي لسيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه ورفض جميع أشكال التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية, مجددا مساندته للصومال في مواجهة آفة الإرهاب الهدامة للحفاظ على أمنه واستقراره.
كما تم التأكيد على مواصلة تنسيق المواقف في المحافل الدولية لمواجهة التحديات التي تواجه البلدين ولعب دور إيجابي لحل أزمات المنطقة ووقف التدخلات الأجنبية فيها.
وقد أكد البلدان حرصهما على تبادل دعم الترشيحات في المحافل الدولية والإقليمية.
وفي هذا الشأن, جدد الجانب الصومالي تهانيه للجانب الجزائري بمناسبة ظفر السفيرة سلمى مليكة حدادي بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وكذا انتخاب الجزائر عضوا في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي للفترة 2025-2028 والذي تتولى رئاسته الدورية خلال شهر أوت 2025.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والقارية والدولية الراهنة, اتفق الطرفان على تكثيف التشاور وتعزيز التنسيق بين البلدين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة, خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي تخص العالم العربي والقارة الإفريقية, بصفتهما عضوين غير دائمين في هذه الهيئة الأممية يمثلان المجموعتين العربية والإفريقية.
وبخصوص القضية الفلسطينية, اتفق الطرفان على إدانة وشجب حرب الإبادة البشعة التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 والتي خلفت أكثر من 60 ألف شهيد وما يربو عن 100 ألف جريح, ناهيك عن الدمار الهائل في المنشآت والمباني, الى جانب دعم حق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابل للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف, كما تنص عليه القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.
كما اتفقا ايضا على العمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق العضوية الكاملة لدولة فلسطين في هيئة الأمم المتحدة ورفض كل محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم في غزة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من دولة فلسطين وكذا رفض أي تواجد أو حضور للكيان الصهيوني في مؤسسات واجتماعات الاتحاد الإفريقي تحت أي صفة كانت.
وبشأن الأزمة في السودان, تم التأكيد على وحدة هذا البلد الشقيق وأهمية استعادة أمنه واستقراره والدعوة إلى تغليب لغة الحوار وإعلاء المصلحة العليا للبلاد وللشعب السوداني ورفض التدخلات الخارجية فيه.
وفيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية, اتفق الجانبان على دعم مساعي الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي السيد ستافان دي ميستورا الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة ونهائية لقضية الصحراء الغربية تقوم على احترام إرادة شعب الصحراء الغربية, وذلك بما يتماشى مع القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفيما يخص ليبيا, تم التأكيد على أن حل الأزمة في هذا البلد ينبغي أن يمر عبر مسار سياسي ليبي- ليبي جامع يهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية والمحافظة على السلامة الترابية لهذا البلد الشقيق وصون سيادته ووضع حد للتدخلات الأجنبية في شؤونه, وذلك من خلال تنظيم انتخابات حرة ونزيهة تفضي إلى بناء مؤسسات شرعية موحدة.
وفي ختام الزيارة, شكر وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية, السيد أحمد عطاف, نظيره الصومالي على تلبية الدعوة للقيام بزيارة إلى الجزائر.
كما أعرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي, السيد عبد السلام عبدي علي, عن تقديره وعرفانه لنظيره الجزائري على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.