الحاج حميطوش.. الملياردير الذي بدأ حياته بـ50 دينارا

رحل السبت، رجل يعد منارة نجاح وفخر بمواقفه الإنسانية النبيلة وأعماله الخيرية التي لا تحصى ولا تُعد، إذ قالت إبتسام حملاوي، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، في رسالة تعزية “إن الفقيد كان من أهم المانحين والداعمين لجهود الهلال الأحمر الجزائري ولم يتوان يوما عن تقديم يد العون في كل نداء إنساني”. ولم يتخرج الحاج لونيس حميطوش، […] The post الحاج حميطوش.. الملياردير الذي بدأ حياته بـ50 دينارا appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 20, 2025 - 16:37
 0
الحاج حميطوش.. الملياردير الذي بدأ حياته بـ50 دينارا

رحل السبت، رجل يعد منارة نجاح وفخر بمواقفه الإنسانية النبيلة وأعماله الخيرية التي لا تحصى ولا تُعد، إذ قالت إبتسام حملاوي، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، في رسالة تعزية “إن الفقيد كان من أهم المانحين والداعمين لجهود الهلال الأحمر الجزائري ولم يتوان يوما عن تقديم يد العون في كل نداء إنساني”.
ولم يتخرج الحاج لونيس حميطوش، من مدرسة عليا للمناجمنت، ورغم ذلك فقد تمكن من إنشاء إحدى أكبر الشركات في الجزائر، المتخصصة في المنتجات الغذائية، بل وكان أحد عمالقة الصناعة الوطنية. ويبدو أن قصة نجاح الحاج حميطوش، في عالم الأعمال، قد تكون بمثابة درس يستلهم منه طلبة الاختصاص تجارب هذا الإنسان الذي علمته الحياة أسمى درجات الطيبة والتواضع، بل وعلمته أيضا خطوات الصمود وضمان البقاء ضمن عالم المنافسة.

من هنا بدأت الرحلة!
ولد لونيس حميطوش في 3 ديسمبر 1946 بقرية شلاطة بأعالي حوض الصومام في بجاية، وفي سنة 1954 اضطر ذلك الطفل لمغادرة مقاعد الدراسة، بعد اندلاع الثورة التحريرية، وعند الاستقلال كان الوقت قد فاته للعودة إلى التعليم، كما اضطر الصغير لونيس للجوء إلى عالم التجارة لإطعام أسرته، وهو العالم الذي علمه كيفية التفاوض وإبرام الصفقات، كما علمته الحياة أنه بالإمكان النجاح حتى من دون مال وأن لـ”الكلمة” دورا أساسيا في هذه المعادلة.
وبدأت قصة نجاح الحاج حميطوش من الصفر، في قصة نادرا ما نسمع بمثلها، حيث قرر الشاب حميطوش، سنة 1969، مغادرة قريته متوجها إلى الجزائر العاصمة وليس في جيبه سوى 50 دينارا، وفي طريقه نحو المجهول تقابل حميطوش مع أحد معارفه، الذي عرض عليه العمل كسائق شاحنة لنقل البضائع، وهو العمل الذي حافظ عليه لفترة خمس سنوات وذلك قبل أن يقرر حميطوش سنة 1974 شراء شاحنة رفقة شريك له، ومن هنا بدأ حميطوش رحلة تسلق الجبال واجتياز الفيافي ليلا ونهارا، قاطعا طرقات الوطن غربا وجنوبا وشرقا وشمالا، إلى أن تمكن من اكتساب أربع شاحنات.
لكن حميطوش كان يبحث دائما عن الاستقرار والاقتراب من بيته العائلي، فقام هذا الأخير بإنشاء ورشة للنسيج، كانت مزدهرة في بدايتها، لكن وبعد انفتاح السوق الوطنية على المنتجات الأجنبية، خاصة الصينية منها، فقد اضطر حميطوش لغلق ورشته، وذلك قبل أن يقوم بتغيير نشاطه من خلال الاستثمار في الصناعة الغذائية، وهي فكرة ابن أخيه، ليشرع لونيس “المدمن على العمل” بتجسيد المشروع، وذلك رغم العراقيل، حيث كانت هذه الشعبة أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، لا تزال في بدايتها بالنسبة للقطاع الخاص، أضف إلى ذلك غياب التجربة في المجال وكذا اليد العاملة المؤهلة، كما اضطر حميطوش لنقل مصنعه من أعالي الصومام إلى منطقة أقبو بالنظر إلى صعوبات المسالك الجبلية على الشاحنات، كما تعلم حميطوش، من أعوان الرقابة، كيفية احترام المعايير.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post الحاج حميطوش.. الملياردير الذي بدأ حياته بـ50 دينارا appeared first on الشروق أونلاين.