الصهاينة يقرعون طبول الحرب والعرب يصدرون البيان

أ د. عمار طالبي/ إن القمة العربية الأخيرة لم يكن لها أي أثر، لم يهتم بها لا الرئيس الأمريكي، ولا الصهاينة، فهي لم تستعمل أي ورقة من الورقات القوية التي لديها، وهي عديدة، وما يزال الصهاينة يهددون بالحرب، وأغلقوا المعابر، ولم يسمحوا بدخول المساعدات الإنسانية، ولا قصدوا بذلك إلا إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، وفي …

مارس 10, 2025 - 15:53
 0
الصهاينة يقرعون طبول الحرب والعرب يصدرون البيان

أ د. عمار طالبي/

إن القمة العربية الأخيرة لم يكن لها أي أثر، لم يهتم بها لا الرئيس الأمريكي، ولا الصهاينة، فهي لم تستعمل أي ورقة من الورقات القوية التي لديها، وهي عديدة، وما يزال الصهاينة يهددون بالحرب، وأغلقوا المعابر، ولم يسمحوا بدخول المساعدات الإنسانية، ولا قصدوا بذلك إلا إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، وفي الضفة الغربية، وفي سوريا وفي لبنان، فلم يأخذ الصهاينة بالتزام أي اتفاق، ولا ميثاق، واستمروا على هدم المنازل، وقتل الشباب، واعتقالهم للشباب ونهب الأرض، ومنع الفلاحين من دخول مزارعهم لاستغلالها ولا للعمل بها.
وما يزالون يتحدثون عن تغيير الشرق الأوسط، فهل ينتظر العرب أن يهاجم جيش الصهاينة أراضيهم في المدينة المنورة، ومكة، وصحراء سيناء، والأردن؟ وهل مصر مطمئنة آمنة من غدر عدوها، وكيده؟ إذ نرى أنها لا تحترم سيادة مصر في حدودها مع غزة، وفشلت مصر في أقل شيء وهو دخول المساعدات الإنسانية من معبر رفح.
فأنت ترى فشل المجتمع الدولي فشلا ذريعا أمام مكائد الصهاينة وجرائمهم المحسوسة المشاهدة يوميا يكتفون بالنداء والبيانات التي لا مضمون لها ولا واقعية.
تكدست المساعدات وعرباتها في العريش وأمام معبر رفح، فأين احترام هؤلاء الصهاينة لسيادة مصر وعلاقاتها بها، حتى ظن بعض الناس أن النظام المصري متواطئ معهم.
أما الاتحاد الأوربي، فهو مزدوج في معاملته، فهو يجند الأموال والأسلحة لأوكرانيا، أما غزة التي تُباد وتدمّر أمامهم فأمر آخر يكتفي فيه بالكلام الذي لا يجدي نفعا ولا أثر له.
أما ترمب، فهو لا يدرك إلا الصفقات والمواقف التي تؤيد الصهاينة الغلاة المتطرفين الذين لا يعرفون إلا التهديد بالحرب والتهجير القسري، والإبادة، ولكن العرب لم يدركوا بعد مقاصد الصهاينة، فمتى ينتبهون إلى الخطر الذي لا تخفى معالمه والاستعداد له؟ ولم يدرك العرب أن الأمريكان هم أكبر القتلة بأسلحتهم وأموالهم وشركاتهم الالكترونية، إنها حرب الكترونية تقودها شركات الكترونية بالذكاء الاصطناعي وغيره من وسائل تقنية، فهذا الموقف العربي والإسلامي إذا دام على هذا النمط في البيانات، وعقد الاجتماعات اللطيفة مع العدو اللدود الذي لا يعترف لا ببيان ولا بتنازل، فالموقف يتطلب الرجولة والشرف والكرامة.
أما الرئيس الأمريكي، فقد أخذ الأموال العربية المتدفقة للاستثمار في الولايات المتحدة بمبالغ كبيرة، وما يزال يطالب من أجل الدفاع عن بعض الدول العربية، فقد أخذ الأموال ولم يدافع، بل أيد عدو العرب جهرة وصراحة، فأين الصراحة العربية، إنك أخذت أموالنا وأصبحت تؤيد عدونا، وتخذلنا.
من الواضح أن مصالح أمريكا مع العرب أعظم وأجدى من الصهاينة الذين أصبحوا عالة على الولايات المتحدة، وعبئا كبيرا على اقتصادها، ولكن ترمب لم يلتفت لذلك كما التفت إلى أوكرانيا، فقطع عنها تلك المساعدات المالية والأسلحة.
احذروا أيها العرب من المواقف الهزيلة مثل الهدنة التي عقدها العرب سنة 1948، فهل نأخذ الدرس اليوم؟