الفرصة الأخيرة!

المتتبع للقاء رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع ممثلي الصحافة الوطنية، يكتشف ثقافة رجل الدولة الذي لا تتحكم في قراراته المتغيرات اللحظية أو الظروف المؤقتة. فرغم كل وسائل التصعيد التي مارسها اليمين الفرنسي المتطرف لدفع العلاقات الجزائرية-الفرنسية إلى نقطة اللاعودة، لم يقع رئيس الجمهورية في فخ “بعض” فرنسا، بل مد يده إلى رئيسها، إيمانويل ماكرون، …

مارس 25, 2025 - 01:25
 0
الفرصة الأخيرة!

المتتبع للقاء رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع ممثلي الصحافة الوطنية، يكتشف ثقافة رجل الدولة الذي لا تتحكم في قراراته المتغيرات اللحظية أو الظروف المؤقتة. فرغم كل وسائل التصعيد التي مارسها اليمين الفرنسي المتطرف لدفع العلاقات الجزائرية-الفرنسية إلى نقطة اللاعودة، لم يقع رئيس الجمهورية في فخ “بعض” فرنسا، بل مد يده إلى رئيسها، إيمانويل ماكرون، فيما يشبه الفرصة الأخيرة، بعدما أوضح أن حل أزمة العلاقات بين البلدين بيد الرئيس الفرنسي.
رئيس الجمهورية، ومن خلال هذا الموقف، مد يده لماكرون لينتشله وينتشل فرنسا الدولة، من تلاعب اليمين واللوبيات التي تسعى إلى الدفع بالعلاقات بين البلدين نحو القطيعة. وما لم يدرك إيمانويل ماكرون ثقافة الدولة لدى رئيس الجمهورية، فإنه لن يتمكن من إنقاذ فرنسا، ولا حتى نفسه، من مصيدة اليمين الفرنسي.
بعبارة أدق، فإن ما قاله رئيس الجمهورية في حق ماكرون يحمل رسالة واحدة: الجزائر تسعى إلى وقف الاحتقان، لكن لصبرها حدود. وهذا ما يجب أن يستوعبه الرئيس الفرنسي قبل أن يقع الفأس في الرأس. فقد قال له رئيس الجمهورية بين طيات الحوار ودون تصريح للرئيس الفرنسي: “نظّف بيتك، فهذه فرصتك الأخيرة”.