”القِبْلَة” الإفريقية!
لم يعد هناك شك في أن الرهانات اليوم، مع ما يجري من تحولات إقليمية ودولية، قد تجاوزت كل التحالفات والانتماءات والتكتلات السابقة. لذلك، فإن التوجه الإفريقي لم يعد مجرد خيار، بل أصبح ضرورة أملتها اللعبة الدولية الجديدة، بكل فواعلها التي تحركها المخابر المعولمة. ومن ثم، فإن خيار الجزائر كدولة إفريقية محورية للرهان على إفريقيا كقبلة …

لم يعد هناك شك في أن الرهانات اليوم، مع ما يجري من تحولات إقليمية ودولية، قد تجاوزت كل التحالفات والانتماءات والتكتلات السابقة. لذلك، فإن التوجه الإفريقي لم يعد مجرد خيار، بل أصبح ضرورة أملتها اللعبة الدولية الجديدة، بكل فواعلها التي تحركها المخابر المعولمة. ومن ثم، فإن خيار الجزائر كدولة إفريقية محورية للرهان على إفريقيا كقبلة سياسية واقتصادية لم يأتِ صدفة، بل استنادًا إلى حقيقة مفادها أنه ليس أمام الأفارقة سوى التوحد والتحكم في مصيرهم.
رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وخلال افتتاح الدورة الـ 34 العادية لمنتدى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المنعقدة في إثيوبيا، كان واضحًا كل الوضوح في إعطاء البعد الإفريقي للوحدة ورهانات المصير المشترك. فقد اختار المرافعة لصالح الجانب الاقتصادي باعتباره وجهًا ضروريًا للخروج من قيود التبعية والهيمنة، وهو الأمر الذي شدد عليه الرئيس في خطابه، حيث أكد بوضوح أنه ليس هناك من خيار أمام إفريقيا سوى صناعة اقتصادها المستقل.
أما البعد السياسي للدورة الـ 34 لمنتدى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، فقد برز في انعقادها ضمن سياق دولي متأزم، حيث ألقت تطورات الشرق الأوسط بظلالها على الأشغال العادية للدورة، لا سيما في ظل التحولات المحورية التي يشهدها العالم. وفي هذا الإطار، كان الدور الجزائري في القمة الإفريقية واضحًا، إذ شدد الرئيس على أن الوحدة الاقتصادية، إلى جانب بلورة رؤية سياسية مشتركة بين الدول الإفريقية، أصبحتا ضرورة قصوى للخروج من لعبة الأطماع الاستعمارية التي تحيط بالقارة السمراء من مختلف الأطراف.
ويبقى السؤال العالق: هل ستدرك الحكومات الإفريقية رسائل رئيس الجمهورية، بأن لا بديل عن التكتل للدفاع عن مصالح الشعوب الإفريقية؟!