المتطوعون سر نجاح مطاعم الرحمة
تعد مطاعم الرحمة التي تم فتحها لإفطار عابري السبيل والمحتاجين خلال شهر رمضان المعظم بولاية عين تموشنت، نموذجا يجسد صور التضامن والتكافل الاجتماعي طيلة أيام شهر الصيام، فعديد المحسنين والجمعيات الخيرية بادروا لفتح المطاعم لاستقبال العائلات المعوزة وعابري السبيل وتسهر هذه الجمعيات على ضمان سير تلك العمليات التضامنية الحميدة بغية إدخال الفرحة على قلوب المحرومين […] The post المتطوعون سر نجاح مطاعم الرحمة appeared first on الشروق أونلاين.


تعد مطاعم الرحمة التي تم فتحها لإفطار عابري السبيل والمحتاجين خلال شهر رمضان المعظم بولاية عين تموشنت، نموذجا يجسد صور التضامن والتكافل الاجتماعي طيلة أيام شهر الصيام، فعديد المحسنين والجمعيات الخيرية بادروا لفتح المطاعم لاستقبال العائلات المعوزة وعابري السبيل وتسهر هذه الجمعيات على ضمان سير تلك العمليات التضامنية الحميدة بغية إدخال الفرحة على قلوب المحرومين والفقراء وتعويض حرمانهم من “اللّمة” العائلية والدفء الأسري.
جريدة “الشروق” زارت بعض المطاعم بالولاية، للوقوف على سير هذه المطاعم، أين كانت وجهتنا الأولى بالمطعم المتواجد بقرية أوراس المائدة، وبالضبط بمحطة الخدمات المتواجدة بذات القرية، والتابع للهلال الأحمر الجزائري، والذي يشرف عليه السيد تشوار جمال، حيث أكد أن العمل التطوعي فتح آفاقا واسعة لترسيخ قيم التكافل الاجتماعي وخدمة المحتاجين خلال هذا الشهر الفضيل، وهذا بفضل توحيد جهود المتطوعين كل حسب استطاعته، سواء بالمال أو بالتموين أو بالعمل الميداني، وأضاف المتحدث أن المطعم يحضر قرابة 80 وجبة لعابري السبيل والعائلات والأشخاص من دون مأوى ممن يقصدون المطعم يوميا، كما يتم توزيع وجبات إفطار على السائقين وعابري السبيل، أحيانا تكون عائلات بأكملها تعطل سيرها أو داهمها وقت الإفطار، لذلك تمنح لهم وجبات لكي لا يسرعوا في السياقة ويتسببوا في حوادث مرورية.
وجهتنا الثانية، كانت إلى مطعم آخر المتواجد ببلدية حمام بوحجر، أين صرح الطباخ مسعودي نور الدين وهو واحد من المتطوعين بالمطعم منذ طبعته الأولى سنة 2014، وأحد عناصره البارزة، أن هذا المطعم يعمل مثل خلية النحل كل واحد له مهام يقوم بها، أين يتقاسم الطباخون ومساعدوهم الأدوار، بالإضافة إلى أعضاء توكل لهم مهام إعداد الطاولات واستقبال الضيوف، ويحرمهم هذا العمل الخيري من الاجتماع مع ذويهم على مائدة الإفطار، وأضاف مسعودي أن هذا المكان يعتبر منقذا لتجاوز المصاعب المالية للعائلات ذات الدخل المحدود، خلال الشهر الفضيل، كما أن ارتياد المطعم لا يقتصر على المحتاجين وفقط بل حتى على عابري السبيل من مستعملي الطريق وأجانب من مختلف الجنسيات.
أما السيد «ب. العربي» فقال إنه تم اعتماد عدة مقاييس في الترخيص لهم لفتح مطاعم إفطار الصائم، بما فيها ملائمة المحل لاستغلاله كمطعم، ظروف تخزين المواد الغذائية والسلع الحساسة في الثلاجات والمبردات، وغيرها من الشروط الأخرى التي كانت محل معاينة ميدانية من قبل اللجنة الولائية المكلف بهذا الملف، كما أن تموين احتياجات المطعم من خضر ولحوم وغيرها يكون على عاتق المحسنين، وقد يستقبل المطعم يوميا تقريبا 210 شخص، ويختلف سبب تواجدهم، فهناك عمال قادمون من ولايات مجاورة لم تمكنهم ظروف العمل من الالتحاق بأسرهم، وكذا بعض الحالات الاستثنائية أجبرت البعض على الاستعانة بما تقدمه هذه المطاعم.
وأكد الشباب المتطوع الذين أوكلت لهم مهام إعداد الطاولات واستقبال الضيوف، أنهم يشعرون بفرحة غامرة، فهم يكرسون وقتهم وجهدهم في خدمة الفقراء في شهر الصيام الذي يعتبرونه شهرا للرحمة والتكافل، ويشكل هذا النشاط حسبهم فضاء طيبا لاكتساب المودة والمحبة من أناس لا يعرفونهم، ويسعدون بملاقاتهم كل مساء على تلك الموائد طيلة هذه المدة.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post المتطوعون سر نجاح مطاعم الرحمة appeared first on الشروق أونلاين.