برونو روتايو الخاسر الأكبر من عودة التقارب بين الجزائر وفرنسا
احتدم النقاش في فرنسا بعد زيارة وزير الخارجية، جون نويل بارو، إلى الجزائر بشأن مدى نجاح خطة “القبضة الحديدية”، التي انتهجها وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، والتي وضعها كما هو معلوم، شرطا من أجل استمراره في حكومة فرانسوا بايرو، الهشة. وبعدما تحول روتايو خلال الأسابيع الماضية إلى نجم في الإعلام الفرنسي، وهو يهاجم الجزائر في […] The post برونو روتايو الخاسر الأكبر من عودة التقارب بين الجزائر وفرنسا appeared first on الشروق أونلاين.


احتدم النقاش في فرنسا بعد زيارة وزير الخارجية، جون نويل بارو، إلى الجزائر بشأن مدى نجاح خطة “القبضة الحديدية”، التي انتهجها وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، والتي وضعها كما هو معلوم، شرطا من أجل استمراره في حكومة فرانسوا بايرو، الهشة.
وبعدما تحول روتايو خلال الأسابيع الماضية إلى نجم في الإعلام الفرنسي، وهو يهاجم الجزائر في اليوم أكثر من مرة بعبارات مستفزة وعدوانية، بات السياسيون والإعلاميون في فرنسا يتساءلون حول مدى نجاعة أسلوب روتايو في إدارة الأزمة مع الجزائر، وذلك انطلاقا من النتائج التي خلصت إليها تلك السياسة.
أبرز تعليق سياسي على طريقة إدارة هذه الأزمة من قبل وزير الداخلية الفرنسي، جاء على لسان غريم برونو روتايو ومنافسه على رئاسة حزب “الجمهوريون” اليميني، لوران فوكيي، على بعد نحو شهر من الآن، والذي اتهمه بـ”الاستسلام” للجزائر، على حد توصيفه.
وقال فوكيي في تصريحات بهذا الخصوص ولكن من دون أن يسمي غريمه: “لقد استمتعنا لعدة أسابيع بالتظاهر بأننا سنقيم عرضا للقوة مع الجزائر. لقد أذلتنا الجزائر. نحن نقرر الاستسلام”، في إشارة إلى روتايو الذي زعم أن باستطاعته حسم الأزمة مع الجزائر بالكيفية التي كان يريدها، أي سياسة القبضة الحديدية.
وعلقت في هذا صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية قائلة: “لن يتوجه برونو روتايو بل رئيس الدبلوماسية الفرنسية جان نويل بارو إلى الجزائر من أجل “إعطاء دفعة سريعة” للعلاقات الثنائية بعد أشهر من الأزمة”، وسخرت من روتايو مرة أخرى: “ومن المقرر أيضًا أن يقوم وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان بزيارة إلى الجزائر قريبًا لإعادة إطلاق التعاون القضائي. ولكن ليس برونو ريتيلو، الذي اضطر ليقول مرة أخرى على قناة فرانس 2: “أنا لا زلت حاضرا في الملف (الأزمة مع الجزائر)”.
وكان وزير الداخلية الفرنسي قد توعد بالاستقالة في حال لم يتم تبني خيار القبضة الحديدية مع الجزائر، وهو التصريح الذي أعقب لقاءه بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والذي شهد سحب ملف الأزمة من روتايو ووضعه بين أيدي قصري الإيليزي (الرئاسة الفرنسية)، والكيدورسي (وزارة الخارجية)، غير أن الملف سحب منه ولم يستقل، الأمر الذي جعل الكثير من الفرنسيين يشككون في مصداقية كلامه.
ويجزم مصدر في حزب برونو روتايو (الجمهوريون)، أن فرنسا لم تجن شيئا من سياسة القبضة الحديدية التي حاول وزير الداخلية الفرنسي فرضها: “لدينا شعور باستئناف العلاقات دون أي نتائج”، في الوقت الذي تعرضت له المصالح الفرنسي في الجزائر لانتكاسة.
وفي رد ضمني على الاتهامات الموجهة إليه، من قبيل تورطه في رفع منسوب توتر العلاقات مع الجزائر، والتسبب في تعقيد قضية الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، المدان بخمس سنوات سجنا نافذا، قال روتايو بلغة أكثر تواضعا، إن “كل شخص لعب دورا في مكانه”، ولكنه يزعم خلف الكواليس، يدعي نجاح طريقته.
ويعتبر روتايو الخاسر الأكبر من عودة التقارب بين الجزائر وفرنسا، فقد ضيع الكثير من مصداقيته باستمراره في منصبه رغم حرمانه من المشاركة في معالجة ملف الأزمة، بل إنه بات أكثر الوزراء في حكومة فرانسوا بايرو تعرضا للانتقاد، وآخرها صدر عن وزير الخارجية، جون نويل بارو، الثلاثاء المنصرم أمام الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان)، حيث وصف خرجات وزير الداخلية المتكررة بأنها تصريحات غير مقبولة ولا تطاق، مؤكدا بأنه “ما كان شيء ممكنًا لولا خبرة الدبلوماسيين الفرنسيين”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post برونو روتايو الخاسر الأكبر من عودة التقارب بين الجزائر وفرنسا appeared first on الشروق أونلاين.