تراجع الضخ السياسي والإعلامي يؤشر لمرحلة جديدة

يطبع تعاطي الإعلام الفرنسي مع الأزمة السياسية والدبلوماسية مع الجزائر منذ أسابيع عديدة، تغيرا لافتا ميزه خفض الضخ إلى مستويات غير مسبوقة حتى عندما كانت العلاقات تسير بشكل عادي، وهو التطور الذي خلف جملة من التساؤلات لدى المراقبين حول هذا المعطى. وتزامن هذا الصمت الإعلامي، مع صمت سياسي أيضا، فشخص مثل وزير الداخلية الفرنسي، برونو […] The post تراجع الضخ السياسي والإعلامي يؤشر لمرحلة جديدة appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 24, 2025 - 20:49
 0
تراجع الضخ السياسي والإعلامي يؤشر لمرحلة جديدة

يطبع تعاطي الإعلام الفرنسي مع الأزمة السياسية والدبلوماسية مع الجزائر منذ أسابيع عديدة، تغيرا لافتا ميزه خفض الضخ إلى مستويات غير مسبوقة حتى عندما كانت العلاقات تسير بشكل عادي، وهو التطور الذي خلف جملة من التساؤلات لدى المراقبين حول هذا المعطى.
وتزامن هذا الصمت الإعلامي، مع صمت سياسي أيضا، فشخص مثل وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، وبعدما كانت الجزائر على لسانه في الصباح والمساء، أصبح يجري الحوارات الطويلة ولكنه لا يتطرق إطلاقا إلى الجزائر، كما حصل في الحوار الأخير الذي خص به قناة “آل سي إي”، فضلا عن غيره من الوزراء الآخرين، على غرار وزير الخارجية، جون نويل بارو، باعتباره المسؤول عن هذا الملف، بتوجيه من رئيسه إيمانويل ماكرون.
يقول مختص دبلوماسي جزائري تواصلت معه “الشروق”، بخصوص هذه القضية: “لا دخان بلا نار”، معلقا على اختفاء الضجيج السياسي والإعلامي الفرنسيين تجاه الجزائر، بعدما كان في أعلى مستوياته قبل نحو شهرين من الآن، وهو مؤشر على أن هناك شيئا يحدث بعيدا عن الأنظار، أما الصمت السياسي والإعلامي، يقول المحلل ذاته، فهدفه هو تفادي تسميم الأجواء بالتصريحات المستفزة، كما حصل في وقت سابق.
ويعتبر السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر، كزافيي دريانكور، الأكثر تضررا من التوجهات الجديدة للمستعمرة السابقة، فقد كان هذا الدبلوماسي المتقاعد حاضرا في القنوات التلفزيونية والصحف والمواقع الإلكترونية بشكل شبه يومي، وتحول إلى العارف دون سواه بكل صغيرة وكبيرة عن العلاقات الثنائية، بل ومنظرا لليمين المتطرف في كيفية الإساءة إلى الجزائر وضرب مصالحها الحيوية في فرنسا واستهداف جاليتها هناك.
وبرأي الخبير الدبلوماسي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، فإن المعادلة بسيطة، طرفها الأول انخفاض وتيرة الضخ السياسي والإعلامي في فرنسا تجاه الجزائر، أما الطرف الثاني فهو بداية مد جسور التواصل بين البلدين، وإن اقتصر في البداية على بعض الشخصيات الاقتصادية، في صورة رودولف سعادة، مالك كبرى شركات الشحن البحري الفرنسية CMA CGM، الذي زار الجزائر مؤخرا، واستقبل من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، وتبع ذلك مشاركة بعض المؤسسات الفرنسية في معرض بالجزائر بعد ذلك.
وقال المتحدث: “لما نقف على زيارة المتعاملين الاقتصاديين الفرنسيين إلى الجزائر، ونرصد توقيع صفقات (حصول توتال إنرجي الأسبوع المنصرم على صفقة لشركة سوناطراك)، فهذا يعتبر مؤشرا يمكن قراءته في غياب أي معلومات رسمية، على وجود توجهات إيجابية من أعلى المستويات، بضرورة طي صفحة الخلاف”، التي تقترب من إسدال الستار على عامها الأول.
وأضاف المختص الدبلوماسي: “ما نراه في مشهد العلاقات الثنائية، ليس إعلانا سياسيا، ولكن بالمقابل، هناك زيارات للشخصيات ذات طابع اقتصادي، وربما في القريب العاجل سنقف على تبادل زيارات ووفود لشخصيات سياسية، وهذا سيكون نتيجة حتمية للمرونة السياسية التي أبداها الجانبان في الآونة الأخيرة، وربما هذه هي القراءة الإيجابية للإشارات الملتقطة من هنا وهناك”.
وإذا كان جنوح السياسيين والإعلاميين في فرنسا إلى التهدئة، ساهم بشكل لافت في تخفيف حدة التوتر بين البلدين، إلا أن هذا المعطى كشف أيضا بما لا يدع مجالا للشك، بأن حرية الإعلام في فرنسا، التي لطالما برر بها الفرنسيون استفزازاتهم للجزائر، بحرية التعبير لم تكن سوى شعار تبين زيفه.
فمن غير المعقول أن يكون قرار إحدى الصحف الفرنسية ذات التوجهات اليمينية بخفض عدد مقالاتها المتعلقة بالجزائر إلى مستوى الصفر منذ أسابيع، وهي التي كانت تستهدف الجزائر بعشرات المقالات في اليوم الواحد، من غير المعقول أن يكون قرارها سيدا أو صحوة ضمير في لحظة، بقدر ما كانت تتلقى التوجيهات من جهة ما في الدولة الفرنسية، وهي الحقيقة التي لا يمكن أن ينكرها مسؤولو الصحيفة ذاتها، وهي مقاربة تقود إلى القول بأن حرية التعبير في فرنسا وفي غيرها من الدول الغربية، ما هي إلا رافعة توظفها الإرادة السياسية لتحقيق أهداف سياسية وجيوسياسية.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post تراجع الضخ السياسي والإعلامي يؤشر لمرحلة جديدة appeared first on الشروق أونلاين.