حكومة بايرو في مأزق جديد بسبب إصلاح التقاعد

تواجه حكومة رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، أزمة جديدة تهدد استقرارها، بعد تعثر مفاوضاتها مع النقابات حول إصلاح نظام التقاعد، في وقت تعيش فيه فرنسا وضعًا سياسيًا واقتصاديًا هشًا.

ورغم نجاح حكومته في تجاوز تصويت حجب الثقة سابقًا، إلا أن ملف التقاعد يضع بايرو أمام مأزق جديد، خاصة بعد انسحاب نقابة “القوة العاملة” من طاولة الحوار، متهمة الحكومة بفرض توجهاتها دون مراعاة مطالب الشركاء الاجتماعيين.

وكانت الحكومة الفرنسية قد أطلقت مفاوضات مع النقابات حول إصلاح التقاعد، الذي رفع السن من 62 إلى 64 سنة، مع توقع استمرارها حتى نهاية مايو المقبل. لكن مع تصاعد الخلافات، لجأ بايرو إلى طرح فكرة الاستفتاء كخيار بديل، وهو ما اعتبره ساسة فرنسيون مجرد محاولة لكسب الوقت وتجاوز الإجراءات القانونية.

ولا يبدو أن الحكومة ستخرج بسهولة من هذا المأزق، إذ تواجه ضغوطًا لإيجاد حلول مقبولة بشأن قضايا رئيسية، مثل سن التقاعد، توظيف كبار السن، ظروف العمل الصعبة، والمسارات المهنية الطويلة.

وتزداد الشكوك حول نوايا الحكومة بعد تقديم بايرو سابقًا معطيات مغلوطة بشأن استنزاف نظام المعاشات لـ 55 مليار يورو من خزينة الدولة. لكن ديوان المحاسبة الفرنسي ردّ على هذه الادعاءات، كاشفًا في تقرير نُشر في 20 فبراير عن توقعات بعجز يصل إلى 15 مليار يورو بحلول 2035، ليتضاعف إلى 30 مليار يورو بعد عامين.

ومع تحذير ديوان المحاسبة من تفاقم العجز المالي لنظام التقاعد، يلوح في الأفق سيناريو احتجاجات جديدة، على غرار تلك التي شهدتها فرنسا عام 2023، ما يزيد من تعقيد موقف حكومة بايرو ويضعها أمام اختبار سياسي صعب.

The post حكومة بايرو في مأزق جديد بسبب إصلاح التقاعد appeared first on الجيريا برس اونلاين.