دعوات إلى تعميم التربية المرورية في المناهج التربوية
تحوّلت حوادث مرور في الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، إلى معضلة حقيقية تستدعي معالجة جذرية بعد أن أودت بحياة الآلاف وألحقت خسائر مادية فادحة، بتضافر جهود جميع فئات المجتمع، من إدارات ومؤسسات رسمية وجمعيات، ووضع آليات عملية بالاستثمار في الأجيال الصاعدة للحد من آثارها. وأصبحت التربية المرورية ضرورة ملحة في الجزائر، بعد الأرقام المرعبة التي تسجلها […] The post دعوات إلى تعميم التربية المرورية في المناهج التربوية appeared first on الشروق أونلاين.


تحوّلت حوادث مرور في الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، إلى معضلة حقيقية تستدعي معالجة جذرية بعد أن أودت بحياة الآلاف وألحقت خسائر مادية فادحة، بتضافر جهود جميع فئات المجتمع، من إدارات ومؤسسات رسمية وجمعيات، ووضع آليات عملية بالاستثمار في الأجيال الصاعدة للحد من آثارها.
وأصبحت التربية المرورية ضرورة ملحة في الجزائر، بعد الأرقام المرعبة التي تسجلها المصالح المختصة يوميا بين وفيات وإصابات خطيرة، من خلال إدراجها ضمن المناهج الدراسية، وهو القرار الذي يعتبره مختصون خطوة مهمة نحو بناء جيل واع ومدرك لمخاطر الطريق، والمساهمة بذلك في نشر ثقافة السلامة المرورية داخل المجتمع.
وفي الموضوع، شدّد رئيس المنظمة الجزائرية لإطارات التربية والتعليم، عومر بن عودة في حديثه لـ”الشروق” على ضرورة تعميم الثقافة المرورية بين مختلف فئات المجتمع، بمشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني، لمواجهة “الأمية المرورية” التي تغزو مجتمعنا، على حد تعبيره، مضيفا أن العامل البشري يعتبر العامل الأساسي في سلسلة وأسباب الحوادث المرورية التي يفجع بها الجزائريون يوميا، الأمر الذي أصبح يتطلب، بحسب المتحدث، توجيه اهتمام أكبر إلى التوعية والتدريب على قواعد السلامة، انطلاقا من سنوات الطفولة الأولى، خاصة مع تزايد وسائل النقل وتطورها، حيث بات لزاما ترسيخ مهارات التواصل السليم مع الطرقات في المدرسة، باعتبارها الحاضنة الأولى لتعليم المعارف الأساسية.
وشدّد بن عودة على اختيار مستوى السنة الثالثة ابتدائي من اجل بدأ تدريس هذه المادة، والعمل على تطوير دروس وأنشطة تطبيقية تراعي الفئات العمرية للأطفال.
ويرى المتحدث، أن التربية على احترام الطريق وفهم قواعده يجب أن تكون جزءا أساسيا من تكوين التلميذ، وليست مجرد مواضيع عرضية داخل مواد أخرى، من خلال تعريف التلاميذ بمؤسسات المجتمع المدني والمرافق والملكيات العامة، كالشوارع والساحات والحدائق العامة، وقوانين المرور، وكذا العمل على تنمية شعور الانتماء الأسري والمجتمعي لاحترام القوانين والنظام العام مع تبني إستراتيجية شاملة للسلامة المرورية وعاجلة لمعالجة أسباب الحوادث ومخلفاتها من جميع النواحي خاصة في ما تعلق بحصد الأرواح والضحايا.
ونوّه المتحدث إلى غياب مقررات خاصة بالتربية المرورية ضمن المنظومة التربوية، معتبرا أن دمجها في دروس متفرقة يفقدها فعاليتها، حيث طالب في ذات الإطار بتأليف كتب ومناهج مستقلة تعلم الأطفال لغة الطريق، إلى جانب مساعدتهم في فهم الإشارات المرورية وآداب السير مع التركيز على الجانب التطبيقي لتثبيت السلوك السليم مبكرا للطفل، كما أشار إلى أن الأمية المرورية أصبحت آفة منتشرة تهدد المجتمع، حيث يتسبب الجهل بأبسط قواعد المرور في غالبية الحوادث اليومية، مشددا على أهمية تضافر جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني في بناء جيل مثقف مروريا، قائلا إن التوعية لا تقتصر على الأطفال فقط، بل تشمل الكبار أيضا عبر برامج تكوينية وحملات تحسيسية مستمرة، واعتبر محدثنا أن السلامة المرورية اليوم تعتبر شرط أساسي لحماية الأرواح ودعم التنمية الوطنية، ودعا في سياق حديثه إلى إطلاق حملات وطنية شاملة لمكافحة الأمية المرورية، من خلال إشراك وسائل الإعلام والمدارس والجمعيات وأولياء الأمور لنشر ثقافة احترام القانون والتعامل الواعي مع الطريق.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post دعوات إلى تعميم التربية المرورية في المناهج التربوية appeared first on الشروق أونلاين.