خالد شنة يكشف عن آخر المراحل لعمله الوثائقي الجديد::“الغُصّة” يشارف على الانتهاء وذاكرة موريس لابان تستحق أن تروى”
أبرز المخرج خالد شنة أنه على وشك إتمام الفيلم الوثائقي “الغُصّة“، والذي يعتبره ليس مجرد عمل وثائقي فقط، بل هو محاولة لاستعادة رجل حر سقط في طيّ النسيان، وإعادة اسمه إلى واجهة الذاكرة الوطنية، حيث حاول أن يروي كل المحطات والوقائع بالصورة والكلمة والشهادات الحيّة، بالاستناد إلى أرشيفات نادرة، ومؤلفات شهود ورفاق درب، ومراجع …

أبرز المخرج خالد شنة أنه على وشك إتمام الفيلم الوثائقي “الغُصّة“، والذي يعتبره ليس مجرد عمل وثائقي فقط، بل هو محاولة لاستعادة رجل حر سقط في طيّ النسيان، وإعادة اسمه إلى واجهة الذاكرة الوطنية، حيث حاول أن يروي كل المحطات والوقائع بالصورة والكلمة والشهادات الحيّة، بالاستناد إلى أرشيفات نادرة، ومؤلفات شهود ورفاق درب، ومراجع بحثية موثوقة.
وقال خالد شنة، في الذكرى التاسعة والستين لاستشهاد البطل “موريس لابان“… ذاكرة منسية تستحق أن تُروى، فخلال رحلتي الطويلة في البحث والتقصي حول تفاصيل حياة الشهيد موريس لابان، اكتشفت حجم الغياب المؤلم لاسمه من الذاكرة الجماعية للجزائريين. قلة فقط تعرفه، معظمهم من أبناء بسكرة وبعض المؤرخين والباحثين، جزائريين وفرنسيين.
وأضاف، قلق وفلسفة موريس اتجاه الحرية طيلة 42 عاما من حياته، دفعاني لأن أتعامل مع هذا المشروع كرحلة إنسانية توثيقية قبل أن تكون فنية. وموريس لابان، الذي استُشهد في مثل هذا اليوم، 5 جوان 1956، إلى جانب أربعة من رفاقه، من بينهم المناضل الكبير هنري مايو، لم يكن مجرد متضامن مع القضية الجزائرية، بل كان من أولئك الذين آمنوا بها بعمق واختاروا النضال في صفوفها حتى الرمق الأخير. من حي لمسيد في بسكرة، حيث وُلد، إلى قسنطينة حيث تلقى تعليمه، ثم الجزائر العاصمة، وصولًا إلى جامعة السوربون بباريس، كانت محطات حياة موريس مليئة بالاختيارات الأخلاقية الحاسمة.
وفي عام 1936، تطوّع ضمن الكتائب الدولية خلال الحرب الأهلية الإسبانية، ثم اعتُقل عام 1941 رفقة زوجته “أودات “وسُجن في سجن بربروس، ليُحكم عليه بالمؤبد بتهمة النشاط السياسي والدعاية لصالح الحزب الشيوعي الجزائري المحظور آنذاك. ومن أبرز ما دوّنه:”عاش استقلال الجزائر“،“اتحاد شعب الجزائر من أجل نيل استقلاله“، “استقلال الجزائر سيكون ثمرة عمل الشعب الجزائري نفسه.”
وعن سبب اختيار موريس لابان، استند خالد شنة على رسالة المجاهد الراحل حميد غراب إلى زوجة موريس “أودات” سنة 1970، حيث قال:”كانت وفاة لابان، وفاة رجل عاش مثله العليا بعمق، ولم يخدع نفسه ولا الآخرين. قدّم ببساطة تضحية بحياته، لأنه كان يعتقد أنه لا يمكن أن يكون هناك خيار آخر. من إسبانيا إلى بني بودوان، ظل دائمًا نفس الرجل الذي لم ينحرف قيد أنملة. كان يحب الرجال المستقيمين، ويحتقر التسلسلات الهرمية الزائفة. لقد مات وسط المعركة، وهو يطلق النار حتى أنفاسه الأخيرة على جنود مليئين بالكراهية والخوف“، قائلا أن هذه الكلمات لم تُكتب عبثًا، فلقد اختار القدر أن يُولد موريس لابان على أرض الجزائر، وهنا أيضًا اختار أن يموت لأجلها. منذ صباه، لم يشعر بانتمائه إلا لهذه الأرض، واعتنق مبدأ الأخوة الصادقة والانتماء الحقيقي للأمة الجزائرية.
في زمن يتنكر فيه البعض لجزائريتهم وتذوب فيه معاني الوفاء للوطن وتضيع بوصلة إنتمائهم، يبقى من واجبنا أن نُحيي الذاكرة، وأن نُعيد الاعتبار لرجالٍ نادرين… من بينهم موريس لابان.
صبرينة ك