علي معاشي, الصوت الصادح للجزائر المستقلة وذات السيادة
الجزائر - حمل الفنان المرحوم علي معاشي, رمز الأغنية الوطنية وشهيد الثورة التحريرية المظفرة, صرخة الجزائر الحرة الثائرة, المستقلة وذات السيادة, في وجه المحتل الفرنسي, مسجلا التزامه بالقضية الوطنية في صفحات تاريخها المجيد. وتحيي الجزائر في 8 يونيو من كل عام ذكرى وفاة علي معاشي من خلال اليوم الوطني للفنان, إذ يعتبر الراحل من بين أشهر الفنانين الجزائريين رغم استشهاده في سن مبكرة, حيث عرف خصوصا بأغنيته الشهيرة "أنغام الجزائر" التي حققت نجاحا باهرا من حيث جمال الألحان والإيقاعات وكذا الكلمات التي لا تزال تذكر بوحدة الجزائر وأصالة شعبها. وقد ولد علي معاشي في 12 أغسطس سنة 1927 بتيارت من عائلة متواضعة, حيث توقف عن الدراسة في سن مبكرة لمساعدة والده في زراعة الأرض, وعاش خلال تلك الفترة على وقع ظلم وتسلط الاحتلال الفرنسي الذي كان يعاني منه الشعب الجزائري, مما غذى قناعاته وولد فيه روح الوطنية والالتزام. وكان الفنان في العشرينات من العمر عندما استدعي وأُرسل لأداء الخدمة العسكرية في قاعدة فرنسية ببنزرت (تونس), وهناك استفاد من تكوين مكنه عند عودته إلى الجزائر من العمل كتقني في الإذاعة, وهو ما جعله على احتكاك بالوسط الفني. وطور علي معاشي معارفه الفنية بسرعة وحسن من مستواه الموسيقي الذي استغله فور عودته إلى تيارت وهو في السادسة والعشرين من عمره بإنشاء أول أوركسترا له عام 1953 في طابع البدوي أطلق عليها اسم "سفير الطرب". ="سفير الطرب" فرقة شهداء الثورة = تشكلت فرقة "سفير الطرب" لإبراز مبدأ الاختلاف الثقافي عن المحتل الفرنسي في سياق استعماري شديد القسوة, وقد عمد أعضاء الفرقة بملابسهم الفنية المزينة بألوان العلم الوطني إلى أداء أغاني من كلمات وألحان علي معاشي, وهي أغاني مؤيدة لجزائر مستقلة وذات سيادة. وعند اندلاع الثورة التحريرية, انضم أعضاء فرقة "سفير الطرب" وعلى رأسهم علي معاشي إلى الكفاح المسلح, ومنهم مختار عكاشة والعربي الهاشمي ولد القارد اللذان سقطا في ميدان الشرف, وأما مصطفى بلعربي فقد تم سجنه عام 1957 وعذب بوحشية, بينما انضم بعدها زكري مولاي ومكي بن عودة وعبد السلام مصطفى إلى صفوف المقاومة. وتم تسجيل "أنغام الجزائر" عام 1956, وهي أغنية ضمت في ثرائها الغنائي واللحني الأنواع الرئيسية التي تميز التراث الموسيقي الجزائري, حيث اعتبرت كرد حازم وقاطع وصريح على جميع المحاولات الاستعمارية لتجريد الشعب الجزائري من هويته وانتزاعه من ثقافته. ومن بين الأغاني الأخرى لعلي معاشي التي سجلتها وأدتها الفرقة "البابور", "تحت سماء الجزائر", "يا سلام على البنات", "الصيف وصل", "ما زال عليك نخمم" و"وصاية القمري". وبعد اكتشاف أسلحة ومتفجرات في منازلهم, اختطف جنود الجيش الاستعماري الفرنسي علي معاشي واثنين من رفاقه, فعذبوا ثم أُعدموا في 8 يونيو 1958 لتعرض جثثهم بعد ذلك في الساحة العمومية لمدينة تيارت, وهي من الممارسات الجبانة والدنيئة التي اعتاد عليها الجيش الاستعماري الفرنسي. ومنذ عام 1997, تحتفل الجزائر باليوم الوطني للفنان في 8 يونيو من كل عام. وفي 2006, تم تأسيس جائزة "علي معاشي" لرئيس الجمهورية للمبدعين الشباب, وهي جائزة وطنية تكافئ أفضل إبداعات الشباب في مختلف المجالات الفنية.


الجزائر - حمل الفنان المرحوم علي معاشي, رمز الأغنية الوطنية وشهيد الثورة التحريرية المظفرة, صرخة الجزائر الحرة الثائرة, المستقلة وذات السيادة, في وجه المحتل الفرنسي, مسجلا التزامه بالقضية الوطنية في صفحات تاريخها المجيد.
وتحيي الجزائر في 8 يونيو من كل عام ذكرى وفاة علي معاشي من خلال اليوم الوطني للفنان, إذ يعتبر الراحل من بين أشهر الفنانين الجزائريين رغم استشهاده في سن مبكرة, حيث عرف خصوصا بأغنيته الشهيرة "أنغام الجزائر" التي حققت نجاحا باهرا من حيث جمال الألحان والإيقاعات وكذا الكلمات التي لا تزال تذكر بوحدة الجزائر وأصالة شعبها.
وقد ولد علي معاشي في 12 أغسطس سنة 1927 بتيارت من عائلة متواضعة, حيث توقف عن الدراسة في سن مبكرة لمساعدة والده في زراعة الأرض, وعاش خلال تلك الفترة على وقع ظلم وتسلط الاحتلال الفرنسي الذي كان يعاني منه الشعب الجزائري, مما غذى قناعاته وولد فيه روح الوطنية والالتزام.
وكان الفنان في العشرينات من العمر عندما استدعي وأُرسل لأداء الخدمة العسكرية في قاعدة فرنسية ببنزرت (تونس), وهناك استفاد من تكوين مكنه عند عودته إلى الجزائر من العمل كتقني في الإذاعة, وهو ما جعله على احتكاك بالوسط الفني.
وطور علي معاشي معارفه الفنية بسرعة وحسن من مستواه الموسيقي الذي استغله فور عودته إلى تيارت وهو في السادسة والعشرين من عمره بإنشاء أول أوركسترا له عام 1953 في طابع البدوي أطلق عليها اسم "سفير الطرب".
="سفير الطرب" فرقة شهداء الثورة =
تشكلت فرقة "سفير الطرب" لإبراز مبدأ الاختلاف الثقافي عن المحتل الفرنسي في سياق استعماري شديد القسوة, وقد عمد أعضاء الفرقة بملابسهم الفنية المزينة بألوان العلم الوطني إلى أداء أغاني من كلمات وألحان علي معاشي, وهي أغاني مؤيدة لجزائر مستقلة وذات سيادة.
وعند اندلاع الثورة التحريرية, انضم أعضاء فرقة "سفير الطرب" وعلى رأسهم علي معاشي إلى الكفاح المسلح, ومنهم مختار عكاشة والعربي الهاشمي ولد القارد اللذان سقطا في ميدان الشرف, وأما مصطفى بلعربي فقد تم سجنه عام 1957 وعذب بوحشية, بينما انضم بعدها زكري مولاي ومكي بن عودة وعبد السلام مصطفى إلى صفوف المقاومة.
وتم تسجيل "أنغام الجزائر" عام 1956, وهي أغنية ضمت في ثرائها الغنائي واللحني الأنواع الرئيسية التي تميز التراث الموسيقي الجزائري, حيث اعتبرت كرد حازم وقاطع وصريح على جميع المحاولات الاستعمارية لتجريد الشعب الجزائري من هويته وانتزاعه من ثقافته.
ومن بين الأغاني الأخرى لعلي معاشي التي سجلتها وأدتها الفرقة "البابور", "تحت سماء الجزائر", "يا سلام على البنات", "الصيف وصل", "ما زال عليك نخمم" و"وصاية القمري".
وبعد اكتشاف أسلحة ومتفجرات في منازلهم, اختطف جنود الجيش الاستعماري الفرنسي علي معاشي واثنين من رفاقه, فعذبوا ثم أُعدموا في 8 يونيو 1958 لتعرض جثثهم بعد ذلك في الساحة العمومية لمدينة تيارت, وهي من الممارسات الجبانة والدنيئة التي اعتاد عليها الجيش الاستعماري الفرنسي.
ومنذ عام 1997, تحتفل الجزائر باليوم الوطني للفنان في 8 يونيو من كل عام.
وفي 2006, تم تأسيس جائزة "علي معاشي" لرئيس الجمهورية للمبدعين الشباب, وهي جائزة وطنية تكافئ أفضل إبداعات الشباب في مختلف المجالات الفنية.