رأي: الساحر أداة أما الجريمة فبأمر من المواطن
بقلم محمد هواشم تتكرر في الأخبار مشاهد توقيف مشعوذين في مناطق مختلفة، وغالبًا ما يُقال إن العملية جاءت استجابة لشكاية من ضحية تعرّض للنصب أو الاحتيال. لكن، وبعيدًا عن تفاصيل كل حالة، يطرح الموضوع تساؤلًا مهمًّا: من هو الضحية فعلاً؟ ففي كثير من الأحيان، لا يكون من قدّم الشكوى ضحية بريئة، بل شخصًا قصد المشعوذ [...] ظهرت المقالة رأي: الساحر أداة أما الجريمة فبأمر من المواطن أولاً على الحياة.

بقلم محمد هواشم
تتكرر في الأخبار مشاهد توقيف مشعوذين في مناطق مختلفة، وغالبًا ما يُقال إن العملية جاءت استجابة لشكاية من ضحية تعرّض للنصب أو الاحتيال.
لكن، وبعيدًا عن تفاصيل كل حالة، يطرح الموضوع تساؤلًا مهمًّا: من هو الضحية فعلاً؟
ففي كثير من الأحيان، لا يكون من قدّم الشكوى ضحية بريئة، بل شخصًا قصد المشعوذ بمحض إرادته، ودفع له المال مقابل تنفيذ أعمال سحرية يُراد بها الإضرار بأشخاص آخرين.
وفي تصريح خصّ به قناة الحياة، قال المحامي كورتل إن التعامل مع المشعوذ لا يتم دائمًا بنيّة طيبة، بل في حالات كثيرة يكون المواطن هو المحرّك الفعلي للعملية، بينما يصبح المشعوذ مجرد أداة تنفيذ.
وأضاف كورتل: “المشعوذ لا يعمل في فراغ، بل بناءً على طلب. المواطن هو من يذهب إليه، ويدفع المال، ويطلب الإضرار بغيره، سواء في صحته أو ماله أو حياته. في هذه الحالة، المشعوذ منفّذ، لكن المواطن هو من يحرّض ويموّل ويخطّط. لذلك خطره مثل خطر المشعوذ إن لم يكن أكبر.”
وشدّد كورتل على ضرورة تشديد العقوبات، وعدم الاكتفاء بتوقيف المشعوذين فقط، بل تتبع من يتعامل معهم، لأن بقاء الظاهرة مرهون بوجود من يطلبها ويدفع ثمنها.
السؤال الذي يبقى مطروحًا: هل نحارب الظاهرة فعلًا إذا أوقفنا المشعوذ وتركنا من طلب منه الأذى دون مساءلة؟
ظهرت المقالة رأي: الساحر أداة أما الجريمة فبأمر من المواطن أولاً على الحياة.