صبرا “آل غزة” فإن موعدكم النصر أو الشهادة

منذ نحو خمس سنوات ألقيت كلمة ممثلاً لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في محفل كبير لمساندة القضية الفلسطينية ومقاومة التطبيع ومساندة غزة الأبية حضره عدد من الشخصيات الوطنية، والقيادات الفلسطينية، والسفراء، ومسؤولو بعض الهيئات الوطنية وغيرهم، وكانت كلمتي تتمحور حول واجب الوقوف إلى جانب الفلسطينيين ومساندة المقاومة في هذه الفترة بالمال والنشاط الدبلوماسي والوقوف في وجه […] The post صبرا “آل غزة” فإن موعدكم النصر أو الشهادة appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 6, 2025 - 16:56
 0
صبرا “آل غزة” فإن موعدكم النصر أو الشهادة

منذ نحو خمس سنوات ألقيت كلمة ممثلاً لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في محفل كبير لمساندة القضية الفلسطينية ومقاومة التطبيع ومساندة غزة الأبية حضره عدد من الشخصيات الوطنية، والقيادات الفلسطينية، والسفراء، ومسؤولو بعض الهيئات الوطنية وغيرهم، وكانت كلمتي تتمحور حول واجب الوقوف إلى جانب الفلسطينيين ومساندة المقاومة في هذه الفترة بالمال والنشاط الدبلوماسي والوقوف في وجه التطبيع لأنه خيانة لا يشارك فيها من أُشرب قلبه حب فلسطين والمسجد الأقصى، ولا يوافق على بيعها من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان.
ختمت كلمتي برسالة إلى الفلسطينيين على اختلاف توجّهاتهم مبنية على فكرتين:
1- قوة الفلسطينيين في الحفاظ على وحدتهم وعليهم أن يجتمعوا ولا يتفرقوا.
2- على الفلسطينيين أن يعتمدوا على أنفسهم في مقاومة الكيان الغاصب، مصداقاً للمثل القائل: “ما حكّ جلدك مثل ظفرك” لأن المعركة، خاصة في غزة الصامدة المقاومة، وقودها أبناء فلسطين، ولا يختلف اثنان على أن كيانات النظام العربي قد وصلت إلى أعلى مستويات الضعف والهوان والتفرقة والخلاف، وأكثرها قدّمت استقالتها ولزمت محور التطبيع، بل ومنها المعادي جهارا نهارا للمقاومة المسلحة التي تتبناها حماس والجهاد الإسلامي في غزة.
ويومها رد عليّ أحد القيادات الإسلامية الجزائرية بحماس فيّاض قائلاً فيما معناه: “إن الأمة جمعاء يا أستاذ كمال لن تتخلى عن فلسطين ولا عن المقاومة، وسيهبّ أبناؤها لمساندتها والوقوف بجانبها ولن نخذلها أبداً”.
ابتسمت وقلت في نفسي: “الكلام شيء، والواقع شيء آخر”.
إن رد الفعل العربي الرسمي والشعبي بعد الخطوة الجريئة التي قامت بها المقاومة الإسلامية صبيحة السابع من أكتوبر 2023 لم يكن في مستوى الحدث، والذي أراه أن المقاومة في غزة كانت تعيش الواقع لحظة بلحظة وكانت ذات بُعد نظر إلا في قراءتها -في رأي الذي يحتاج إلى بسط- لمستقبل الصراع العسكري إن طال، وهي لا تركن إلى ركن شديد وموثوق يحمي ظهرها، ومهما يكن من أمر فالأمة، بأنظمتها السياسية، تخلّفت عن اللحاق بمتطلبات المرحلة التي كانت المقاومة سباقة إليها، وقد توقفت في دائرة الشعارات البراقة الفارغة من روح الفعل، بل وبعض الأنظمة العربية كانت تحت الطاولة تعقد الصفقات المتتالية مع الكيان الغاصب وداعميه من الغرب ضد المقاومة ذات الطابع الإسلامي حتى تقضي عليها، وتحافظ على بقائها المستمد من إرضاء أمريكا أولاً والكيان الصهيوني الغاصب ثانياً.
هذا التباعد الزماني بين خطوات المقاومة العملاقة في غزة، وتنافس بعض الأنظمة العربية المطبِّعة على تحقيق أهدافها الشيطانية، أكسب الكيان الصهيوني الجرأة على القتل والتدمير في غزة والذي أصبح حقاً مكتسباً لديه ولا تستطيع الكيانات العربية المتفرقة -إذا استثنينا الجزائر وثلاث دول أخرى- أن تعارض مشاريع الجرائم الصهيونية المرتكبة في حق الأبرياء من النساء والولدان والشيوخ الذين يُبادون أمام مرأى العالم العربي والإسلامي وهو غير قادر على فعل أي شيء لهم.
ولعلَّ ما يلاحَظ بكل أسف أن الشعوب العربية قد وصلت إلى مرحلة من اليأس من الوضع الحالي ما أوصلها إلى حالة من الجمود والدهشة وتضييع البوصلة، فهي رغم ما تقدِّمه من دعم مالي، أكثره يصعب وصوله إلى غزة، غير قادرة على التعبير العملي في مساندة حقيقية للشعب الفلسطيني في غزة التي تُباد أمام أعينها، والحق أن غياب القيادات الوطنية ذات الوزن الثقيل المتمكِّنة من تحشيد الجماهير وقيادتها في مثل هذه الظروف، خاصة في المشرق العربي رأس الحربة في مساندة المقاومة، قد جعل هذا الغياب، والذي له أسبابه. الشعوب العربية يتيمة تشعر بالضياع والحبس في مساحة ليس فيها من الأكسجين إلا القدر الذي يبقيها شبه حية.
وفي خضمّ هذا الواقع الأليم بكل ما تدل عليه هذه الكلمة من معنى شرحه صاحب لسان العرب في معجمه، تظل غزة مؤمنة ثابتة كالجبل الذي لا تقوى على هزّه الرياح العاصفة، ومهما تعاظمت المؤامرات، وتعددت خيبات الأمل من بعض الأنظمة العربية، فإن شعب فلسطين لا يملك إلا سلاح الصمود والمقاومة، فمن كان معه الله فمن عليه.
إن الواجب اليوم على كل الأحرار من المحيط إلى الخليج أن يتّحِدُوا بصدق على أمر جامع، فيضعوا قضية فلسطين، وغزة خاصة، في أعلى سلم أولوياتهم، ليس فقط بمضغ الكلام، بل بالقول الذي يتبعه العمل، فكل خطوة صغيرة في هذا الطريق تشكِّل جزءًا من السلاح القوي الذي ينهي الاحتلال الصهيوني، رغم المحنة والخيانة في هذا العصر بإذن الله.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post صبرا “آل غزة” فإن موعدكم النصر أو الشهادة appeared first on الشروق أونلاين.