لعبة التقسيم وخفافيش الظلام؟
ما بُني على باطل فهو باطل، والطريقة التي انتصرت بها ما عُرف بـ”ثورة” أحرار الشام على النظام السوري السابق، عبر الاستعانة بالقوى الخارجية، سواء من خلال الجيش التركي أو الدعم القطري والخليجي، أدت إلى نشوء حرب أهلية مدمرة. ومع تزايد الصفقات الدولية والتدخلات الأجنبية، وحتى الأطماع الإسرائيلية، باتت سوريا هي الخاسر الأكبر وسط …

ما بُني على باطل فهو باطل، والطريقة التي انتصرت بها ما عُرف بـ”ثورة” أحرار الشام على النظام السوري السابق، عبر الاستعانة بالقوى الخارجية، سواء من خلال الجيش التركي أو الدعم القطري والخليجي، أدت إلى نشوء حرب أهلية مدمرة. ومع تزايد الصفقات الدولية والتدخلات الأجنبية، وحتى الأطماع الإسرائيلية، باتت سوريا هي الخاسر الأكبر وسط هذا الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد، بينما المستفيد الحقيقي هو القوى الدولية التي تحرك المشهد وفق مصالحها.
اليوم، يشهد الصراع في سوريا انفجارًا جديدًا في المدن، في مشهد يعيد إلى الأذهان ما حدث في ليبيا، حيث تحولت البلاد بعد ما سُمِّي بـ”الثورة الليبية” إلى ساحة مواجهة بين الكيانات الدينية والمصالح الاقتصادية، ما أدى إلى تقسيمها إلى كيانات متناحرة، كلٌّ منها يدّعي الشرعية.
ما يمكن استنتاجه من التجربتين الليبية والسورية، أن أي طرف يلجأ إلى الخارج لضرب وحدة بلده واستقراره، فإنه في النهاية يساهم في تدميره. فلا يمكن اعتبار أي تغيير شعبي مشروعًا عندما يكون مدفوعًا بأجندات خارجية وخاضعًا لسطوة القوى المتآمرة. وفي ظل كل ما يحدث، يبقى الأمل أن يحفظ الله سوريا وشعبها، بعدما باتت المؤامرة على وحدة أراضيها واضحة للعيان، خاصة بعد استهداف جيشها بمخططات لم تعد خفية على أحد.