ملعب 5 جويلية.. ذكريات المجد وأحزان المدرجات
رغم كونه أحد أكبر الملاعب في القارة السمراء، التي طالما تصدرت قائمة المعالم الرياضية والتاريخية في الجزائر، إلا ان ملعب 5 جويلية لم يكن فقط مسرحا للأفراح والإنجازات التاريخية، وإنما فضاء للحظات المأساوية التي ستبقى في ذاكرة الجزائريين. وطالما تغنى الجزائريون بالإنجازات الرياضية التاريخية، التي شهدها ملعب 5 جويلية الأولمبي، عندما يتلعق الأمر […] The post ملعب 5 جويلية.. ذكريات المجد وأحزان المدرجات appeared first on الجزائر الجديدة.

رغم كونه أحد أكبر الملاعب في القارة السمراء، التي طالما تصدرت قائمة المعالم الرياضية والتاريخية في الجزائر، إلا ان ملعب 5 جويلية لم يكن فقط مسرحا للأفراح والإنجازات التاريخية، وإنما فضاء للحظات المأساوية التي ستبقى في ذاكرة الجزائريين.
وطالما تغنى الجزائريون بالإنجازات الرياضية التاريخية، التي شهدها ملعب 5 جويلية الأولمبي، عندما يتلعق الأمر بمباريات المنتخب الوطني منذ سنوات السبعينات، أين كتبت العناصر الوطني اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية، كنهائي كأس إفريقيا سنة 1990، الذي جمع بين الخضر ونيجيريا وانتهى بتتويج أشبال الراحل عبد الحميد كرمالي بأول ألقابهم في المنافسة الإفريقية، بهدف يتيم سجله شريف وجاني، في مباراة
حطم حضور الجماهير فيها الرقم القياسي، إذ بلغ عددهم حوالي 100 ألف مناصر، رغم أن مدرجات الملعب كانت سعتها 70 ألف فقط، علما بأنه في تلك الفترة لم تكن المدرجات مجهزة بكراس بلاستيكية.
كما كان “أيقونة الجزائر” شاهد أيضا على عديد إنجازات الأندية الجزائرية أيضا، أبرزها الثلاثية التاريخية لنادي مولودية الجزائر سنة 1976، ومن بينها كأس إفريقيا للأندية البطلة على حساب حافيا كوناكري الغيني في نهائي مثير كان بطله عمر بتروني، الذي تألق قبلها بسنة واحدة في نهائي ألعاب البحر الأبيض المتوسط أمام منتخب فرنسا، أين سجل هدف التعادل (2-2) في الدقائق الأخيرة من اللقاء قبل أن يهدي منقلاتي الفوز للجزائر بتسجيل الهدف الثالث في الوقت الإضافي. وفي سنة 1978 تغلب المنتخب الجزائري على نظيره النيجيري في نهائي الألعاب الإفريقية بهدف من توقيع على بن شيخ.
واقترن اسم الملعب التاريخي أيضا بالمنتخب الوطني آنذاك، حيث استقبل الخضر العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة فيه، على غرار نادي ميلان الايطالي وبالميراس البرازيلي في الدورة الودية الدولية سنة 1982. وتوالت زيارات الأندية الكبيرة إلى الجزائر، من ريال مدريد الاسباني، مانشيستر يونايتد و ليفربول من انجلترا، بايرن ميونيخ الألماني، سانتوس، غريميو، فاسكو دا غاما وفلومينينسي من البرزايل، إضافة الى نادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي، وصولا إلى نادي فيورونتينا الإيطالي، المدجج بنجومه الذي تصدرهم بطل العالم لوكا توني، والروماني أدريان موتو، في مواجهة مولودية الجزائر عام 2007.
حادثة “سيفو وسفيان” في الأذهان
من بين أبرز اللحظات المأساوية التي شهدها هذا الملعب، هي حادثة وفاة مناصري اتحاد الجزائر، سنة 2013 بمنافسة الداربي أمام المولودية، إثر سقوطهما المفاجئ من علو يقارب العشرين مترا،.
المناصر عزيب سفيان الذي كان يبلغ 26 سنة من عمره آنذاك، كان أول من لقي مصرعه ساعات قليلة فقط بعد الحادثة، متأثرا بالجروح البليغة التي تعرض لها على مستوى الرأس، ليلتحق به صبيحة اليوم الموالي صديقه من نفس الحي، درهوم سيف الدين الذي لا يتجاوز عمره 21 سنة.، وهي الذكرى الأليمة التي لا تزال محفورة في أذهاتن أنصار الاتحاد إلى يومنا هذا، ولم يتمكنوا من نسيانها.
كما نذكر أيضا وفاة مناصر مولودية الجزائر في نفس الملعب من مباراة المولودية وشباب قسنطينة، خلال موقعة ربع نهائي كأس الجزائر، شريف حذيفة إثر سقوطه من العمود المخصص للإنارة، إضافة إلى مناصر آخر من العميد، وذلك خلال احتفال الجماهير بهدف الفوز في آخر دقائق مباراة الداربي العاصمي سنة 2014 ، بعد انهيار الحاجز الحديدي العلوي في أحد المدرجات، ما أدى إلى سقوطه وموته على الفور.
فرحة المولودية تتحول إلى مأتم …
وشهدت مباراة مولودية الجزائر ونجم مقرة، التي جرت مساء أمس السبت بملعب 5 جويلية، أحادثا مأساوية تمثل في سقوط عدد من المناصرين من المدرجات العليا، ما أدى إلى وفاة 3 مناصرين وإصابة 50 آخرين، ما تسبب في إلغاء الحفل الذي كان مبرمجا، وتسليم درع البطولة للنادي العاصمي، الذي تحولت فرحة تتويجه بالقلب إلى مأتم بمعنى الكلمة، بعد هذه الأحداث التي لا يمكن تقبلها والتي تعد واحدة من أسوأ حوادث الملاعب في تاريخ الكرة الجزائرية.
من يتحمل المسؤولية ؟
وفي ظل هذه الأحداث المأساوية والأليمة، ونظرا لحوثها في العديد من المرات، فإن طرح سؤوال من يتحمل المسؤولية في هذه الأحداث يعد جوهريا، لأنها أرواح فُقدت في مكان يُفترض أن يكون آمنا ومهيئا لاستقبال الجماهير في أحسن الظروف، فعلى من تقع المسؤولية في هذه الحالة، أهي على لإدارة الملعب؟ أم على السلطات المكلفة بالتنظيم؟، أم على عمال الصيانة؟ خاصة وأن الحالة التقنية وجانب الصينة للملعب معروف لدى العام والخاص.
ضف إلى ذلك، لم نعد نجد أي تبرير لغلق الملاعب الجديدة المتمثلة في ملعب علي عمار بالدويرة، الخاص بمولودية الجزائر، منذ بداية الموسم، وعدم احتضان ملعب نيلسون مانديلا ببراقي للمبارات، مع العلم أنه تم فتح مع نهاية الموسم فقط، وتحويل مباريات الأندية العاصمية الأربع “مولودية الجزائر وشباب بلوزداد واتحاد الجزائر ونادي بارادو”، إلى ملعب صار يتحمل أكثر من طاقته، فأين الخلل من كل هذا ؟
The post ملعب 5 جويلية.. ذكريات المجد وأحزان المدرجات appeared first on الجزائر الجديدة.