نواب أم “نوائب”؟!

في سؤالٍ هو أقرب إلى السذاجة، إن لم نقل الحماقة بعينها، وفي ممارسة لشعبوية سياسية رخيصة، غرّد أحد نواب المجلس الشعبي الوطني متسائلًا عن فائدة مادة “الفلسفة”، متوعدًا بتقديم مقترح لإلغائها من امتحانات البكالوريا، في محاولة مكشوفة لركوب موجة بعض الطلبة الذين اشتكوا من صعوبة الأسئلة، فانبرى سيادته لمغازلتهم بمطلب لا يخلو من جهلٍ مركّب. …

يونيو 22, 2025 - 07:46
 0
نواب أم “نوائب”؟!

في سؤالٍ هو أقرب إلى السذاجة، إن لم نقل الحماقة بعينها، وفي ممارسة لشعبوية سياسية رخيصة، غرّد أحد نواب المجلس الشعبي الوطني متسائلًا عن فائدة مادة “الفلسفة”، متوعدًا بتقديم مقترح لإلغائها من امتحانات البكالوريا، في محاولة مكشوفة لركوب موجة بعض الطلبة الذين اشتكوا من صعوبة الأسئلة، فانبرى سيادته لمغازلتهم بمطلب لا يخلو من جهلٍ مركّب.

سذاجة هذا “النائب” وأمثاله، ممن يعانون من فقر فكري واضح ومستوى معرفي محدود، بلغت حد الطعن في أمّ العلوم، متناسيًا أن الفلسفة هي رحم كل علم، ومنبع كل فكر، وأساس كل تطوّر معرفي. لكن، ولأن البرلمان عندنا صار يضجّ بكل من هبّ ودبّ، فلا عجب أن تطفو على سطحه ظواهر كهذه، تثير سؤالًا أعمق من: “ما فائدة الفلسفة؟”، لتطرح بدله سؤالًا وجوديًّا آخر: ما فائدة البرلمان نفسه إذا كان هذا هو مستوى بعض أعضائه؟!

في دول العالم، تُقاس قيمة الطبقة السياسية بمستوى نوابها وتمثيلهم الحقيقي للوعي العام، أما عندنا في الجزائر، فقد فضحت الفلسفة، بسؤالها العابر، حال برلمانٍ كُشف فيه الغطاء عن أميةٍ فكرية لا تكتفي بالاستتار، بل تمتدّ لتطالب بإلغاء مناهج العقل والتفكير.

فعلاً… هذا هو “القماش أدي ولا خلّي!”
وهذا حال برلماننا في زمن الرداءة وللرداءة طبقتها السياسية الساذجة !