“صراط” غزة!
قبل أن تفضح غزة الأمةَ العربية والإسلامية، وقبل أن تهتك الستر عن نفاق العالم المتحضر، كانت لا تزال هناك أوهام عن عدالة دولية وضمير إنساني. لكن غزة، بقصفها وتجويعها، مزّقت كل هذه الأكاذيب، وأسقطت الأقنعة دفعة واحدة، عن أممٍ تتغنى بحقوق الإنسان وهي تغمض عينيها عن مذابحه. لم تفضح غزة فقط الغرب المتشدق بالحرية، بل …

قبل أن تفضح غزة الأمةَ العربية والإسلامية، وقبل أن تهتك الستر عن نفاق العالم المتحضر، كانت لا تزال هناك أوهام عن عدالة دولية وضمير إنساني. لكن غزة، بقصفها وتجويعها، مزّقت كل هذه الأكاذيب، وأسقطت الأقنعة دفعة واحدة، عن أممٍ تتغنى بحقوق الإنسان وهي تغمض عينيها عن مذابحه.
لم تفضح غزة فقط الغرب المتشدق بالحرية، بل عرّت أيضًا خذلانًا عربيًا رسميًا بات أشبه بختم دائم على كل نكبة، حيث عامين من الوحشية الصهيونية، لم تكن مجرد حرب، بل كانت تصفية عرقية ممنهجة، شارك فيها الحصار والتجويع بعد أن فرغت خزائن القنابل والمقذوفات.
ما يحدث ليس عجزًا، بل تواطؤًا مركّبًا، ومؤامرة مكتملة الأركان، تثبت أن ما يُسمى “حضارة” ليس إلا قشرة زائفة لحظيرة بشرية يتناوب فيها الجناة أدوار السكوت والتصفيق والشرعنة.
غزة لم تعد مجرد اسم في نشرات الأخبار، بل صراطٌ ناريٌّ نُعرض عليه، نحن، جميعًا.
صراطٌ لن يمرّ منه إلا من صدق، وفَهِم، ووقف.
فلكِ الله يا غزة…
فاللهم إنّا ضعفاء، فكن لنا ولأهل غزة، وأنت أرحم الراحمين