هل يصوم الجشع؟!
كما كل عام، يحلّ رمضان ضيفًا كريمًا، لكنه لا يأتي وحده، بل ترافقه جوقة الجشع والمضاربة، حيث يتفنن بعض التجار في استغلاله وكأنهم دخلوا في سباق: “من يستغل الفرصة أكثر؟”. أسعار ترتفع، وأسواق تلتهب، وبركات الشهر الكريم تضيع في حروب البطن، وكأن لسان حالها يقول: كيف نصل إلى جيب المواطن ونجعله غنيمة …

كما كل عام، يحلّ رمضان ضيفًا كريمًا، لكنه لا يأتي وحده، بل ترافقه جوقة الجشع والمضاربة، حيث يتفنن بعض التجار في استغلاله وكأنهم دخلوا في سباق: “من يستغل الفرصة أكثر؟”.
أسعار ترتفع، وأسواق تلتهب، وبركات الشهر الكريم تضيع في حروب البطن، وكأن لسان حالها يقول: كيف نصل إلى جيب المواطن ونجعله غنيمة سهلة للنهب؟ والنتيجة، بعيدًا عن أي تفسير منطقي لما يجري في الأسواق، أن اختفاء المواد الأساسية وتفشي الغلاء دون مقدمات مسبقة لم يعد مجرد تلاعب من تجار صغار، بل بات لعبة تحركها لوبيات تُحسن اختيار الفرص لإلقاء أوراقها في سوق “التخلاط” بهدف تعفين الجبهة الاجتماعية وإثارة الغليان..
المؤكد أن رمضان، الذي يُفترض أن يكون شهر الرحمة والغفران، تحوّل بفعل جشع التجار إلى كابوس يُرهق الجميع. ورغم أدوات الرقابة وسلطة القانون في محاربة المضاربة والاحتكار، إلا أن كل عام يكشف حقيقة مُرّة: المشكلة لا تتوقف عند ضعف الرقابة، بل تمتد إلى أزمة أخلاقية أعمق، حيث تلاشت القيم التي كانت يومًا ما سلطة المجتمع فوق كل سلطة.