آخر مسمار في نعش العلويين
لا يتوقف مسار القضية الصحراوية في محطة معينة، غير محطة تقرير المصير، الذي أقره المجتمع الدولي مع بداية ستينيات القرن الفارط، رغم خذلان الإسبان وشطحات الماكرونية، في ساحة اعتراف من لا يملك لمن لا يستحق. اعتراف تحتفي به أجهزة مملكة التطبيع، وترفع من شأنه ترسانته الإعلامية القوبلزية، رغم أنه في الواقع لا يقدّم ولا يؤخّر […] The post آخر مسمار في نعش العلويين appeared first on الشروق أونلاين.


لا يتوقف مسار القضية الصحراوية في محطة معينة، غير محطة تقرير المصير، الذي أقره المجتمع الدولي مع بداية ستينيات القرن الفارط، رغم خذلان الإسبان وشطحات الماكرونية، في ساحة اعتراف من لا يملك لمن لا يستحق.
اعتراف تحتفي به أجهزة مملكة التطبيع، وترفع من شأنه ترسانته الإعلامية القوبلزية، رغم أنه في الواقع لا يقدّم ولا يؤخّر في شيء. لقد رفعت عوانس القصر حجاب الستر عن مخططات شراء الذمم والتهليل لكل قول وكلمة تأتي من بلد آخر بخصوص الصحراء الغربية، فيرتفع مفعول التزييف والكذب والتضليل حتى يعتقد عبيد القصر أن مغربهم امتد إلى ما وراء المحيط، وهو في الواقع يرافق شمس الغروب إلى مجاهيل الظلام.
وبعد شطحات ماكرون في رسالته إلى ملك لا يجيد غير مسار الخسة والخيانة والتطبيع وأكاذيب الإعلام الذي تموله دويلة الإمارات، تأتيه الصفعة من أمريكا التي حاول أن يُظهرها للعالم والداخل المغربي خاصة، دولة تساير الطرح المخزني مثلما حاول الهلال الذي لا يرى في الأمم المتحدة، مغالطة الناس بخصوص تقرير ديمستورا. فقد كان كلام مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي ترمب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط وإفريقيا على غير هوى أهل الهوى في مراكش، إذ أكد فيه زيارته للجزائر والمغرب لبحث قضية الصحراء الغربية قريبا، وراد عنه أن قال: “إن إنهاء الصراع لن يكون إلا في سياق حل مقبول من الطرفين”، وهو استبعاد واضح لمسالة الإرغام ودحض لما تروّجه “البروباغندا” الإعلامية المخزنية بخصوص مزاعم “مغربية الصحراء في إطار الحكم الذاتي”.
لقد اتخذ المخزن من قضية الاعتداء على الصحراء الغربية واحتلالها، مباشرة بعد انسحاب الاستعمار الإسباني في عهد فرانكو، ليتخلص من الجيش المغربي ويرمي به في أتون حرب ضد إخوانه الصحراويين، ليضمن الهدوء في مملكته القائمة على القهر والظلم والتسلّط وسرقة ثروات المغاربة، بعد سلسلة من الانقلابات الفاشلة التي كان يقودها ضباط هذا الجيش، في مساع لاجتثاث هذا النظام المسلّط على الرقاب.
لقد وجد النظام المغربي ليؤدي وظيفة زعزعة الاستقرار في المنطقة، ويكون قاعدة خلفية للصهيونية العالمية، في مقابل حماية من دول استعمارية لا تزال تسعى للسيطرة على ثروات شعوب المنطقة، ومنها ثروات الصحراء الغربية، وليكون خنجرا في صدر الأمة الإسلامية، مثله مثل كثير من الأنظمة الوظيفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويكفي العودة إلى محطات التاريخ القريبة لتتبّع هذا المسار من الخيانة المعلنة والخفية. لقد أكدت الجزائر دائما أنها ليست طرفا مباشرا في هذا الصراع، بالقدر الذي تعتبره واجبها في دعم شعب يكافح من أجل الانعتاق من نير الاستعمار ودعما لمسار طويل من التحرر الإفريقي، سينتهي بتحرير آخر مستعمرة في القارة، ويكون بذلك آخر مسمار يغرس في نعش الاستعمار ونعش النظام المخزني، نظام كان ولا زال عنوانا للخيانة والمذلة والظلم والقهر ونهب ثروات الشعب المغربي. وطبعا لن يجد حليفا موثوقا ومناسبا له في سفالته أفضل من فرنسا التي ما تزال نخبتها منغمسة في سواد الفكر الاستعماري.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post آخر مسمار في نعش العلويين appeared first on الشروق أونلاين.