الاتفاقيات بين واشنطن والاتحاد الأوروبي لن تؤثر على صادرات الغاز الجزائري
برزت تساؤلات فيما إذا كانت الاتفاقات التجارية التي ابرمتها مؤخرا الولايات المتحدة الامريكية مع كل من الاتحاد الاوروبي و كوريا الجنوبية ستؤثر على مبيعات الغاز الجزائري لاسيما في الأسواق الأوروبية بعد ان نصت هذه الاتفاقات على شراء اوروبا ل 750 مليار دولار من الغاز الأمريكي المسال فضلا عن مشتريات مماثلة من جانب كوريا الجنوبية تصل […] The post الاتفاقيات بين واشنطن والاتحاد الأوروبي لن تؤثر على صادرات الغاز الجزائري appeared first on الجزائر الجديدة.

برزت تساؤلات فيما إذا كانت الاتفاقات التجارية التي ابرمتها مؤخرا الولايات المتحدة الامريكية مع كل من الاتحاد الاوروبي و كوريا الجنوبية ستؤثر على مبيعات الغاز الجزائري لاسيما في الأسواق الأوروبية بعد ان نصت هذه الاتفاقات على شراء اوروبا ل 750 مليار دولار من الغاز الأمريكي المسال فضلا عن مشتريات مماثلة من جانب كوريا الجنوبية تصل الى 100 مليار دولار.
تتموضع الجزائر حاليا ضمن أهم موردي الغاز الى القارة الاوروبية في العالم وذلك بشكليه الغاز الطبيعي المنقول عبر انابيب بحرية متوسطية وكذا الغاز المسال الذي يتم تمييعه سلفا عبر مصانع جزائرية قبل نقله عبر بواخر تجارية عملاقة نحو القارة العجوز.
وإذا كانت الجزائر تصدر ايضا منتجات بترولية الى دول الاتحاد الاوربي الا انها لا تعتبر واحدا من أكبر من الموردين على هذا الصعيد أمام مجموعة من الدول تشمل الولايات المتحدة الامريكية و النرويج و كازاخستان أما فيما يتعلق بالغاز فان البلاد تعتبر فعلا من أكبر موردي هذه الطاقة الاحفورية الى دول الاتحاد الاوروبي كما تشير إليه معطيات نشرتها هيئة الاتحاد الاوروبي للاحصائيات ” يوروستات”.
وتحوز الجزائر على إحدى ثلاثة اهم مراتب في تموين الاتحاد الأوروبي بالغاز المسال وذلك بأكثر من 10 بالمائة من مجمل احتياجات القارة العجوز من الغاز المسال في حين لاتزال كل من روسيا و الولايات المتحدة الامريكية ضمن مراتب متقدمة على هذا الصعيد.
أما على صعيد الغازالطبيعي المنقول عبر انبوبي ” ميد غاز” و ” غالسي” فان الجزائر تعتبر لاعبا أقوى على هذا الصعيد وهي تحوز على المرتبة الثانية بقرابة 20 بالمائة من حاجيات اروربا على هذا الصعيد متقدمة في ذلك على روسيا في حين تبقى الترويج في المرتبة الاولى بتأمينها لحوالي نصف احتياجات أوروبا من هذا الجانب.
ومن الواضح انه في حالة ما إذا تعرض الغاز الجزائري لمنافسة من طرف نظيره الأمريكي بموجب الاتفاقات التجارية المشار اليها فان محور هذه المنافسة ستكون على صعيد الغاز المسال وذلك على اعتبار ان تصدير الجزائر للغاز الطبيعي الى أوروبا عبر أنابيب بحرية متوسطية هو أمر يخضع لعقود طويلة المدى .
وحتى إذا اعتبرنا فرضا ان الغاز المسال الجزائري سوف يتعرض من هذه الناحية الى منافسة شديدة من جانب الغاز المسال الامريكي فان الاثار لن تكون كبيرة من باب ان حوالي ثلث صادرات الغاز المسال الجزائرية تذهب في الواقع الى تركيا .. البلد المتنامي اقتصاديا و الذي لايعتبر عضوا في دول الاتحاد الأوروبي وبالتالي ليس معنيا بالاتفاقيات التجارية المشار إليها.
ورغم ضغوط هذا الديكور الا ان خبراء في الطاقة يطرحون تساؤلات فيما اذا كانت الولايات المتحدة الامريكية قادرة فعلا على توريد كل هذه الكميات الضخمة من الغاز المسال التي تتحدث عنها.
لكن، وبحسب تصريحات مستشار تحرير منصة “الطاقة ” المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي ؛ فإن المستفيدين الحقيقيين من صفقة الطاقة بين أميركا وأوروبا قد لا يكونون الطرفين الرئيسين، بل أطرافًا ثالثة تمتلك المرونة التشغيلية والأساطيل، ويعرفون كيف يناورون داخل الأسواق العالمية.
وأضاف أن الولايات المتحدة نفسها لا تملك ما يكفي من السفن أو البنية التحتية لنقل الكميات المعلنة من الغاز، بينما تظل الشركات الآسيوية، ومعها شركات شرق أوسطية، في موقع أقوى للربح من الفارق السعري الناتج عن اضطرابات السوق.
واختتم أنس الحجي تحليله بالتأكيد على أن كثيرًا مما أُعلن في صفقة الطاقة بين أميركا وأوروبا غير دقيق، وأن أغلبه يصعب تنفيذه لأسباب فنية ولوجستية.
ع . ل
The post الاتفاقيات بين واشنطن والاتحاد الأوروبي لن تؤثر على صادرات الغاز الجزائري appeared first on الجزائر الجديدة.