المجاهدون في غزة يرسمون ملامح العالم الجديد: الدعم فريضة والوعي ضرورة

أ.حسام الدين حمادي/ لم تعد غزة مجرد جغرافيا محاصرة أو عنوانًا لأزمة إنسانية مزمنة، بل أصبحت – بما لا يدع مجالاً للشك – قلب التحوّلات العالمية القادمة، وميدانًا حيًّا ترتسم فيه ملامح نظام عالمي جديد تتهاوى فيه المنظومة الغربية المتغطرسة، ويتهيأ فيه الإسلام لقيادة البشرية من جديد. أولاً: لماذا يجب تمويل المجاهدين في غزة؟ قال …

أغسطس 5, 2025 - 12:51
 0
المجاهدون في غزة يرسمون ملامح العالم الجديد: الدعم فريضة والوعي ضرورة

أ.حسام الدين حمادي/

لم تعد غزة مجرد جغرافيا محاصرة أو عنوانًا لأزمة إنسانية مزمنة، بل أصبحت – بما لا يدع مجالاً للشك – قلب التحوّلات العالمية القادمة، وميدانًا حيًّا ترتسم فيه ملامح نظام عالمي جديد تتهاوى فيه المنظومة الغربية المتغطرسة، ويتهيأ فيه الإسلام لقيادة البشرية من جديد.
أولاً: لماذا يجب تمويل المجاهدين في غزة؟
قال الله تعالى: “وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ” (التوبة: 41)
وقال تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ … وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ” (التوبة: 60)
إن تمويل المجاهدين هو من أعظم صور الرباط في سبيل الله، فقد قال النبي ﷺ: “من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا” (متفق عليه)
إنهم لا يقاتلون من أجل أرض فحسب، بل من أجل استعادة الأمة لموقعها الحضاري. هم الصف الأول في معركة الأمة، يستحقون كل أنواع الدعم، من المال إلى الإعلام، ومن الدعاء إلى التنظيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “إذا نزل العدو ببلدٍ، وجب على أهله دفعه، فإن عجزوا، وجب على من يليهم…”
ثانيًا: غزة تُسقط أقنعة الغرب وتُعري إفلاسه القيمي
الغرب الذي طالما تحدث عن “حقوق الإنسان” و”الحرية” و”العدالة”، اليوم يُثبت أنه مفلس أخلاقيًا، لا يحركه ميزان المبادئ، بل ميزان المصالح.
قال الفيلسوف الفرنسي “روجيه غارودي” بعد اعتناقه الإسلام: “الغرب يقف على جثة المسيح، ويصلي لرب التجارة”
غزة في مقاومتها تُعيد تعريف القيم: الكرامة، الشجاعة، الاستشهاد، الصبر، الصدق… وكلها معانٍ دفنتها الحضارة الغربية في ركام النفعية والأنانية.
ثالثًا: الإسلام قادم لأنه يُجيب عن الأسئلة الكبرى
قال الله تعالى: “قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ” (البقرة: 120)
وقال تعالى: “صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً” (البقرة: 138)
الإسلام لا يُقدم فقط عقيدة، بل نظام حياة، ومنظومة قيم، ومشروع حضارة يوازن بين الروح والمادة، بين الفرد والمجتمع، بين الدنيا والآخرة.
قال سيد قطب: “الإسلام هو وحده الذي يحمل في طياته إجابة كاملة عن أسئلة الإنسان الكبرى، وتوازنًا بين مطالب الجسد والروح، والفرد والمجتمع، والعقيدة والسلوك.”
رابعًا: غزة ليست وحدها… ولكن!
قال الشيخ أحمد ياسين رحمه الله: “نحن لا نقاتل من أجل أرض، بل من أجل قضية أمة، من أجل دين الله، ومن أجل شرف المسلمين”
الواجب اليوم أن يدرك كل مسلم أن من لم يُجاهد بنفسه، فعليه أن يُجاهد بماله. فليست البطولة فقط في البندقية، بل في التحويلة البنكية، وفي صندوق التبرعات، وفي إبداع أدوات الدعم.
قال الشهيد عبد العزيز الرنتيسي: “نحن لا نُقَاتِل ليعيش أطفالنا فقط، بل ليعيش أطفال أمتنا مرفوعي الرأس”
خامسًا: نحو وعي جديد ومشروع جامع
نحن بحاجة إلى خطاب جديد يُربط فيه دعم غزة بمستقبل الأمة، لا فقط بـ”حالة إنسانية”.
علينا أن نُربي أبناءنا على أن غزة ليست “قضية موسمية”، بل “قضية مصيرية”، وأن كل درهم يُنفق لأجلها هو سهم في المعركة الكبرى.
قال الاستاذ حسن البنا: “أما بعد، فإني أعتقد أن واجبنا نحن معشر المسلمين، أن نعد أنفسنا لجيل التحرير…”
والتحرير يبدأ من إعداد الوعي، وتنظيم الجهد، وبناء أدوات النصر.
خاتمة: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون” (آل عمران: 169)
في غزة يُكتب التاريخ بالدم والصبر، وتُكسر الهزيمة النفسية، وتُبنى قاعدة النصر القادم.
ولنا أن نختار: أن نكون ممن ساهموا في الفجر، أو ممن خذلوا في لحظة الميلاد.
قال أحد مجاهدي غزة: “إن لم ننتصر، فليكن دمنا وقودًا للنصر… وإن لم نُحرر، فليكن جيلنا جسرًا يعبر عليه القادمون نحو الأقصى