المخرج الأمريكي كريستوفر نولان… آخر المُوَرَّطِين الصحراء الغربية!
المغرب، الذي يحتل الصحراء الغربية، مهووس بتشريع احتلاله لمدينة بعينها من أكبر مدن هذا الإقليم وهي مدينة الداخلة. بالنسبة للمخزن، يريد أن يحوّل هذه المدينة الجميلة الساحلية إلى عاصمة للسياحة والثقافة والمشاريع، ولؤلؤة على المحيط الأطلسي، ويريد أن يراها مملوكة للغرب بالكامل، ولا يمر يوم إلا ويَعرضها للبيع بالتقسيط للشركات الأجنبية العابرة للقارات. أول فِعل […] The post المخرج الأمريكي كريستوفر نولان… آخر المُوَرَّطِين الصحراء الغربية! appeared first on الشروق أونلاين.


المغرب، الذي يحتل الصحراء الغربية، مهووس بتشريع احتلاله لمدينة بعينها من أكبر مدن هذا الإقليم وهي مدينة الداخلة. بالنسبة للمخزن، يريد أن يحوّل هذه المدينة الجميلة الساحلية إلى عاصمة للسياحة والثقافة والمشاريع، ولؤلؤة على المحيط الأطلسي، ويريد أن يراها مملوكة للغرب بالكامل، ولا يمر يوم إلا ويَعرضها للبيع بالتقسيط للشركات الأجنبية العابرة للقارات.
أول فِعل قام به المخزن لتمكين الغرب من المدينة، هو أنه وعد الرئيس الأمريكي ترامب، كرمز للرأسمالية، أن يبيع له مدينة الداخلة، ويفتح له قنصلية فيها ليشرّع احتلاله للصحراء الغربية بكاملها.
وبالإضافة إلى البيع السياسي للمدينة، حاول المخزن إقامة منشآت كثيرة على الشواطئ ليجذب السياح إليها، وجلب عشرات الوفود الإماراتية والأجنبية، وفتح لهم أبواب المدينة على مصراعيها، وطلب منهم أن يفعلوا ما يريدون.
بسبب هذه السياسة القذرة، تورط الكثيرون في مشاريع فاشلة وغير قانونية في المدينة المذكورة، منهم شركات سياحية فرنسية فتحت مشاريع للقفز بالمظلات في البحر، كما ورط شركات “ريان” للطيران بفتح خطوط مباشرة بين إسبانيا ومدينة الداخلة، لكن كل هذه الشركات تعرضت للانتقاد والإفلاس بسبب عدم شرعية الاستثمار في مدينة الداخلة المحتلة.
بعد الفشل في توريط الشركات السياحية وشركات الطيران، وبعد ما حاول توريط ترامب بفتح قنصلية في مدينة الداخلة المحتلة، يحاول المخزن الآن توريط المؤسسات الثقافية خاصة الأمريكية، والعالمية بتنظيم مهرجانات ثقافية ودعوة مفكرين وسياسيين ومخرجين، وكانت الضحية هذه المرة المخرج الأمريكي-البريطاني كريستوفر نولان، بعرض عليه أن يصور فيلمه الشهير “أوديسا” في مدينة الداخلة.
لكن ما كاد المخرج المذكور، أحد رموز مملكة هوليود، يقول “اكشن”، ويبدأ التصوير حتى هبت عاصفة من الامتعاض، ووجد نفسه في عين إعصار من الانتقادات السياسية والقانونية. من بين المآخذ على المخرج أنه يصور فيلم في أرض محتلة وبدون رِضا شعبها، كما أن موقع المدينة وتضاريسها ومعالمها لا تساعد على تصوير مشاهد مثل هذا الفيلم التاريخي، فلا يوجد أي معلم طبيعي أو أثري يشبه المعالم الموجودة في السيناريو، وهذا يطرح فرضية الرشوة، كما يفرض على الشركة المنتجة أن تُركّب المشاهد والديكور اصطناعيا.
من جهة أخرى، يمكن أن يسبب تصوير هذا الفيلم في مدينة الداخلة للمخرج كريستوفر نولان -بالإضافة إلى الانتقادات- متاعب مع القضاء والمحاكم، ويمكن أن تتم مقاطعة الفيلم في بعض البلدان مثل إسبانيا.
تحس الشعوب الإسبانية بالكثير من الحنق على حكوماتها بسبب سكوتها عن انتهاكات المغرب في الصحراء الغربية، وبسبب اصطفاف الحكومة المركزية مع المخزن، فأصبحت هذه الشعوب بالمرصاد لكل تحرُّك يحدث في الصحراء الغربية يضر بمصالح الشعب الصحراوي. فما كاد المخرج الأمريكي، كريستوفر نولان، يبدأ تصوير فيلمه في الداخلة المحتلة حتى وجد نفسه في عين إعصار من الانتقادات، خاصة من طرف قِطاع السينما والثقافة في إسبانيا، ومن طرف قطاع الصحافة والإعلام. فأكثر قضية تم تناولها في الصحافة الإسبانية، مؤخرا، هي قضية انتقاد المخرج الأمريكي الذي ورطه المخزن في تصوير فيلمه في مدينة الداخلة المحتلة.
فحسب التلفزيون الإسباني rtve بتاريخ 5 أوت 2025 في نشراته “فقد انضم العديد من الشخصيات السينمائية الإسبانية، مثل خافيير بارديم، وأيتانا سانشيز خيخون، وخوان دييغو بوتو، إلى بيان مهرجان الصحراء الغربية السينمائي الدولي (FiSahara) ضد تصوير فيلم “أوديسيا”، المشروع الجديد للمخرج كريستوفر نولان، بطولة مات ديمون وزندايا، في أراضي الصحراء الغربية”.
دائما حسب التقرير الإذاعي الإسباني، فإن السينمائيين الإسبان كتبوا مذكرة جماعية يطالبون فيها المنتج البريطاني، يونيفرسال بيكتشرز، وشركة الإنتاج سينكوبي بكسر صمتهما، والكشف عن سبب اختيارهما مدينة الداخلة المحتلة من قِبل المغرب لتصوير فيلمهما. وجاء في المذكرة: “صوّر السيد نولان فيلمه هناك دون موافقة الشعب الصحراوي إنما بموافقة قوة الاحتلال المغربي”.
يرى الموقعون على المذكرة أن المغرب نجح في جعل الداخلة ما ينوي نتنياهو فعله لغزة: تحويلها إلى “مكان لركوب الأمواج الشراعية، وفعاليات ثقافية (بما في ذلك مهرجان يُحاكي مهرجان FiSahara في الصحراء الغربية)، ومؤتمرات، ومشاريع طاقة متجددة تُستخدم لتلميع صورة الاحتلال، إلخ”.
وتحث المذكرة المخرج كريستوفر نولان على “التواصل مباشرة مع المدافعين عن حقوق الإنسان وصناع الأفلام والصحفيين المعرضين للخطر، والذين يمكنهم تقديم رواية مباشرة، وتسليط الضوء على الوضع الحرج الذي يعيشه الصحراويون تحت الاحتلال المغربي.
بهذا الإنتاج السينمائي ساهم كريستوفر نولان وفريقه “عن غير قصد في قمع شعب الصحراء الغربية، كما ساهم في التطبيع مع الاحتلال المغربي الوحشي”.
وبالإضافة إلى طوفان الانتقادات في قطاع السينما والثقافة الإسباني، يتعرض المخرج المذكور لانتقادات في الصحافة ستؤثر، بدون شك، على سمعة الفيلم والمخرج، الذي سيكتشف أن المخزن ورطه في مشكلة كبيرة.
من جهة أخرى، تشك الفعاليات، التي تحاول منع تصوير الفيلم، أن المخرج أو الشركة المنتجة أو هما معا تلقوا رشاوي من طرف المخزن لتصوير الفيلم في المدينة المذكورة لتشريع الاحتلال ثقافيا.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post المخرج الأمريكي كريستوفر نولان… آخر المُوَرَّطِين الصحراء الغربية! appeared first on الشروق أونلاين.