المغرب : فشل الدولة يدفع عشرات القاصرين للمخاطرة بالعبور إلى سبتة سباحة بحثا عن حياة كريمة

مدريد  - أبرزت الصحافة الإسبانية محاولات خطيرة للهجرة نحو سبتة بالجيب الاسباني لعشرات المغاربة من مختلف الأعمار بينهم قاصرون و أسر كاملة, تعكس مأساة اجتماعية عميقة على الضفة الجنوبية للمتوسط. و أوردت صحيفة "إل باييس" أن ليلة أمس الاحد كانت من أكثر الليالي ضغطا على قوات الإنقاذ الإسبانية, إذ حاول نحو 100 مهاجر العبور سباحة, وتمكن العديد منهم من الوصول إلى سبتة, بينما تم انتشال آخرين من البحر, مشيرة إلى أن الظاهرة لم تعد حادثا معزولا, بل صارت جزءا من المشهد اليومي للمدينة, في ظل صمت رسمي مغربي يرقى إلى حد التواطؤ.  وفي السياق نفسه, كشف موقع "هوفينغتون بوست إسبانيا" عن اتساع ما يسمى بظاهرة "السباحين", حيث مئات المهاجرين, بينهم أطفال ونساء, يخططون للعبور ليلا بالتنسيق عبر مجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي, مستغلين سوء الأحوال الجوية والضباب, معتبرة أن استمرار هذه الظاهرة, على مرأى من السلطات المغربية, "يشكل إدانة صريحة لفشلها في توفير بدائل قانونية و آمنة للهجرة, وتركها مواطنيها ليختاروا بين الفقر أو الغرق". أما صحيفة "إل فارو دي سبتة" المحلية, فأكدت أن الوضع على الأرض بات أقرب إلى "حالة طوارئ إنسانية", إذ لم يعد يمر يوم في أغسطس دون تسجيل محاولات عبور عبر السباحة, ما يرهق قوات الأمن الإسبانية ومراكز الإيواء, مشيرة إلى أن "المأساة لا تتوقف عند الحدود, بل تبدأ من هناك, حيث ترحل الأسر والأطفال الذين فشلوا في العبور إلى مدن مغربية بعيدة, دون أي ضمانات لسلامتهم أو مستقبلهم". من جهتها, أفادت وكالة "رويترز" بأن شهر يوليو المنصرم شهد موجات متواصلة من المهاجرين المغاربة, حيث وثق في يوم واحد  وصول 54 قاصرا مغربيا غير مرفوقين إلى سبتة عبر السباحة في ظروف بحرية صعبة وضباب كثيف, وهو رقم صادم يعكس يأس هؤلاء الأطفال واستعدادهم للمخاطرة بحياتهم بحثا عن أفق إنساني لم يجدوه في وطنهم بسبب الفقر والتهميش وفشل سياسات السلطات في توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة لمواطنيها. الوكالة لفتت إلى أن مراكز إيواء القاصرين في سبتة تجاوزت طاقتها بأضعاف, وسط نداءات عاجلة من السلطات المحلية للحكومة المركزية الاسبانية لتوفير الدعم, بينما يكتفي المغرب بمراقبة المشهد وكأن الأمر لا يعنيه. وقالت أن التقارير هذه "ليست مجرد قصص عن هجرة غير نظامية, بل شهادة يومية على انهيار العقد الاجتماعي في المغرب, حيث يجد القاصرون أنفسهم مدفوعين إلى البحر بحثا عن حياة لم توفرها لهم دولتهم, بينما تستمر السلطات المغربية في إدارة الأزمة بعقلية أمنية ضيقة, غير مكترثة بالثمن الإنساني الذي يدفعه مواطنوها".

أغسطس 11, 2025 - 20:25
 0
المغرب : فشل الدولة يدفع عشرات القاصرين للمخاطرة بالعبور إلى سبتة سباحة بحثا عن حياة كريمة

مدريد  - أبرزت الصحافة الإسبانية محاولات خطيرة للهجرة نحو سبتة بالجيب الاسباني لعشرات المغاربة من مختلف الأعمار بينهم قاصرون و أسر كاملة, تعكس مأساة اجتماعية عميقة على الضفة الجنوبية للمتوسط.

و أوردت صحيفة "إل باييس" أن ليلة أمس الاحد كانت من أكثر الليالي ضغطا على قوات الإنقاذ الإسبانية, إذ حاول نحو 100 مهاجر العبور سباحة, وتمكن العديد منهم من الوصول إلى سبتة, بينما تم انتشال آخرين من البحر, مشيرة إلى أن الظاهرة لم تعد حادثا معزولا, بل صارت جزءا من المشهد اليومي للمدينة, في ظل صمت رسمي مغربي يرقى إلى حد التواطؤ.

 وفي السياق نفسه, كشف موقع "هوفينغتون بوست إسبانيا" عن اتساع ما يسمى بظاهرة "السباحين", حيث مئات المهاجرين, بينهم أطفال ونساء, يخططون للعبور ليلا بالتنسيق عبر مجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي, مستغلين سوء الأحوال الجوية والضباب, معتبرة أن استمرار هذه الظاهرة, على مرأى من السلطات المغربية, "يشكل إدانة صريحة لفشلها في توفير بدائل قانونية و آمنة للهجرة, وتركها مواطنيها ليختاروا بين الفقر أو الغرق".

أما صحيفة "إل فارو دي سبتة" المحلية, فأكدت أن الوضع على الأرض بات أقرب إلى "حالة طوارئ إنسانية", إذ لم يعد يمر يوم في أغسطس دون تسجيل محاولات عبور عبر السباحة, ما يرهق قوات الأمن الإسبانية ومراكز الإيواء, مشيرة إلى أن "المأساة لا تتوقف عند الحدود, بل تبدأ من هناك, حيث ترحل الأسر والأطفال الذين فشلوا في العبور إلى مدن مغربية بعيدة, دون أي ضمانات لسلامتهم أو مستقبلهم".

من جهتها, أفادت وكالة "رويترز" بأن شهر يوليو المنصرم شهد موجات متواصلة من المهاجرين المغاربة, حيث وثق في يوم واحد  وصول 54 قاصرا مغربيا غير مرفوقين إلى سبتة عبر السباحة في ظروف بحرية صعبة وضباب كثيف, وهو رقم صادم يعكس يأس هؤلاء الأطفال واستعدادهم للمخاطرة بحياتهم بحثا عن أفق إنساني لم يجدوه في وطنهم بسبب الفقر والتهميش وفشل سياسات السلطات في توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة لمواطنيها.

الوكالة لفتت إلى أن مراكز إيواء القاصرين في سبتة تجاوزت طاقتها بأضعاف, وسط نداءات عاجلة من السلطات المحلية للحكومة المركزية الاسبانية لتوفير الدعم, بينما يكتفي المغرب بمراقبة المشهد وكأن الأمر لا يعنيه. وقالت أن التقارير هذه "ليست مجرد قصص عن هجرة غير نظامية, بل شهادة يومية على انهيار العقد الاجتماعي في المغرب, حيث يجد القاصرون أنفسهم مدفوعين إلى البحر بحثا عن حياة لم توفرها لهم دولتهم, بينما تستمر السلطات المغربية في إدارة الأزمة بعقلية أمنية ضيقة, غير مكترثة بالثمن الإنساني الذي يدفعه مواطنوها".