اليقظة الفنية سلاحنا لجعل الذكاء الاصطناعي شريك في الإبداع

الفن ليس فقط ثقافة مجتمعية وتوظيفا للمواهب، بل أن الضغوطات الاجتماعية، وطغيان الماديات، ومشاكل الحياة المختلفة، لا يطفئ حدتها إلا الفن الأصيل كقوة ناعمة تخدم الفرد والمجتمع ككل.
وقال المخرج المسرحي الفنان باديس فضلاء، إن الفن ليس مجرد تمثيليات هزلية وأفلام للترويح عن النفس، ولكنه ثقافة وأسلوب تعبير مبني على قيم ومبادئ، موضحا أن الفن في الجزائر منذ التاريخ حمل توقعات المستقبل، سواء الشعر الشعبي أو السينما أو المسرح والفن التشكيلي.
وأكد باديس فضلاء، أن الفن في المجتمع الجزائري يحتاج إلى يقظة حقيقية تعيده إلى موقعه الطبيعي، على أساس انه رافعة هوية وتنمية، وصوت المجتمع، ومرآة تعكس الحاضر وتوجهنا إلى مستقبل زاهر.
ويرى الفنان والمخرج المسرحي باديس فضلاء، الذي كان ضيف المؤسسة الجزائرية لصناعة الغد، خلال فطور صباح الاستشراف، الربع حول اليقظة الفنية، الذي نظم، السبت، بمكتبة الحامة، أن الفن ليس مجرد وسيلة تعبير جمالي، بل هو عملية تربوية وفكرية وعاطفية تعبّر عن الواقع وتستشرف المستقبل، كما يترجم، حسبه، نبض المجتمع بلغة فنية راقية، لا تحتاج إلى أن تترجم “لأنها تتحدث إلى الوجدان الإنساني مباشرة”.
واعتبر باديس فضلاء، أن التطور التكنولوجي الجديد، والذكاء الاصطناعي، يمكن أن يصبح فرصة في تطوير العملية الإبداعية، كما أن له تأثيرات سلبية ينبغي الاستعداد لمواجهتها والتعامل معها على أنها شريك في الإنتاج الفني.
وقال إن هناك خطرا يداهم عالم الفن، ويهدد بضياع البصمة الإنسانية الفنية، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، وانتشار القرصنة، وهذا ما يتطلب يقظة حقيقية، مشيرا إلى أن المستقبل ينقسم إلى ثلاثة آفاق، وهي مستقبل محتمل، وهو الذي نتوقعه ونستعد له، ومستقبل ممكن، نملكه بإمكاناتنا إذا أحسنا استخدام أدوات التغيير، ومستقبل منشود، نرسم ملامحه برؤية بعيدة المدى.
وأكد في سياق مداخلته، على ضرورة إعطاء مساحة واسعة من الديمقراطية في المجال الفني، حتى يصبح في متناول الجميع، وذلك بالتربية الفنية واستغلال الفضاء الرقمي في تقديم أشكال الفن، والعودة إلى السينما في الهواء الطلق.
ومن جهته، تناول البروفيسور بشير مصيطفى، فكرة اليقظة الفنية التي أطلقها وسط فناني المهجر شتاء 2016، وهي فكرة مبنية على تصميم مشهد مستقبلي للنشاط الفني في الجزائر آفاق 2050 حسب معايير إحصائية علمية، من خلال تصميم السياسات المساعدة على تطوير الفن الجزائري وربطه بقضايا التنمية والقضايا الوطنية.
للإشارة، فإن الفنان يوسفي توفيق، استعرض رؤيته للفن الأصيل، إلى جانب الفنان الطاهر ومان الذي تحدث عن الفن التشكيلي في الجزائر، فيما تحدث توفيق ومان عن دور الشعر الشعبي في تعزيز الروابط الاجتماعية، والرقي بالثقافة الفنية الجزائرية..
ومن جانبها تطرقت الشاعرة سعاد موسوني إلى موضوعات الوطن من رؤية فنية، وألقت قصيدة في موضوع اليقظة الفنية، حيث شهد “فطور الصباح” مناقشة عامة تدخل فيها جمهور من الفنانين من مختلف المجالات.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post اليقظة الفنية سلاحنا لجعل الذكاء الاصطناعي شريك في الإبداع appeared first on الشروق أونلاين.