انطلقت فعالياته أمس بقصر المعارض بالصنوبر البحري  ويستمر إلى 28 من الشهر الجاري:رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح الطبعة الـ 56 لمعرض الجزائر الدولي

أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الاثنين بقصر المعارض بالصنوبر البحري، على افتتاح الطبعة الـ 56 لمعرض الجزائر الدولي التي تجري فعالياتها تحت شعار “من أجل تعاون مشترك ومستدام”. وقد استهل رئيس الجمهورية زيارته إلى معرض الجزائر الدولي بالوقوف عند جناح سلطنة عمان التي اختيرت ضيف شرف الطبعة الـ 56، حيث طاف بهذا …

يونيو 24, 2025 - 03:34
 0
انطلقت فعالياته أمس بقصر المعارض بالصنوبر البحري  ويستمر إلى 28 من الشهر الجاري:رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح الطبعة الـ 56 لمعرض الجزائر الدولي

أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الاثنين بقصر المعارض بالصنوبر البحري، على افتتاح الطبعة الـ 56 لمعرض الجزائر الدولي التي تجري فعالياتها تحت شعار “من أجل تعاون مشترك ومستدام”.

وقد استهل رئيس الجمهورية زيارته إلى معرض الجزائر الدولي بالوقوف عند جناح سلطنة عمان التي اختيرت ضيف شرف الطبعة الـ 56، حيث طاف بهذا الجناح رفقة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ووزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لسلطنة عمان، السيد قيس بن محمد اليوسف وعدد من أعضاء الحكومة.

وجاء اختيار سلطنة عمان كضيف شرف لهذه الطبعة في ظل الديناميكية التي تعرفها العلاقات الجزائرية-العمانية، خاصة بعد الزيارات المتبادلة الأخيرة بين مسؤولي البلدين، والتي توجت بالتوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي.

كما زار رئيس الجمهورية جناح دولة فلسطين التي تشارك بالتراث الشعبي المادي واللامادي العريق.

وبذات المناسبة، زار رئيس الجمهورية جناح الجزائرية العامة للميكانيك، وحدة سيدي بلعباس، حيث قدمت له شروحات مفصلة حول القدرات الانتاجية لهذه المؤسسة المتخصصة في العتاد الفلاحي.

 فرص كبيرة للترويج للمنتوج الوطني وجلب استثمارات

تعتبر المعارض، سيما منها الدولية، من أهم الأدوات الترويجية للمنتجات الوطنية، إذ توفر فرصا للتعريف بالمنتجات والخدمات الوطنية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز التبادل التجاري، وتلعب  دورا حيويا في تنويع الاقتصاد وتشجيع الصادرات خارج المحروقات، ويعد معرض الجزائر الدولي الذي انطلقت فعاليته أمس بالعاصمة، أهم هذه التظاهرات الاقتصادية على الإطلاق، كونه يتيح فرصا كبيرة للشركات الوطنية لدعم المنتجات الوطنية، ولخلق شراكات والنهوض بالاقتصاد الوطني.

وتعتبر المعارض والتظاهرات الاقتصادية والتجارية الدولية، سواء التي تقام على أرض الوطن، أو التي تشارك فيها الجزائر في الخارج،  وسيلة هامة من وسائل الترويج للاقتصاد الوطني عموما، وللمنتوج الوطني بالخصوص، وهذا يدخل في إطار الدبلوماسية الاقتصادية التي أصبحت تلعب دوار هاما في الآونة الأخيرة، على المستوى العالمي والجهوي.

كما تلعب المعارض الاقتصادية دورا كبيرا من ناحية إبرام الصفقات فهي تعد منصة لعقد الاتفاقيات والشراكات بين رجال الأعمال الجزائريين ونظرائهم وكذا بين الشركات الوطنية والأجنبية، وهذا ما سيساهم في رفع رأس المال وزيادة حجم الأعمال والإستثمارات، فهذه التظاهرات الاقتصادية تعد  واجهة جذب للاستثمارات الأجنبية، حيث يمكن للشركات والمستثمرين الأجانب التعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في الجزائر والاطلاع على بيئة العمل.

كما توفر المعارض فرصة للشركات الجزائرية لعرض منتجاتها وخدماتها على نطاق واسع، مما يزيد من تعريف المستهلكين بها ويساهم في زيادة الطلب عليها.

وتتيح المعارض فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة بين الشركات الجزائرية والشركات الأجنبية، مما يساهم في تطوير القدرات التنافسية للشركات الجزائرية، كما توفر منصة للمؤسسات الناشئة لعرض منتجاتها وخدماتها، والحصول على فرص للتمويل والنمو. من جانب آخر، تساهم المعارض، ومن خلال زيادة النشاط الاقتصادي، في خلق فرص عمل جديدة في مختلف القطاعات.

 ويعد معرض الجزائر الدولي الذي أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على افتتاحه أمس تحت شعار “من أجل تعاون مشترك ومستدام”، بقصر المعارض الصنوبر البحري، بالعاصمة، في طبعته 56 من أهم هذه المعارض، حيث يتيح فرصا كبيرة للمتعاملين الاقتصاديين والشركات الوطنية، للانتشار أكثر، من خلال الترويج للسلع والخدمات، سيما أن هذا المعرض يشارك فيه العديد من العارضين من مختلف دول العالم، وفي مختلف المجالات.

كما يسمح بخلق شراكات مع الأجانب، وما يرفع من قيمة الاستثمارات، سيما وأن الجزائر توفر فرص استثمار مهمة للأجانب من خلال القوانين التي سنتها مؤخرا.

رئيس الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين سهيل قسوم:

معرض الجزائر الدولي يجسد في كل مرة انفتاح الاقتصاد الوطني على العالم

أكد رئيس الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين، سهيل قسوم، على أهمية معرض الجزائر الدولي كموعد اقتصادي استراتيجي يجسّد، في كل دورة، انفتاح الاقتصاد الوطني على العالم، ويُبرز القدرات الجزائرية ومنتجاتها وكفاءاتها.

وشدد رئيس الكنفيدرالية، في تصريح صحفي أول أمس، أن هذا الحدث يُمثل فرصة ثمينة للمؤسسات الجزائرية من أجل بناء شراكات، وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي، واستكشاف أسواق جديدة.

وفي هذا السياق، دعا قسوم إلى مواصلة السياسة الوطنية الرامية إلى تعزيز التصدير، وتوفير بيئة محفّزة للمنتجين المحليين، مشيراً إلى أن مؤسساتنا الوطنية تملك اليوم القدرة، والطموح، والكفاءة لتكون فاعلاً رئيسياً في الأسواق الخارجية.

كما أكد على أن الترويج للإنتاج الوطني لا يقتصر على تلبية حاجيات السوق المحلية، بل يجب أن يكون بوابة نحو الأسواق الإفريقية والدولية، خاصة في ظل ديناميكية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية.

واختتم رئيس الكونفيدرالية مداخلته بالتأكيد على أن الجزائر تملك كل المقومات لرفع تحدي التنويع والتصدير، في ظل الديناميكية الاقتصادية التي تعرفها البلاد منذ سنوات، والتي تُكرّس إرادة قوية لبناء اقتصاد منتج، تنافسي، ومندمج عالمياً.

الخبير في التنمية الاقتصادية عبد الرحمان هادف:

معرض الجزائر الدولي 2025.. منصة استراتيجية لإبراز وتجسيد التحول الاقتصادي الوطني

أكد الخبير في التنمية الاقتصادية، عبد الرحمان هادف، أن الطبعة الـ56 لمعرض الجزائر الدولي تشكل محطة محورية في مسار التحول الاقتصادي الوطني باعتبارها  تتزامن مع بداية حزمة جديدة  من الإصلاحات الهيكلية التي باشرتها السلطات العليا في البلاد  منذ خمس سنوات بقيادة رئيس الجمهورية، والرامية إلى بناء نموذج اقتصادي متنوع ومستدام، يواكب المتغيرات العالمية ويؤسس لمنظومة اقتصادية متكاملة وذات نظرة استشرافية.

وقال هادف في تصريحات، للإذاعة الوطنية، أمس، إن نسخة 2025 من المعرض، المنظّمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، تندرج في سياق يتميّز بديناميكية تسريع وتيرة تطوير الإنتاج الوطني المحلي تحت شعار “صُنع في الجزائر”، من خلال قطاعات حيوية كالصناعة والفلاحة والخدمات المعتمدة على الرقمنة واقتصاد المعرفة.

وشدد الخبير الاقتصادي على أن المعرض لم يعد مجرد واجهة لعرض الإنتاج الوطني، بل تحوّل إلى منصة إستراتيجية لتعزيز الرؤية الاقتصادية الجديدة للدولة، التي بدأت ملامحها تتشكل منذ سنة 2020، خاصة في مجال التحول نحو اقتصاد إنتاجي ومندمج في سلاسل القيمة العالمية.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن أحد أبرز أهداف النموذج التنموي الجديد يتمثل في تحقيق الاندماج في سلاسل القيمة الدولية، من خلال تحسين أداء التجارة الخارجية، وتنويع مصادر العملة الصعبة بعيداً عن الاعتماد المفرط على عائدات النفط التقليدية .

واعتبر هادف أن نسخة هذا العام تمثل فرصة لتوسيع الشراكات الاقتصادية والصناعية مع دول تتقاسم مع الجزائر نفس الرؤى، وعلى رأسها سلطنة عمان، ضيف شرف هذه الدورة، والتي تشهد علاقاتها الاقتصادية مع الجزائر تطوراً متسارعاً، تُوّج بتوقيع اتفاقيات تعاون واستثمار بعد زيارات متبادلة رفيعة المستوى.

ودعا هادف إلى ضرورة تسريع وتيرة الإصلاحات، خاصة على مستوى البنى التحتية واللوجستية التي تعتبر ركيزة أساسية لنجاح أي تحول اقتصادي.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى تحديات كبرى تواجه الاقتصاد الوطني، أبرزها الحاجة الملحة للانتقال السريع نحو التكنولوجيات الحديثة والرقمنة، خاصة من قبل منظمات أرباب العمل والمؤسسات الصناعية بغية تحقيق أهداف رئيس الجمهورية، وعلى رأسها رفع مساهمة الصناعة إلى 15% من الناتج الداخلي الخام، والفلاحة إلى 20%، والخدمات الرقمية إلى مستوى مماثل، وفق تقديرات المحافظة السامية للرقمنة.

وفي سياق متصل، حذر هادف من التأخر المسجل في مجال الخدمات اللوجستية، الذي يُقدّر حالياً بـ40%، مقارنة بالمعدل العالمي المقبول البالغ 15%.

رزيقة. خ