بين التهريج وصوت الحق!

‪ ‬‬ في سياق يختلف عما سبقه من دورات أممية، شهدت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا العام، تحولا حقيقيا في التعاطي مع الأحداث الدولية، فرغم الغطرسة التي ظهر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو يلقى خطابًا بدا فيه أنه سيد العالم، إلا أن الحقيقة أنه ظهر وكأنه يخاطب نفسه أكثر مما يخاطب العالم؛ فقط …

سبتمبر 24, 2025 - 18:58
 0
بين التهريج وصوت الحق!

‪ ‬‬
في سياق يختلف عما سبقه من دورات أممية، شهدت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا العام، تحولا حقيقيا في التعاطي مع الأحداث الدولية، فرغم الغطرسة التي ظهر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو يلقى خطابًا بدا فيه أنه سيد العالم، إلا أن الحقيقة أنه ظهر وكأنه يخاطب نفسه أكثر مما يخاطب العالم؛ فقط نبرة استعلاء فقدت جمهورها، وكلمات بدت مستهلكة في عالم تغيّر. أما نتنياهو، المجرم والجزار في حُكم من الجميع، فحضر بثوب “المحارب” ليجد نفسه أمام قاعة تفرغ شيئًا فشيئًا؛ مقاطعة علنية لهرطقته، حولت خطابه إلى صدى في فراغ، في مشهد يلخص تهاوي بورصة الكيان الصهيوني حتى لدى مؤيديه من دول أوربية، وكل ذلك لأن مذابح غزة فضحته كما فضحت سوءة الجميع..
ما حدث أثناء كلمة نتن-ياهو عرّاب المذبحة؛ لم يكن مجرد “إحراج بروتوكولي” لرئيس حكومة الكيان الصهيوني، بل تعبير عن حصار وعزلة سياسية تتسع، وعن تحوّل في المزاج الدولي من التواطؤ إلى المساءلة، ومن الخوف إلى المواجهة، فالمنبر الذي كان يومًا ساحةً لتسويق القوة أصبح اليوم مكانًا لفضحها وإدانتها..
في المقابل، من القاعة نفسها، حصدت فلسطين اعترافات متزايدة وتقديرًا غير مسبوق، كأنما يعيد التاريخ ترتيب المقاعد بين الضحية والجلاد، ومنه فإن تلك المقاطعة وهذا التصفيق المتفاوت يكشفان أن خطاب الهيمنة يفقد سحره، فيما خطاب العدالة يكسب احترامًا أمميًا متناميًا، وفي النهاية ومهما كان حجم التزييف فإنه لا يفوز إلا صوت الحق.