بعد أشهر الأزمة.. هل تنجح زيارة بارو في ترميم العلاقات بين الجزائر وفرنسا؟

استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون،  الأحد، بالجزائر العاصمة، وزير أوروبا والشؤون الخارجية للجمهورية الفرنسية، جان نوال بارو والوفد المرافق له، الذي وصل إلى الجزائر في محاولة لإزالة التوتر الذي يسيطر على العلاقات بين البلدين منذ أشهر. وقبل ذلك، حظي بارو باستقبال من طرف وزير الدولة وزير الخارجية، أحمد عطاف. وتأتي زيارة بارو إلى الجزائر، في […] The post بعد أشهر الأزمة.. هل تنجح زيارة بارو في ترميم العلاقات بين الجزائر وفرنسا؟ appeared first on الجزائر الجديدة.

أبريل 6, 2025 - 16:42
 0
بعد أشهر الأزمة.. هل تنجح زيارة بارو في ترميم العلاقات بين الجزائر وفرنسا؟

استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون،  الأحد، بالجزائر العاصمة، وزير أوروبا والشؤون الخارجية للجمهورية الفرنسية، جان نوال بارو والوفد المرافق له، الذي وصل إلى الجزائر في محاولة لإزالة التوتر الذي يسيطر على العلاقات بين البلدين منذ أشهر. وقبل ذلك، حظي بارو باستقبال من طرف وزير الدولة وزير الخارجية، أحمد عطاف.

وتأتي زيارة بارو إلى الجزائر، في أعقاب المكالمة الهاتفية التي تلقاها الرئيس تبون من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الإثنين الماضي، بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر، حيث اتفقا فيها على إنهاء الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين البلدين.

ومن المتوقع أن تتطرق محادثات عطاف وبارو إلى عدة قضايا منها مناقشة ملف عودة السفير الجزائري إلى باريس، حيث سيتم تعيين سفير جديد بعد سحب السفير السابق في يوليو 2024، كما سيناقش الوزيران في اجتماع موسع للجنة الوزارية المشتركة يُعقد مساء اليوم، عدداً من القضايا الخلافية التي برزت خلال الأزمة، بما فيها تلك المتعلقة بحركة تنقل الأشخاص وآليات مراجعة الاتفاقات المنظمة لذلك، والقيود التي فرضتها باريس على دخول المسؤولين الجزائريين الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية، وملف قبول الجزائر استقبال رعاياها من المهاجرين المقرر إبعادهم عن التراب الفرنسي، وملف العقارات المُستغلة من قبل المصالح الفرنسية في الجزائر.

ومن المقرر أن تلي زيارة وزير الخارجية الفرنسي زيارة أخرى لوزير العدل جيرالد درامانان إلى الجزائر في غضون الأيام المقبلة، وفقاً لما تم الاتفاق عليه بين الرئيس تبون وماكرون، حيث سيكون محور زيارة درامانان مسألة التعاون القضائي بين الجزائر وباريس، خاصة بشأن المطلوبين للقضاء الجزائري كوزير الصناعة الأسبق عبد السلام بوشوارب، وقائد الدرك الوطني السابق، عبد الغالي بلقصير، وبعض النشطاء المدرجين في خانة الإرهاب، بالإضافة إلى استرجاع الأموال المنهوبة والعقارات لصالح الجزائر.

ومن غير الواضح إذا كانت مباحثات الوزيرين ستتطرق إلى الموقف الفرنسي من قضية النزاع في الصحراء الغربية والذي كان السبب الرئيسي في تفجر الأزمة السياسية والخلاف بين البلدين في يوليو 2024، مع الإشارة إلى أن باريس لا تبدو بصدد مراجعة هذا الموقف في الوقت الحالي.

ووفقا لمصادر إعلامية فرنسية، سيلتقي بارو نظيره أحمد عطاف، من أجل “ترسيخ” استئناف الحوار حول القضايا الأكثر حساسية التي تعوق العلاقات الثنائية، بما في ذلك ملف الهجرة. كما تهدف زيارة بارو إلى “تحديد برنامج عمل ثنائي طموح، وتحديد آلياته التشغيلية”، وتطوير أهداف مشتركة وجدول زمني للتنفيذ، حسب الخارجية الفرنسية.

تتطلّع فرنسا قُدمًا إلى ترميم علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الجزائر، بعد أشهر عديدة من تنامي حدّة التوترات، أدّت إلى تدهور العلاقات وبلوغها مستويات “غير مسبوقة”، بدعم من حملات العداء والتصعيد التي قادها اليمين المتطرّف الفرنسي ضد الجزائر، في إطار المساعي لإيصال العلاقات الثنائية حد “القطيعة النهائية”، خدمةً لأجندات ومخططات سياسية ضيقة.

وقرّرت الجزائر رسميًا، نهاية جوان 2024، سحب سفيرها لدى باريس “بأثر فوري”، مسندةً مسؤولية التمثيل الدبلوماسي الجزائري في فرنسا للقائم بالأعمال، فيما شدّدت الخارجية الجزائرية حينها على أنّ “الحكومة الفرنسية تنتهك الشرعية الدولية، وتتنكر لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتناقض كل الجهود الحثيثة والدؤوبة التي تبذلها الأمم المتحدة بهدف استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية”.

كما قرّرت الجزائر تعليق علاقاتها القنصلية مع محافظات نيس ومرسيليا ومونبلييه في الجنوب الفرنسي، ردًا على تتابع حملات ملاحقة المهاجرين الجزائريين غير النظاميين، الذين صدرت بحقهم أوامر إدارية بالإبعاد من التراب الفرنسي.

وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية توترًا غير مسبوق منذ الصيف الماضي، وزادت حدة التوتر أكثر بعد أن أوقفت السلطات الجزائرية، في نوفمبر الماضي، الكاتب الجزائري الحاصل على الجنسية الفرنسية، بوعلام صنصال، عن تهم تتعلق بـ”المساس بالوحدة الوطنية وتهديدها، والإرهاب. ويتوقّع أن ينقل بارو، مجدداً، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرئيس تبون شخصياً بإصدار عفو رئاسي عن الكاتب المدان بالسجن 5 سنوات مع التنفيذ، رغم أنّ ذلك قد يكون مستحيلاً، بعد استئناف صنصال الحكم، فيما تتطلّع الجزائر، في مقابل طلبات فرنسا، إلى تعاون جاد منها في مسألة تسليم المطلوبين، المتهمين بالفساد والإرهاب المقيمين في فرنسا.

كما تفاقمت الأزمة بين البلدين بعد أن ألقت السلطات الفرنسية القبض على مؤثرين جزائريين اتهمتهم باريس بالدعوة إلى أعمال عنف على الأراضي الفرنسية والجزائرية عبر مقاطع فيديو على تطبيق “تيك توك”، لتظهر في نهاية المطاف أنها تندرج في إطار حملة فرنسية شعواء يقودها اليمين المتطرف الفرنسي على كل ما هو جزائري.

وصرّح فرنسوا بايرو، مؤخرًا، بأن “أمام الجزائر مهلة شهر إلى 6 أسابيع” لتتسلم رعاياها محل قرار بالطرد من فرنسا، وإلا تم نقض اتفاق الهجرة المبرم بين الجانبين من أساسه، فيما أعلن وزير داخليته، برونو ريتايو، الحرب على الاتفاق منذ عدة أسابيع عديدة، كما أعدّ لائحة تضم المئات من المهاجرين الجزائريين المتوقّع طردهم من فرنسا لاحقًا.

وأعلنت الجزائر رفضها القاطع لخطاب المهل والإنذارات والتهديدات الصادر عن الإدارة الفرنسية، متوعدةً بالرد بشكل “صارم وفوري على جميع القيود التي قد تفرضها باريس على حركة التنقل، دون استبعاد اللجوء إلى تدابير أخرى”.

عبدو.ح

The post بعد أشهر الأزمة.. هل تنجح زيارة بارو في ترميم العلاقات بين الجزائر وفرنسا؟ appeared first on الجزائر الجديدة.