تخبط,تطرف وتهديد بالاستقالة.. الفرنسيون حائرون في كيفية إدارة الأزمة مع الجزائر
خلفت الأزمة السياسية والدبلوماسية المتفاقمة بين الجزائر وباريس حالة غير مسبوقة من الارتباك في دواليب الإدارة الفرنسية، جعلتها عاجزة عن التعاطي مع هذه الأزمة بشكل يرتقي بها إلى دولة يقدمها مسؤولوها على أنها خامس أكبر قوة عظمى في العالم. وبعد مرور نحو سبعة أشهر من اندلاع الأزمة في أعقاب الانحراف الذي طرأ على الموقف الفرنسي […] The post تخبط,تطرف وتهديد بالاستقالة.. الفرنسيون حائرون في كيفية إدارة الأزمة مع الجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.

خلفت الأزمة السياسية والدبلوماسية المتفاقمة بين الجزائر وباريس حالة غير مسبوقة من الارتباك في دواليب الإدارة الفرنسية، جعلتها عاجزة عن التعاطي مع هذه الأزمة بشكل يرتقي بها إلى دولة يقدمها مسؤولوها على أنها خامس أكبر قوة عظمى في العالم.
وبعد مرور نحو سبعة أشهر من اندلاع الأزمة في أعقاب الانحراف الذي طرأ على الموقف الفرنسي من القضية الصحراوية، بدعم إيمانويل ماكرون، لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به نظام المخزن المغربي في سنة 2007، تبدو باريس حائرة في سحب سفيرها من الجزائر، ستيفان روماتي، من عدمه.
وبعد أزيد من ستة أشهر من التمثيل الدبلوماسي لبلاده في الجزائر في ظل الأزمة، أصبح السفير الفرنسي غير قادر على تأدية مهامه كما يجب، بسبب التهور الذي ارتكبته سلطات بلاده، الأمر الذي انعكس على عمله، بحيث أصبح يتردد باستمرار على مبنى وزارة الخارجية الجزائرية بهضبة العناصر، لتسلم احتجاجات السلطات الجزائرية، وتبليغها إلى باريس، على خلفية استمرار الاستفزازات الفرنسية.
وفي هذا الصدد، خرج وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، بتصريح مثير عبر “القناة الفرنسية الأولى”، دعا من خلاله سلطات بلاده إلى سحب سفيرها، ستيفان روماتي، من الجزائر، وقال: “يجب أن نستدعي سفيرنا (من الجزائر) ونضع حدًا للتأشيرات الدبلوماسية” الممنوحة للجزائريين، على حد زعمه.
وإن رفض توصيف ما ردت به الجزائر على الاستفزازات الفرنسية المتكررة بأنها “إذلالا” لباريس، كما جاء على لسان وزير الداخلية اليميني المتطرف، برونو روتايو في أعقاب إعادة الجزائر المؤثر بوعلام الذي رحلته باريس على متن الطائرة التي أقلته في التاسع من جانفي المنصرم، إلا أنه دعا الجزائر إلى “التجاوب مع رغبات فرنسا، أو الذهاب إلى الرد التدريجي معها”.
وبات وزير الداخلية الفرنسي على حافة مغادرة الحكومة، بسبب خلافات مستحكمة بينه وبين رئيس بلاده، إيمانويل ماكرون، تتعلق بكيفية التعاطي مع الأزمة التي اندلعت مع الجزائر، وبينما يصر روتايو على الذهاب بعيدا في تصعيده المشحون بالرغبة في كسب نقاط على حساب منافسه، لوران فوكيي، في السباق المؤدي إلى رئاسة حزب “الجمهوريون”، اليميني، الذي أصبح قادته أكثر تطرفا من اليمين المتطرف ذاته، يبدو أن من يتقلدون المسؤولية الأكبر منه، لا يشاطرونه هذا التوجه.
وجاء تصريح وزير الداخلية الفرنسي السبت الماضي، عندما هدد بتقديم استقالته من الحكومة في حال لم يسايره سيد قصر الإيليزي، في القبضة الحديدية مع الجزائر، ليؤكد بأن هامش مناورته في ظل الأزمة الراهنة بات محدودا، منذ أن تدخل إيمانويل ماكرون، ليفرض النظام في حكومته، في أعقاب التصريحات التي أطلقها رئي حكومته، فرانسوا بايرو، في ختام اجتماع اللجنة الحكومية الذي خصص لبحث ملف الهجرة، حيث تحدث بايرو مدفوعا بوزير داخليته، عن مهلة تتراوح ما بين شهر وستة أسابيع للجزائر، وهي المهلة التي لم تتركها الجزائر تنتهي حتى ردت عليها الإثنين ببيان ناري بددت من خلالها أحلام رئيس الحكومة ووزير الداخلية
علي. ب
The post تخبط,تطرف وتهديد بالاستقالة.. الفرنسيون حائرون في كيفية إدارة الأزمة مع الجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.